الخميس 28 مارس / مارس 2024

الكاظمي بين نارين.. كيف سيؤثر فشل المفاوضات النووية على مستقبل العراق؟

الكاظمي بين نارين.. كيف سيؤثر فشل المفاوضات النووية على مستقبل العراق؟

Changed

ناقش برنامج "تقدير موقف" (3 يناير 2021) سيناريوهات تطور المواجهة الأميركية الإيرانية في العراق (الصورة: غيتي)
تحدّث الكاظمي لصحيفة "واشنطن بوست" عن رغبته في تحقيق السلام آملًا أن يصبح العراق متنوعًا وديمقراطيًا وجسرًا لتحقيق السلام.

يقع العراق على الخط الفاصل بين الصراع العربي والإيراني، ومع ما يعانيه من ضعف نتيجة الفساد والقتال السياسي والتدخل الإيراني.

وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي تحذيره من أن الوضع يمكن أن يزداد سوءًا إذا انهارت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، وبالتالي من المرجّح أن يكون العراق ضحية لهذا الصراع؛ مما يترك رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في وضع غير مستقر في الوسط بين البلدين.

وأكد الكاظمي، في حديث للصحيفة الأميركية من بغداد، أن منطقة الشرق الأوسط "لا يمكنها تحمّل أي حروب إضافية، ونحن نحتاج إلى صفقة تجلب بعض السكينة للمنطقة"، آملًا أن "تشكل اتفاقية نووية جديدة الخطوة الأولى لخفض التوتر".

وتحدّث الكاظمي عن رغبته في تحقيق السلام، بالأخص مع وجود العراق على الخط الفاصل بين الصراع العربي وإيران، آملًا أن يصبح العراق متنوعًا وديمقراطيًا وجسرًا لتحقيق السلام.

وعن العلاقة مع الولايات المتحدة، قال الكاظمي: "نحن نؤمن بعمق بعلاقتنا مع الولايات المتحدة. وبصفتها دولة ساعدتنا في التخلّص من الديكتاتورية، نأمل أن يستمر دعمها لنا، وأن تساهم في دفع النظام الديمقراطي قدمًا".

التوازن الهشّ

وذكرت الصحيفة أنه يمكن تلمّس هشاشة التوازن في العراق، في ظل تفاوت الأوضاع الأمنية في مناطق البلاد. فبينما بدا الوضع طبيعيًا في بغداد حيث أجريت المقابلة، أُسقطت طائرة "شاهد- 131" المسيرة من تصنيع إيران خلال دخولها الجزء الأميركي من قاعدة عين الأسد على بعد 160 كليومترًا شمال غربي العاصمة.

واعتبرت أن الطائرة المسيرة المحملة بالشظايا ومتفجرات قوية لم تكن تستهدف قتل أميركيين في القاعدة فحسب، بل استهدفت الوجود الأميركي، وبصورة غير مباشرة التحالف بين واشنطن وبغداد والعراقيين الآخرين الذين ينددون بالتدخلات الإيرانية.

والأسبوع الماضي، التقى الرئيس الجديد للقيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا، في أولى محطاته قبيل استلام مهامه، رئيس الوزراء العراقي، كما زار قاعدة عين الأسد.

اللغز الأساس

ونقلت الصحيفة عن كوريلا تأثره بحرص الكاظمي على العمل مع الولايات المتحدة، لكن أكثر ما أثار اهتمامه هو التحدث مع القوات الموجودة في عين الأسد الذين أسقطوا الطائرة الإيرانية بدون طيار، والاستماع إلى الإجراءات التي اتخذوها بتشغيل أنظمة أسلحتهم وما يحتاجون إليه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع استلام مهامه القيادية، سيدرس كوريلا "اللغز الأساسي للقيادة المركزية، والمتمثل في المهام الأساسية التي يمكن أن تعزز المصالح الأميركية في المنطقة، حتى مع تقلص الوجود العام للقوات الأميركية".

واعتبرت الصحيفة أن العراق "هو التحدي الأكثر إثارة للإعجاب ولكن أيضًا الأكثر إحباطًا في المنطقة"؛ فهو دولة كبيرة وخصبة تنعم بالطاقة والموارد الأخرى مع مزيج سكاني ديناميكي من الشيعة والسنة والأكراد".

"مأزق جنوني"

لكن مشكلة الكاظمي وحلفائه الأميركيين هي أن العراق، في الوقت الحالي، لا يزال ضعيفًا بسبب الفساد والقتال السياسي والتدخل الإيراني. وبينما يريد العراقيون دولة قوية تدار بشكل جيد، كان أداء الأحزاب السياسية الموالية لإيران سيئًا في انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. والآن هناك أغلبية برلمانية لتحالف من الشيعة والسنة والأكراد لتشكيل حكومة جديدة، ترجّح بقاء الكاظمي رئيسًا للوزراء بحسب الصحيفة.

وتشير إلى أن تشكيل حكومة كان مستحيلًا حتى الآن، إذ ادعى متشددون موالون لإيران، حاولوا اغتيال الكاظمي العام الماضي وشجبوه باعتباره أداة للولايات المتحدة، أن الانتخابات سُرقت. في غضون ذلك، يعارض زعيم إقليم كردستان مسرور بارزاني ولاية جديدة للرئيس برهم صالح.

ورأت الصحيفة أن العراق يمر بمأزق جنوني. وحتى يتم تشكيل حكومة جديدة، يظل الكاظمي في السلطة - لكن من دون قوة نسبيًا".

وقال الكاظمي، في رد على سؤال للصحيفة عن جدول أعماله إذا حصل على تفويض جديد لتولي رئاسة الوزراء: "تعزيز سيادة العراق حتى يتمكن من مقاومة المحاولات الخارجية للتلاعب بالبلد".

وأضاف أن هدفه الثاني هو "احتكار الدولة للسلاح"، والذي اعتبرته الصحيفة إشارة إلى نزع سلاح الميليشيات. كما تحدث عن الإصلاح الاقتصادي والخصخصة.

ورأت الصحيفة أن أهداف الكاظمي "صحيحة، ولتحقيقها سيحتاج إلى مساعدة الولايات المتحدة، التي كانت في آنٍ واحد أفضل وأسوأ صديق للعراق في العقود الأخيرة".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close