المستشفيات والأونروا بخطر.. إسرائيل تقصف غزة بما يوازي قنبلة هيروشيما
استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ18 على التوالي، وسط تحذيرات من نفاد الوقود الأمر الذي يؤثر على عمل المستشفيات التي توقف عدد منها عن العمل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن 50 شخصًا على الأقل استشهدوا "في الساعة الأخيرة" مساء الثلاثاء في "مناطق عدة" من قطاع غزة.
وأضافت الوزارة أن أكثر من 700 شهيد قضوا خلال الـ24 ساعة الماضية بينهم أكثر من 300 طفل، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب 47 مجزرة بحق عائلات فلسطينية.
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وزارة الصحة أن 5971 شخصًا استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "كتائب القسام" ردًا على انتهاكات الاحتلال.
وعلى المقلب الآخر، انطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب بحسب الجيش الإسرائيلي عصر اليوم جراء رشقة صاروخية جديدة أطلقت من غزة.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية قصفها تل أبيب بالصواريخ "ردًا على المجازر بحق المدنيين" في القطاع.
بدوره، لفت الإسعاف الإسرائيلي إلى سقوط 3 مصابين في الضواحي الجنوبية لتل أبيب جراء رشقة صاروخية.
متفجرات إسرائيلية على غزة بحجم قنبلة هيروشيما
في غضون ذلك، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء الثلاثاء أن "الاحتلال قصف قطاع غزة بأكثر من 12 ألف طن من المتفجرات" منذ 7 أكتوبر الجاري.
وأضاف في بيان، أن مفعول هذه المتفجرات "يساوي قوة القنبلة (الذرية) التي أُلقيت على (مدينة) هيروشيما (اليابانية)".
وأردف المكتب الإعلامي الحكومي أن "33 طنًا من المتفجرات أُلقيت على كل كيلومتر مربع بالمتوسط في قطاع غزة منذ بداية العدوان".
وتأتي هذه التطورات فيما يستمر الوضع الإنساني بالتدهور في القطاع المحاصر والمحروم من كل شيء، حيث دقت "أونروا" ناقوس الخطر بشأن نقص الوقود الذي يستخدم لتشغيل الخدمات الحيوية في غزة مثل المستشفيات التي تعتمد على مولدات الكهرباء.
الأونروا تحذر من وقف عملها بسبب نقص الوقود
وحذرت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا" من إمكانية وقف عملها في قطاع غزة الأربعاء إذا لم يتوفر الوقود ما "قد يتسبب بموت الناس".
لكن هذه التحذيرات لم تعرها إسرائيل أي اهتمام، إذ أعلنت على لسان المتحدث باسم جيشها أنه: "لن يتم إدخال الوقود إلى غزة"، زاعمًا أنه في حال تم إدخاله للقطاع فإنه "سيذهب مباشرة إلى البنية التحتية العملياتية لحماس".
إلا أن الأونروا أكدت على لسان المتحدثة باسمها تمارة الرفاعي أن الأمم المتحدة ضمنت للمجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة أن جميع المساعدات والوقود الذي يصل إلى غزة سيكون تحت إشرافها".
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها لا تزال غير قادرة على توزيع الوقود أو الإمدادات الصحية الأساسية المنقذة للحياة على المستشفيات الكبرى في شمال غزة، بسبب نقص الضمانات الأمنية، داعية إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية ولإيصال الإمدادات الصحية والوقود بأمان إلى جميع أنحاء القطاع.
خطر يتهدد المستشفيات ودخول دفعة مساعدات للقطاع
وكانت منظمة الصحة العالمية ذكرت اليوم الثلاثاء بأن "ستة مستشفيات في جميع أنحاء غزة أغلقت بالفعل بسبب نقص الوقود".
بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الثلاثاء، الانهيار التام للمنظومة الصحية في مستشفيات القطاع.
ومساء، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تلقى الدفعة الرابعة من المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح وتتألف من 8 شاحنات.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا الثلاثاء إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" منددًا بـ"انتهاكات واضحة للقانون الدولي الإنساني" في غزة.
موقف الأمين العام للأمم المتحدة أثار غضب إسرائيل حيث لفت وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى أنه لن يلتقي غوتيريش، كما دعا مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان الأمين العام إلى "الاستقالة فورًا".
مطالبات بوقف العدوان
سياسيًا، حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على العمل لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ودعا عباس إلى تشكيل تحالف دولي لصنع السلام، مطالبًا "الجميع في هذه اللحظات بتنظيم مؤتمر دولي للسلام".
من جانبه، أكد أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء، أن ما يتعرض له المدنيون في قطاع غزة لا يمكن تجاهله، مشددًا على ضرورة عدم تجاوز واقع الحصار والاستيطان في فلسطين.
وقال أمير دولة قطر بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الأول الموافق لدور الانعقاد السنوي الثاني والخمسين لمجلس الشورى: إنه "لا يجوز أن تُمنح إسرائيل ضوءًا أخضر للقتل".
ودعا في كلمته إلى تحقيق السلام العادل ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، ودعا أيضًا إلى وقفة جادة أمام التصعيد الخطير الذي يهدد أمن المنطقة والعالم.
كما دعا إلى وقف الحرب وتجنب تأثيرات الحرب على المدنيين، مؤكدًا أنه لا يمكن قبول "الكيل بمكيالين" إزاء ما يجري في قطاع غزة، ومعتبرًا أن "ما يحدث خطير للغاية، بما في ذلك الدوس على الأعراف والقوانين".
وعلى الصعيد الشعبي، تواصلت الثلاثاء المظاهرات المتضامنة مع غزة، حيث تظاهر أكثر من ألفي شخص الثلاثاء بالقرب من السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمّان دعمًا لغزة وتنديدًا بتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع.
كما نظم نشطاء مغاربة، الثلاثاء، وقفات احتجاجية بعدة مدن، تنديدًا بما أسموه "دعم فرنسا لإسرائيل والصمت على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني".
وردد المحتجون في الوقفة التي دعت إليها الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب (غير حكومية)، شعارات ترفض "الدعم الغربي لإسرائيل خاصة من فرنسا، مقابل الصمت إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني خاصة في غزة".