الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

الكوميديا الارتجالية.. ملاذ الإيرانيين للحديث عن قضاياهم بقالب فكاهي

الكوميديا الارتجالية.. ملاذ الإيرانيين للحديث عن قضاياهم بقالب فكاهي

Changed

تقرير لـ"العربي" عن رواج عروض الكوميديا الارتجالية في إيران
تلقى عروض الكوميديا الارتجالية رواجًا واسعًا في إيران، في مهمة ليست بالسهلة على الكوميديين في مجتمع يتّسم بالجدية والهدوء.

باتت عروض الكوميديا الارتجالية تلقى رواجًا كبيرًا بين الشباب في إيران، للحديث عن مختلف قضايا المجتمع.

وتبرز فرقة كوميدية تقدم عروضًا قريبة من المجتمع، وتهدف للتأثير فيه عبر زرع البسمة على وجهه عبر التركيز على المحتوى المقدم بشكل أكبر، ليتحول أحد المطاعم في إيران كل ليلة إلى مسرحٍ لهذا النوع من الفنون حيث يحاول الفريق المؤلف من 5 أفراد إضحاك الإيرانيين.

وتقول زينب موسوي الكاتبة ومؤدية عروض كوميديا ارتجالية أن الكوميديا الجيدة تشبه الموسيقى الراقية، فكلما سمعتها مجددًا تتعلم منها شيئًا، مضيفةً أن المؤدي القوي لا يلقي النكات لمجرد إلقائها إنما ينقل من خلالها نظرته لما يجري من حوله.

مساحة حرة في مجتمع جديّ

هذه المهمة ليست بالسهلة في مجتمع يتّسم بالجدية والهدوء، لكن على مسرح العروض الارتجالية تختلف العناوين وأنماط الإلقاء ضمن مساحة حرة نسبيًا للحديث عن أي شيء، وتحويل المكان إلى فقاعة من الضحك مدتها 3 ساعات.

في هذا السياق تردف موسوي القادمة من مدينة قم المحافظة: "لا أفكر بأي أمر قبل أي عرض وأعتمد على قائمة من النقاط الأساسية التي أسجلها أثناء التحضير.. العروض الطويلة تحتم علينا ذلك فالخطأ أمام الجمهور لا يغتفر".

بدورها، تشير السيدة برتو إحدى المتابعات لخماسي الكوميديا أن هذا الفن الذي يقدمه شباب اليوم يساعد الناس على فهم الكثير من المسائل في إيران والعالم.

وتتابع: "أفضل العروض هي التي يكون المؤدي فيها قادرًا بالفعل على نقل نبض الشارع والإحاطة الحكيمة بالظواهر والأحداث".

أما الكوميدية زينب فروّجت لشخصية "الإمبراطورة" لست سنوات تقريبًا، وهي امرأة إيرانية تقليدية مشهورة بلسانها الحاد وتعتمد مصطلحات غريبة بات الحضور يحفظها ويرددها، فعلى سبيل المثال الميكروفون لديها هو "ميكروفوم" والإنترنت برأيها هو "إنترتير".

رواج الكوميديا الارتجالية يفرض مسؤولية أكبر

ويدير مقدم البرامج فرهاد معين زاده عمل الفريق ويقدمه بظرافة، فيما بات الإقبال على العروض بهذا الشكل يفرض مسؤولية أكبر الفريق، بحسب قوله.

فيقول فرهاد إنّ هذا النوع من العروض يعتمد على السرعة في قراءة المواقف وإلقاء الجمل في وقتها، وهو أمر يحتاج إلى مهارة عالية.

ويردف: "أعداد الحضور في ازدياد كما نلاحظ، وهذا ما يعني جهدًا ذهنيًا أكبر للحفاظ على نجاح الفريق".

والملفت، هو أنه بعد انتهاء العرض تبدأ جلسة تقييم الأداء لتحديد مكامن القوة والضعف وكيفية تفاعل الجمهور، حيث يحصل مقدم العرض الأفضل على قالب من الحلوى كجائزة قبل أن يتقاسمه الفريق كله كعادتهم أثناء الحديث عن مشروع جديد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة