أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الإثنين، أنه يريد وقف إطلاق نار دائما وليس مؤقتًا في أوكرانيا، وذلك تزامنًا مع إعلان موسكو عن هدنة لمدة ثلاثة أيام الشهر المقبل، حيث ردّت كييف بأنها تريد هدنة فورية مع روسيا "لمدة 30 يومًا".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت اليوم الإثنين: إن الرئيس ترمب يريد أن يرى وقفًا دائمًا لإطلاق النار لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأشارت ليفيت في حديث للصحافيين، إلى أن إحباط ترمب يتزايد من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأن إنهاء الحرب يتطلب جلوسهما إلى طاولة المفاوضات.
وأضافت أن بوتين عرض وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار اليوم، لكنها جدّدت التأكيد على أن مسعى الرئيس الأميركي واضح نحو وقف دائم لإطلاق النار.
وجاءت تصريحات ترمب بعدما قال الكرملين في بيان، إنه بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين وبمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الحلفاء ولأسباب إنسانية، يعلن الجانب الروسي وقف إطلاق النار من 8 مايو/ أيار القادم حتى 11 من الشهر ذاته.
سيتم إيقاف العمليات العسكرية كافة
وأشار بيان الكرملين، إلى أنه سيتم إيقاف العمليات العسكرية كافة خلال الفترة المذكورة.
ولفت إلى أن الجانب الأوكراني يجب أن يحذو حذو روسيا، وأنه إذا انتهكت إدارة كييف وقف إطلاق النار، فإن القوات المسلحة الروسية سترد بصورة مناسبة وفعالة.
وجاء في البيان أن "الجانب الروسي يعرب مرة أخرى عن استعداده لإجراء محادثات سلام دون شروط مسبقة، بهدف القضاء على الأسباب الأساسية للأزمة الأوكرانية والتفاعل البناء مع الشركاء الدوليين".
من جانبها، قالت أوكرانيا، ردًا على إعلان الكرملين، إنها تدعو لهدنة فورية مع روسيا "لمدة 30 يومًا على الأقل"، متسائلة عن سبب إرجاء موسكو وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أيام الذي أعلنت عنه.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا في منشور على منصة إكس: "إذا كانت روسيا تريد السلام حقًا، فعليها وقف إطلاق النار فورًا. لماذا الانتظار حتى 8 مايو؟"، داعيًا إلى وقف إطلاق النار "لمدة 30 يومًا على الأقل".
يذكر أن روسيا كانت قد أعلنت وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار بمناسبة عيد الفصح من الساعة 18:00 يوم 19 أبريل/نيسان الماضي حتى الساعة 00:00 من اليوم 21 من الشهر ذاته.
روسيا تريد الاعتراف بضمها خمس مناطق أوكرانية
وفي سياق متصل، أعلنت موسكو اليوم الإثنين أنها على استعداد لبدء محادثات سلام مع أوكرانيا من دون أي شروط مسبقة، وطالبت في الوقت نفسه بالاعتراف بضمها خمس مناطق أوكرانية من بينها القرم كشرط "أساسي" لأي محادثات سلام.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف لوسائل إعلام روسية: "أكد الجانب الروسي مرارًا استعداده، كما فعل الرئيس (بوتين)، لبدء مفاوضات مع أوكرانيا من دون شروط مسبقة".
ومنذ سيطرتها على القرم في 2014 وإطلاق الهجوم على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، باتت موسكو تحتل نحو خُمس مساحة أوكرانيا.
في المقابل، وردًا على سؤال بشأن وجود شروط مسبقة لروسيا من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات مع أوكرانيا، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف لصحيفة "أو غلوبو" البرازيلية: "الاعتراف الدولي بملكية روسيا للقرم وسيفستابول وجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا أمر أساسي".
وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب غضب أوكرانيا، وإشادة موسكو، عندما قال إن المنطقة التي ضمتها روسيا منذ عام 2014 "خسرتها" كييف بالفعل. واتهم نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعرقلة اتفاق محتمل مع موسكو عبر رفضه التنازل عن شبه الجزيرة.