الإثنين 25 مارس / مارس 2024

"المجاعة مقبلة".. دول العالم تدق ناقوس الخطر بشأن الأمن الغذائي

"المجاعة مقبلة".. دول العالم تدق ناقوس الخطر بشأن الأمن الغذائي

Changed

نافذة لـ"العربي" التحذيرات من مجاعة قادمة في الأمم المتحدة (الصورة: غيتي)
مع ارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة والتوترات السياسية، يرسم الأمن الغذائي صورة أشد قتامة للعام المقبل.

استضاف مقر الأمم المتحدة قمة عن الأمن الغذائي، في ظل ارتفاع أسعار الغذاء والتغير المناخي والحرب الروسية على أوكرانيا، التي أثرت بدورها على المحاصيل الزراعية.

وطالب المشاركون في القمة، باتخاذ إجراءات سريعة للحد من أزمة الغذاء العالمي، بينما حمل بعض المشاركين روسيا، مسؤولية تفاقم هذا المأزق.

فعلى هامش الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عقدت القمة الخاصة التي حضرها مسؤولون من دول مختلفة من بينهم وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، الذي رسم صورةً أشد قتامة للأمن الغذائي العالمي محملًا موسكو المسؤولية.

وقال بلينكن: "وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي فإن الحرب العدوانية الوحشية التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، قد تضيف 70 مليون شخص إلى عدد الأشخاص المهددين بالمجاعة.. ويصبح العدد المذهل بالفعل أكثر إثارة للدهشة".

في السياق عينه، كشف بلينكن أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعلن مساعدةً أميركية جديدة مخصصة لحل هذه الأزمة العالمية الملحة.

كذلك، طالب الوزير الأميركي بتمديد اتفاق تصدير الحبوب الذي أبرمته روسيا وأوكرانيا بوساطة الأمم المتحدة وتركيا أواخر شهر يوليو/ تموز الماضي، لمدة 4 أشهر.

في المقابل، لا تبدو الإجراءات المتخذة كافية للتخفيف من حدة أزمة الغذاء، فمع ارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة، من المتوقع أن يكون العام المقبل أكثر صعوبة بحسب المستشار الألماني أولاف شولتز.

فقد دعا شولتز، إلى الاستعداد لمواجهة مزيد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

الجوع يهدد العالم

وفرضت المتغيرات السياسية والمناخية، مشهدًا جديدًا لم يعرفه العالم الحديث من قبل، حيث أشارت أرقام صادمة إلى أن ما يقرب من 20 ألف شخص يموتون يوميًا بسبب الجوع، بمعدل شخص كل 4 ثوانٍ، أي أن أكثر من نصف مليون إنسان يقضون جوعًا كل شهر، وفق الأمم المتحدة.

هذه الأعداد المروعة تمتد لتحصي أكثر من 345 مليون إنسان يعيش حاليًا في دائرة الجوع، بازدياد بنحو الضعف منذ عام 2019.

وتعهد قادة العالم مرارًا بعدم السماح إطلاقًا بوقوع مجاعة في القرن 21، إلا أن مجاعة وشيكة أقرب إلى الحدوث تهدد الصومال، ومناطق عديدة حول العالم.

فالتقديرات تعلن أن هناك أكثر من 50 مليون جائع الآن على حافة المجاعة في 45 بلدًا.

وبحسب تقرير برنامج الغذاء العالمي "الفاو" التابع للأمم المتحدة، يستمر الجوع في الوطن العربي بالارتفاع مع زيادة تصل إلى أكثر من 90% منذ عام 2020، أما السبب فيعود إلى الأزمات الممتدة والاضطرابات المختلفة 

"الجوع الخفي"

ومن القاهرة، يشرح الخبير في الأمن الغذائي نادر نور الدين لـ"العربي"، أن الأزمة الحالية هي "الجوع الخفي" أي أنها ترتبط بارتفاع أسعار الغذاء وليس توفر الغذاء بحد ذاته.

 ما يعني أن الأغذية متوفرة في الأسواق، ولكن بأسعار تفوق قدرة أغلبية الشعوب لا سيما الفقراء منهم على تحملها "وكأنها غير موجودة بالنسبة لهم".

ويرى نور الدين أنه لا بد أن يلقى الفقراء مظلة من الدعم سواء على مستوى الاقتصادي المحلي أو الدولي، لا سيما وأن أعداد الجياع مرجحة لأن تتضاعف هذا العام بسبب الظروف القاتمة "وسينتقل عدد من الفقراء إلى قائمة الجائعين".

فالفقير هو شخص يستطيع تأمين احتياجاته من السعرات الحرارية اليومية، لكي يعيش ويعمل بشكل صحي والانفاق على أسرته، ولكن من مصادر نباتية رخيصة وليست مصادر حيوانية، على حد تعريف الخبير في الأمن الغذائي.

أما الجائع، فلا يستطيع حتى تدبير احتياجاته من المصادر النباتية الرخيصة، وعليه، يدخل في أزمة انعدام الأمن الغذائي ثم تبدأ أعراض سوء التغذية بالظهور، يليها تزايد أعداد إجهاض النساء الحوامل وحالات تقزم الأطفال، وقد يصل الأمر إلى حد الوفاة بحسب نور الدين.

أهمية تمديد اتفاقية تصدير الحبوب

لذلك، يرى الخبير أن الإجراءات التي تطالب الدول الغربية اليوم بتطبيقها كفيلة للحد من تداعيات هذه الأزمة، لا سيما فيما يتعلق بتمديد اتفاقية صادرات الحبوب والأسمدة، "كون روسيا تتحكم لوحدا بـ 17 % من صادرات الأسمدة في العالم التي تساهم بدورها في زيادة إنتاج الغذاء من 30 إلى 50 %".

في هذا الإطار، يلفت نادر نور الدين في حديثه مع "العربي" إلى أنه بعد مضي نصف مدة اتفاق تصدير الحبوب، لا تزال العديد الدول الإفريقية تنتظر وصول شحنات الأغذية من أوكرانيا وروسيا، كون معظم الصادرات التي حصلت ضمن إطار الاتفاقية كانت لدول الاتحاد الأوروبي بينما لم تحصل الدول الفقيرة كلها سوى على شحنة واحدة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close