السبت 13 أبريل / أبريل 2024

المتهم بالهجوم أنكر أنه مذنب.. ما آخر تطورات حالة سلمان رشدي؟

المتهم بالهجوم أنكر أنه مذنب.. ما آخر تطورات حالة سلمان رشدي؟

Changed

نافذة عبر "العربي" تسلط الضوء على جانب من سيرة سلمان رشدي (الصورة: رويترز)
تلقى الكاتب البريطاني من أصول هندية طعنات وجهها له المتهم هادي مطر الذي يواجه اتهمات بالشروع في القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية.

يخضع الكاتب البريطاني سلمان رشدي للعلاج عقب جروح أُصيب بها جراء طعنه عدة مرات، خلال مناسبة عامة في ولاية نيويورك الأميركية.

وكان رشدي (75 عامًا) يستعد لإلقاء محاضرة عن حرية الإبداع في معهد تشوتاكوا غربي ولاية نيويورك عندما هرع المتهم هادي مطر (24 عامًا)، بحسب رواية الشرطة، إلى المنصة وطعن الكاتب المولود في الهند. 

ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود، أن المتهم بالهجوم لم يتحدث وهو يهاجم الروائي، فيما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المدعين صرحوا خلال جلسة اتهام مطر بأن رشدي تلقى عشر طعنات.

وقال ممثلو الادعاء في مقاطعة تشوتاكوا: إن مطر يواجه تهمة الشروع في القتل، وإنه محتجز دون إمكانية الإفراج عنه بكفالة.

وأفاد جيسون شميت، المدعي العام بالمقاطعة في بيان، بأنه وجّه تهمتي الشروع في القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية لمطر.

"يُرجح فقدانه لإحدى عينيه"

وبعد جراحة استغرقت ساعات تم وضع سلمان رشدي على جهاز للتنفس الصناعي، ولم يستطع التحدث حتى مساء الجمعة، بحسب وكيله الأدبي آندرو وايلي.

وقال وايلي في رسالة بالبريد الإلكتروني: من المرجح أن يفقد رشدي إحدى عينيه، وإن أعصاب ذراعه تضرّرت كما لحقت به إصابات في الكبد.

ونقلت وكالة "رويترز" عن ناثانيال بارون، محامي المتهم المعيّن من قبل المحكمة، أن مطر - وهو من فيرفيو بولاية نيوجيرزي - أنكر أنه مذنب أمام إحدى المحاكم يوم السبت.

وأشار بارون إلى أن من المقرر عقد جلسة أولية في القضية يوم الجمعة المقبل.

ولم تقدم السلطات المحلية ولا الاتحادية أي تفاصيل إضافية بشأن التحقيق أمس السبت، بعدما لفتت الشرطة يوم الجمعة إلى أنها لم تحدد بعد دافعًا للهجوم.

وكانت شبكة "إن. بي. سي نيويورك" قد أشارت إلى أن مراجعة أولية أجرتها أجهزة إنفاذ القانون لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت أن "لديه ميولًا متطرفة وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإيراني، على الرغم من عدم العثور على روابط محددة بينهما".

مكافأة لمن يقتل سلمان رشدي

أحمد سلمان رشدي هو روائي وكاتب بريطاني من أصل هندي، كانت روايته الرابعة التي حملت اسم "آيات شيطانية" عام 1988 موضع جدل كبير وأثارت احتجاجات في بلدان عدة، ووصل الأمر إلى أن واجه تهديدات بالقتل.

عام 1989، أصدر آية الله الخميني، المرشد الأعلى السابق في إيران فتوى دعا فيها المسلمين إلى اغتياله، ما أجبر الحكومة البريطانية على وضعه تحت حماية الشرطة.

ولقي هيتوشي إيغاراشي، المترجم الياباني للرواية، حتفه طعنًا عام 1991 على يد مهاجم مجهول تمكن من الفرار بعد الهجوم.

ولم يصدر أي رد فعل حكومي رسمي من إيران إزاء الهجوم على رشدي، لكن صحفًا إيرانية أشادت بمنفذ الهجوم.

وهنّأت صحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة منفذ الهجوم، وكتبت: "مبارك لهذا الرجل الشّجاع المدرك للواجب الذي هاجم المرتدّ والشرّير سلمان رشدي". وأضافت: "لنقبّل يَد من مزّق رقبة عدوّ الله بسكّين".

وكانت منظمات إيرانية، بعضها مرتبط بالحكومة، قد وضعت مكافأة بملايين الدولارات لمن يقتل رشدي. 

وقال علي خامنئي، الذي خلف الخميني في منصب المرشد الأعلى عام 2019: إن فتوى إهدار دم رشدي "لا رجعة فيها".

ويعيش سلمان رشدي منذ عشرين عامًا في نيويورك حيث استعاد حياة شبه طبيعية بعيدًا عن الأنظار، مواصلًا الدفاع في كتبه عن "الحق في التهكم وعدم احترام الأديان"، على ما تورد وكالة "فرانس برس".

وكانت مجلة "شتيرن" الألمانية أجرت مقابلة معه قبل أيام من الهجوم في نيويورك، قال فيها: "منذ بدأت أعيش في الولايات المتحدة، لم يعد لديّ مشاكل (...) عادت حياتي إلى طبيعتها". 

وأبدى الروائي "تفاؤله" رغم "تهديدات القتل اليومية"، بحسب مقتطفات نشرتها المجلة على أن تصدر المقابلة كاملة في 18 أغسطس/ آب الجاري.

وتوالت ردود الفعل إزاء الحادثة، حيث أثنى الرئيس الأميركي جو بايدن على "المثل العليا التي يجسدها رشدي وعمله".

وقال بايدن: "الحقيقة. الشجاعة. المرونة. القدرة على تبادل الأفكار دون خوف.. هذه هي السمات الأساسية لأي مجتمع حر ومنفتح".

ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تغريدة على موقع تويتر، إلى عدم التوقف عن الدفاع عنه، في إشارة إلى حرية التعبير.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد أعلن تضامنه معه، واصفًا رشدي بأنه يجسد الحرية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close