الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

اللاجئون والانتخابات التركية.. ما مصير السوريين بعد الجولة الثانية؟

اللاجئون والانتخابات التركية.. ما مصير السوريين بعد الجولة الثانية؟

Changed

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" تسلط الضوء على مصير اللاجئين السوريين بعد الانتخابات التركية (الصورة: غيتي)
أعلن كمال كليتشدار أوغلو العد التنازلي لانتهاء بطاقة الحماية المؤقتة للسوريين، متعهدًا بإجبار ملايين اللاجئين في تركيا على العودة إلى بلادهم فور وصوله للحكم.

يستدير مرشح المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية كمال كليتشدار أوغلو من جديد نحو ملف اللاجئين، حارفًا قليلًا زاوية توجهاته المتشددة حيالهم.

فخلال خطاب انتخابي في العاصمة أنقرة، قال كليتشدار أوغلو: إنه "سيرحل اللاجئين جميعًا إلى بلادهم حال استلامه للسلطة"، وذلك إن قدر له أن يفوز في انتخابات الإعادة على منافسه الرئيس الحالي وزعيم "تحالف الجمهور" رجب طيب أردوغان الذي تفوق في الجولة الأولى.

وبتصريحاته الجديدة هذه يكون كليتشدار أوغلو قد تراجع قليلًا عن موقفه الذي تبناه في خضم حملته الانتخابية، والذي تعهد فيه بترحيل اللاجئين السوريين في غضون عامين كأقصى حد لا بشكل فوري، كما يتعهد الآن.

وجاءت هذه التصريحات عقب ساعات من شن كليتشدار أوغلو هجومًا على خصمه أردوغان، متهما إياه بفتح البلاد لتكون ملاذًا لعشرة ملايين لاجئ غير نظامي، طمعًا في أصوات مستوردة، على حد وصفه.

إذ تساءلت أصوات منتقدة لكليتشدار أوغلو عن مصدر معلوماته بشأن وجود عشرة ملايين لاجئ في تركيا، بينما تتحدث الأرقام الرسمية الموثقة عن أن البلاد تستضيف نحو 4 ملايين لاجئ من مختلف الجنسيات.

فهذا الخطاب لزعيم المعارضة التركية فيه تحول واضح إلى النزعة القومية، ويأتي قبل أيام قليلة من الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات الرئاسية في الثامن والعشرين من الشهر الحالي.

إذًا هي الرسالة الثانية خلال 24 ساعة ينظر إليها كمحاولة لمغازلة أنصار المرشح القومي سنان أوغان، قبل أن يدلي هذا الأخير عن اسم المرشح الذي سيدعمه خلال الجولة الثانية.

السوريون في تركيا

واحتل السوريون الذين يعتبرون الكتلة الأكبر بين اللاجئين العرب في تركيا، الحيز الأهم في خطابات الأحزاب القومية واليمينية التي حملتهم المسؤولية عن ارتفاع معدلات الجريمة، والبطالة في البلاد.

ويقدر عددهم بأكثر من 3 ملايين ونصف، وبحسب بيانات إدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية، حيث تستقبل مدينة اسطنبول العدد الأكبر بما يقارب 530 ألف لاجئ، وتأتي في المرتبة الثانية غازي عنتاب التي تستقبل أكثر من 450 ألفًا، في حين يتوزع السوريون أيضًا بأعداد كبيرة في مدن أورفا، وهاتاي ومرسين وبورصة وإزمير وأنقرة.

فهذه الأعداد كلها تعيش في قلق الخوف من المجهول، فعلى الرغم من خطاب الحكومة الناعم حيال قضية اللاجئين الذي عبر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن المطالبة بطرد اللاجئين تصرف غير إنساني ولا إسلامي.

ولكن خطوات حكومته العملية تسير إلى ما يسمى دعم العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم، سواء بالسعي للتطبيع مع حكومة نظام دمشق، أو من خلال إعلانها عن إنشاء 100 ألف منزل في الشمال السوري.

وأمام اختلاف نبرة الخطاب وحدته بين المعارضة والحكومة في قضية اللاجئين، ما عاد يخفى على السوريين في تركيا أن جميع الأطراف تحاول تقنين وجودهم، وأن ما بعد 28 من مايو/ أيار لن يكون كما بعده.

"ملف اللاجئين في الانتخابات التركية"

وفي هذا الإطار، يوضح الكاتب والباحث في العلاقات الدولية سمير صالحة، أن ملف اللجوء كان حاضرًا في الجولة الأولى من الانتخابات في تركيا، لكن لم تكن له الأولوية، في ظل وجود ملفات أخرى تتعلق بالشق الاقتصادي، وأرقام المعيشة والتضخم والسياسة الخارجية، بالإضافة إلى الوعود الانتخابية.

وفي حديث لـ"العربي" من اسطنبول، يضيف صالحة أنه بعد نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، يبدو أن مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو يريد أن يحرك أوراقًا جديدة في التعامل مع موضوع الذهاب إلى الصناديق في الجولة الثانية، مشيرًا إلى أن ملف اللاجئين ستكون له الأولوية هذه المرة.

ويتابع أنه بغض النظر عمن يفوز في الانتخابات الرئاسية، فستكون هناك ترجمة في إطار المواقف والتصريحات السياسية المعلنة في التعامل مع ملف اللجوء، مستبعدًا أن يكون الهدف دفع هذا الملف نحو أزمة إنسانية أو اجتماعية أو حتى سياسية.

من جهته، يوضح الباحث السياسي جواد غوك، أن خطاب أوغلو اختلف الآن، حيث كان يقول إنه سوف يتم ترحيل السوريين طوعًا خلال سنتين، أما الآن فيقول سيتم ترحيلهم قسرًا وإجباريًا، لأنه عندما اتهم أردوغان المعارضة التركية بأنهم إرهابيون متعاونون مع الإرهاب، اتهمته المعارضة بقضية اللاجئين.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من اسطنبول، أن ملف اللاجئين أصبح ورقة بيد المعارضة، لجلب أصوات القوميين، مشيرًا إلى أن هناك هدفين لكليتشدار أوغلو من ترحيل اللاجئين، الأول جلب أصوات المعارضة، والهدف الثاني هو جذب أصوات القوميين من حزب الحركة القومية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close