شدّد البيان الختامي للقمة العربية الرابعة والثلاثين التي عقدت اليوم السبت في العاصمة العراقية بغداد، على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وجدّد الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني.
وحثّ البيان المجتمع الدولي على الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف إراقة الدماء في قطاع غزة.
وأدان الاعتداءات الصهيونية على سوريا، كما دعا إلى إيجاد حل سياسي لإيقاف الصراع في السودان.
وخلال القمة ركزت كلمات القادة والزعماء العرب على الأوضاع في قطاع غزة، الذي تصر إسرائيل على مواصلة العدوان عليه وحصاره وتجويع سكانه بعدم إدخال المساعدات الإنسانية.
وأجمعت الكلمات على ضرورة وقف الحرب، وكسر الحصار المفروض على القطاع، ووقف التجويع وإدخال المساعدات الإنسانية.
مقترح فلسطيني لإطلاق عملية سياسية
وقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما قال إنها رؤية سياسية من السلطة الفلسطينية لحلحلة الأوضاع في قطاع غزة وحل "الإشكال الفلسطيني"، مطالبًا بإطلاق عملية سياسية في مدة زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين، وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
من ناحيته، جدّد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد التأكيد على رفض بلاده أي محاولات من شأنها "تهجير" سكان قطاع غزة من أرضهم، مبرزًا إدانة واستنكار بغداد للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن "العراق سيسهم بـ20 مليون دولار لإعمار غزة، ومبلغ 20 مليون دولار لإعمار لبنان الشقيق".
من ناحيته، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الأميركي دونالد ترمب لبذل "جهود وضغوط ووساطة" تفضي لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
وتحدثت مصر عن مبادرة لاستضافة مؤتمر دولي من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، وهو ما يتسق مع الرؤية التي قدمتها في القمة التي استضافتها في مارس/ آذار الماضي، والتي اقترحت إعادة إعمار قطاع غزة في خمس سنوات.
وقال رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان بورده، إن الهمّ الأول لدى بلاده هو وقف الحرب وإنهاء "الكارثة الإنسانية" في قطاع غزة، لافتًا إلى أن "تداعيات هذه الحرب الظالمة وآثارها المأساوية ستمتد لأعوام طويلة".
وأكدت السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير ضرورة التوصل لوقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة، وشددت على أهمية دعم استقرار سوريا.
تحذير من "سلام عبثي"
واعتبر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن مواصلة إسرائيل انتهاكاتها لسيادة بلاده "تشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي"، مثمنًا "الوساطة الفعالة" التي بذلتها تركيا والسعودية لرفع العقوبات الأميركية عن بلاده.
وحذّر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون -في رسالة تلاها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف- من محاولات إسرائيل فرض ما وصفه بـ"سلام عبثي" يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ووصفت كلمة العاهل المغربي الملك محمد السادس - ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة- الوضع بالأراضي الفلسطينية بـ"المأساوي"، داعيًا إلى "وقف فوري للقتال في غزة".
وفي كلمة إسبانيا التي تحل ضيف شرف على القمة، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن "فلسطين تنزف أمام أعيننا"، معلنًا توجه بلاده إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف الحرب وإدخال المساعدات.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن "لا شيء يبرر العقاب الجماعي" لأهالي غزة، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني، ومنع دخول المساعدات إليه.
ملفات أخرى على طاولة القمة العربية
وإلى جانب الأوضاع في غزة، تطرق القادة والزعماء العرب إلى أبرز الملفات التي تعاني منها المنطقة العربية في دول سوريا وليبيا والسودان واليمن.
وطرحت الدول العربية خلال القمة مبادرات عدة، كان نصيب العراق الذي يستضيف هذه القمة منها 18 مبادرة تتعلق بصناديق إعادة الإعمار، والتعافي، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وضبط الأمن في دول المنطقة.
كما اهتمت القمة بملفات أخرى تتعلق بقضايا اقتصادية وتنموية والحقوق المائية لدول مثل السودان ومصر وسوريا والعراق، منها تقاسم المياه مع دول أخرى من خارج المنطقة العربية.
وكانت أعمال القمة العربية قد انطلقت في بغداد بمشاركة القادة والزعماء العرب، والأمناء العامين لمنظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، إلى جانب عشرات الضيوف من الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، ومنظمات دولية.
وعقدت القمة هذا العام تحت شعار: "حوار وتضامن وتنمية". وتضمن جدول أعمالها 8 بنود رئيسة تشمل مختلف ملفات العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب.