السبت 12 تموز / يوليو 2025
Close

المبيت في غرفتين منفصلتين.. هل من المفيد النوم بعيدًا عن الشريك؟

المبيت في غرفتين منفصلتين.. هل من المفيد النوم بعيدًا عن الشريك؟ محدث 06 أيلول 2023

شارك القصة

يرى الاختصاصي في علم النفس العيادي فيصل الطهاري في نوم الشريكَين في غرفتين منفصلتَين سلبيات تفوق الإيجابيات (الصورة: غيتي)

الخط
من الأسباب الشائعة لتبرير المبيت في غرفتين منفصلتين الرغبة في الحصول على نوعية نوم أفضل، نتيجة شخير الشريك أو اضطرابات النوم، أو الذهاب المتكرّر إلى الحمام.

قد يكون من الشائع رؤية الأزواج يتشاركون غرفة واحدة عند النوم، بما يضمن لهما الخصوصية والحميمية، غير أن آخرين يؤثرون المبيت في سريرين أو غرفتين منفصلتين لأسباب مختلفة.

وبينما يثير هذا الخيار التساؤلات عمّا إذا كانت نهاية العلاقة الزوجية قد بدأت، تترك هذه الترتيبات آثارًا غير مرغوبة في نفوس الأبناء وتسبّب لهم الحرج عند مجيء الأصدقاء للزيارة.

ما أسباب المبيت في غرفتين منفصلتين؟

ومن الأسباب الشائعة التي تبعد الأزواج عند النوم رغبتهم في الحصول على نوعية نوم أفضل، نتيجة شخير الشريك أو اضطرابات النوم، أو الذهاب المتكرّر إلى الحمام، أو عدم توافق مواعيد النوم.

ويُدرَج في إطار منافع المبيت بشكل منفصل ما أورده موقع "واشنطن بوست" عن ويندي تروكسل، عالمة السلوك في مؤسسة راند ومؤلفة كتاب "مشاركة الأغطية: دليل كل زوجين لنوم أفضل"، من حيث أن فصل النوم يجعل العديد من الأزواج يقدّرون الشريك أكثر، بمجرد أن يكونون معًا مرة أخرى صباح اليوم التالي.

تروكسيل تصف الأمر بأنه أشبه بأخذ إجازة للنوم ثم لمّ الشمل، قائلة إن ذلك يمكن أن يكون منعشًا للعلاقة.

إلى ذلك، قد يكون لهذا "الفصل" أثره على نوعية الحياة العائلية بشكل عام. فأود هينين، المدير المشارك لبرنامج العلاج السلوكي المعرفي للأطفال في قسم الطب النفسي بمستشفى ماساتشوستس العام، يحذّر من أن الآباء المتعبين والمحرومين من النوم نادرًا ما يكونون في أفضل حال. 

ويرى أن قرار تحسين جودة النوم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على قدرتهم على الاستجابة لاحتياجات أطفالهم، والتحكم بعواطفهم، وحلّ المشكلات والاستمتاع بشكل كامل بالوقت الذي يقضونه معًا كعائلة.

وقد يحمل ما تقدم تفسيرًا لإشارة موقع "يو أس آي توداي" إلى أن نوم الزوجين بعيدًا عن بعضهما البعض تحوّل إلى أمر شائع بشكل متزايد. 

فالموقع أوضح أن استطلاعًا أعدّه مجلس النوم الأفضل عام 2012 وآخر أجرته مؤسسة النوم الوطنية عام 2017 أظهر أن واحدًا من كل أربعة أزواج ينامون في أسرّة منفصلة.

ونقل عن الدكتور مئير كريغر، الأستاذ في كلية الطب بجامعة ييل بولاية كنتيكت ومؤلف كتاب "مبادئ وممارسات طب النوم"، نفيه وجود أي بحث يشير إلى أن الأزواج الذين ينامون بشكل منفصل بغرض الحصول على نوم أفضل يتمتعون باتصال رومانسي أقل من الأزواج الذين يتشاركون السرير.

يرى البعض أنّ فصل النوم يجعل العديد من الأزواج يقدّرون الشريك أكثر - غيتي
يرى البعض أنّ فصل النوم يجعل العديد من الأزواج يقدّرون الشريك أكثر - غيتي

سلبيات تفوق الإيجابيات

غير أن الاختصاصي في علم النفس العيادي فيصل الطهاري يرى في نوم الشريكَين في غرفتين منفصلتَين سلبيات تفوق الإيجابيات، مذكرًا بأن غرفة النوم تمنحهما مساحة للحميمية والخصوصية، وتتيح لهما فرصة التحدّث حول تطلعاتهما ومشاكلهما بعد يوم طويل في العمل.

ويشدد في حديث إلى "العربي" من الرباط، على أن وقت النوم هو الفترة التي من شأنها زيادة العلاقة رسوخًا، ولا سيما أنها تسمح باقتراب الأجساد والعقول والقلوب.

وإذ يعزو خيار أحد الشريكين المبيت بعيدًا إلى مسائل تتعلق بنوعية النوم، يلفت إلى أنه قد يؤشر أيضًا إلى وجود مشاكل بين الزوجين، ما يزيد الهوة بينهما.

ويذكر بأن عدم وجود الزوج والزوجة في غرفة واحدة في العالم العربي يعطي تفسيرًا واحدًا لأفراد العائلة والمجتمع مفاده وجود مشكلات بينهما، لافتًا إلى أن الأمر يُزعج الأبناء فيطرح بعضهم الأسئلة بشأن علاقة الوالدين.

وينصح بتفادي مثل هذا السلوك أمامهم، والتأكيد على أن غرفة تجمعهما بصورة دائمة لمناقشة الخلافات وتسويتها.

وفي حال كان أحد الطرفين يشعر بحاجة للاستقلالية والنوم في غرفة منفصلة، فإنّ الطهاري يدعوه إلى مناقشة الأسباب مع الشريك، والسعي لإيجاد الحلول المناسبة والتي لا تشمل هذا الفصل بالضرورة.

ويؤكد أن مشكلات على غرار اضطرابات النوم يمكن حلّها بمساعدة مختصين، وكذلك مشكلات التواصل عن طريق المعالجين النفسانيين المختصين في علاج الأزواج.  

تابع القراءة

المصادر

العربي