Skip to main content

المساحات المشتعلة في لوس أنجلوس ترتدي حلة وردية.. ما القصة؟

الخميس 16 يناير 2025
تستخدم هيئة الغابات مادة "فوس-تشيك" منذ ستينيات القرن العشرين- غيتي

تولت طائرات إلقاء آلاف اللترات من مادة حمراء زاهية أو وردية فلورية غطّت الغابات والمنازل والسيارات في المناطق التي طالتها الحرائق في أجزاء من مدينة لوس أنجلوس الأميركية، لترسم مشهدًا ورديًا مدهشًا.

وهذه المادة الملوّنة هي مادة مثبطة للهب تحمل تسمية "فوس-تشيك" Phos-Chek، تستخدمها هيئة الغابات منذ ستينيات القرن العشرين.

وقال الطيّار جيسون كولكوهون (53 عاما) الذي يعمل مع شركة "هليكويست" للمروحيات، المتخصصة في مكافحة الحرائق: "إنه أمر مذهل... يمكن رؤيته بسهولة كبيرة".

ومنذ الأسبوع الفائت، أُلقيَت هذه المادة على الأحياء السكنية على نطاق "لم يسبق له مثيل"، على ما لاحظ الأستاذ المساعد في الهندسة المدنية والبيئية في جامعة جنوب كاليفورنيا دانيال ماكّاري. وهذا ما دفع كثرًا إلى أن يتساءلوا عمّا إذا كانت هذه المادة خطِرَة أم لا.

سماد وصدأ 

وتتولى شركة "بيريميتر سوليوشنز" المتخصصة في الحماية من الحرائق بيع مادة "فوس-تشيك". وتتكون هذه المادة من خليط من فوسفات الأمونيوم، وهو سماد شائع، وإضافات مختلفة، من بينها أكسيد الحديد (الصدأ)، مما يعطيه لونه الفلوري.

وشرح كولكوهون أن هذه الصبغة الساطعة تساعد الطيارين على التأكد من عدم ترك أي مناطق غير مشمولة بعمليات مكافحة الحرائق.

وعادة، عندما يلقي الطيارون المياه، يجب أن يميزوا بين "الجزء المشرق والجزء الداكن" لمعرفة المكان الذي سيلقون فيه المياه في المرة التالية، لكنّ "الرؤية أصبحت سهلة جدًا" بفضل هذه المادة.

مادة فعّالة لمكافحة النيران

وأشار ماكّاري إلى أن ثمة ميزة أخرى تتفوق بها المادة المثبطة للهب على الماء، وهي أنها تستمر في العمل حتى بعد تبخُّر الماء المختلط بها.

وأضاف ماكّاري الذي أجرى أبحاثًا عن المعادن الثقيلة الموجودة في مثبطات اللهب هذه، أن المواد المثخِنة تساهم في إضافة اللزوجة إلى المنتج مما يمنعه من الانجراف بعيدًا عن المنطقة المستهدفة.

أُلقيَت مادة مثبطة للهب تحمل تسمية "فوس-تشيك" وردية اللون على المناطق التي طاولتها الحرائق في لوس أنجلوس- غيتي

وأفاد كولكوهون بأن المنتج الذي يأتي في صورة مسحوق، يُخلَط عادة في أحواض كبيرة قبل تحميله على الطائرات والمروحيات من أجل إلقائه بشكل منسق.

وروى ماكّاري أنه شاهد لقطات "لحريق غابات توقف بالضبط عند الخط الذي تم رش المادة فيه". لكنّ رأيه في شأن هذا المنتَج تشوبه بعض الشكوك. حيث تنقل وكالة "فرانس برس" عن أحد رجال الإطفاء السابقين قوله: "إن المنتَج لم يكن له فائدة كبيرة" في الحرائق الشديدة، كتلك التي أودت بحياة 25 شخصًا على الأقل خلال الأسبوع الفائت في لوس أنجلوس ولا تزال خارج السيطرة.

هل المادة سامّة؟

ومن جهتها، أكدت هيئة الغابات أنها لا تستخدم سوى مثبطات لهب "تلبّي معايير هيئة حماية البيئة، وهي ألاّ تكون سامة تقريبًا للإنسان والثدييات والأنواع المائية". 

وأوضحت أن القانون يحظر إلقاء المواد المثبطة للحريق على المسطحات المائية والمناطق التي تحتوي على أنواع مهددة أو معرضة للانقراض، إلاّ عندما "تكون حياة الإنسان أو السلامة العامة مهددة" ويكون "من المعقول الاعتقاد" بأن المادة المثبطة للحريق يمكن أن تكبح الحريق. لكنّ حوادث يمكن أن تقع، في حال تغيّر اتجاه الريح أو الإلقاء غير الإرادي للمادة.

وسُحِبَت من كل أنحاء الولايات المتحدة في 31 كانون الأول/ديسمبر الفائت تركيبة قديمة من "فوس-تشيك" هي "إل سي 95"، أظهرت أبحاث ماكّاري أنها تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة التي يمكن أن تلوث مياه الشرب. أما التركيبة المستخدمة راهنًا وهي "إم في بي- إف إكس" فأقلّ سميّة.

آثار صحية محتملة

وأكدت شركة "بيريميتر سوليوشنز" التي تسوّق "فوس-تشيك" أن المنتَج لا يحتوي على أي ملوثات أو مواد أبدية "يعرف أنّها تسبب السرطان أو أمراضًا أخرى"، والتي يحظرها القانون في ولاية كاليفورنيا.

لكنّ "فوس- تشيك" قد يُسبِّب تهيّج الجلد، وفي حال ابتلاعه، قد يُسبِّب غثيانا وتقيؤا.

وذكّر ماكّاري بأن هيئة الغابات خسرت دعاوى قضائية تتعلق بالبيئة في الماضي، لكنّ منتَج "فوس-تشيك" بات "على الأرجح آمنًا للبيئة".

إلّا أنه أقرّ بأن "التأثير على صحة الإنسان لم يتضح بعد بشكل كامل". وأشار إلى أن القدر الذي بلغه إلقاء هذه المادة "على مدار الأسبوع المنصرم، لم يسبق له مثيل"، مؤكدًا أنها غالبًا ما تُلقى بعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان، أو بكميات أقل.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة