الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

المشاكل تلاحق بوينغ.. هل ستنجح باستعادة مكانتها في قطاع الطيران؟

المشاكل تلاحق بوينغ.. هل ستنجح باستعادة مكانتها في قطاع الطيران؟

Changed

تتوقع بوينغ توقف الخسائرعند بدء تسليم المزيد من طائرات 787 (وول ستريت جورنال)
تتوقع بوينغ توقف الخسائر عند بدء تسليم المزيد من طائرات 787 (وول ستريت جورنال)
تتوالى أزمات شركة بوينغ منذ أكثر من عامين، حيث لم ينجح ديفيد كالهون الذي جاء ليتغلب على مشاكل إدارية وهندسية في إعادتها لمكانتها في الصناعة.

تولى ديفيد كالهون، المدير التنفيذي لشركة بوينغ المصنعة للطائرات، منصبه في يناير/ كانون الثاني 2020 بتفويض للتغلب على مشاكل الإدارة والهندسة والإنتاج في الشركة. فقد أعاقت سلسلة من الانتكاسات الشركة وسمحت لمنافستها الأوروبية إيرباص أن تحل محلها بوصفها أكبر صانع للطائرات في العالم.

وبعد عام ونصف من ولاية كالهون، استمرت عقبات جديدة في الظهور، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

فقد أعلنت بوينغ هذا الأسبوع أنها ستبطئ إنتاج طائرتها ذات الممر المزدوج 787 دريملاينر لإصلاح عيب تصنيعي آخر، مما يؤخر عمليات التسليم التي توقفت إلى حد كبير منذ الخريف الماضي. وتتوقع الآن تسليم أقل من نصف حوالي 100 طائرة في مخزونها هذا العام.

وكان كالهون قد أعلن في حدث للمستثمرين قبل ستة أسابيع أنه يتوقع أن يتم تسليم الغالبية العظمى منها بحلول نهاية العام.

بوينغ تخسر 19 مليار دولار 

وتحاول الشركة منذ عامين تحسين كيفية تعاملها مع الهندسة والسلامة والجودة. وجاء هذا الجهد بعد حادثين مميتين لطائرة 737 ماكس أسفرا عن مقتل 346 شخصًا. وتكلف الأزمة الناتجة عن ذلك شركة بوينغ ما يقدر بنحو 19 مليار دولار، وفُرضت عليها رقابة تنظيمية أكثر صرامة.

وقال متحدث باسم بوينغ: "إن الشركة ملتزمة بتحسين الجودة والاستقرار، ويعمل مهندسوها على تحديد مشكلات التصنيع وإبلاغ المنظمين والعملاء بها.

وأضاف: "نواصل التأكيد على أن السلامة والجودة لهما الأولوية دائمًا على جدول الإنتاج. إن إبطاء عمل المصنع لإجراء عمليات تفتيش وإصلاحات إضافية هو المسار الصحيح للعمل، حتى لو كان له تأثير تشغيلي من وقت لآخر".

وتضيف مشكلة دريملاينر الجديدة ضغوطًا على المحصلة النهائية للشركة المصنعة بينما تحاول الخروج من الأزمات الناجمة عن الحوادث المميتة ووباء كوفيد الذي أثّر على صناعة الطيران. 

وبحسب الصحيفة، يتوقع المحللون أن تسجل شركة بوينغ خسارتها الفصلية السابعة على التوالي عندما تعلن عن أرباحها في 28 يوليو/ تموز، وفقًا لفاكتسيت.

بوينغ لم ترتب منزلها بعد

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن روب ستالارد، المحلل في "فيرتيكال ريسيرتش" قوله: "هذا يعطي الانطباع بأن شركة بوينغ لم ترتب منزلها، وأنها تتأخر أكثر حيث بدأت شركات الطيران الأخرى في الاستمتاع بالعلامات المبكرة للتعافي في مجال الطيران".

وتتوقع بوينغ توقف الخسائر عند بدء تسليم المزيد من طائرات 787 وماكس. لكنّ المحللين قد قلصوا هذا الأسبوع توقعاتهم لأرباح وتسليمات بوينغ. في المقابل، قامت شركة إيرباص بتسليم ما يقرب من ضعف عدد طائرات بوينغ هذا العام.

هل هي الانتكاسة الأخيرة؟

دافع كالهون، وهو أيضًا عضو مجلس إدارة منذ فترة طويلة، عن جهود الشركة للتغلب على أخطائها وسقوطها، والتي يسبق العديد منها فترة توليه منصب الرئيس التنفيذي. وقال كالهون في أبريل/ نيسان الماضي: "إن وقف تسليم طائرات الدريملاينير كان مثالًا على الإجراءات الصعبة حقًا، التي تتخذها الشركة لإصلاحها مرة واحدة وإلى الأبد". وأضاف: "سنكون أفضل بكثير".

وعقب إصدارات دريملاينر الأخيرة. أعرب دوغ هارند محلل الطيران في برنشتاين عن القلق من أن لا تكون الانتكاسة الجديدة هي الأخيرة للشركة.

تحديات بالجملة

من جهة أخرى، اعتبر محللو غولدمان ساكس أن "مشكلات الجودة لم تكن مثالية"، وأضافوا: "نعتقد أن الإدارة الجديدة تريد إصلاح جميع تحديات الإنتاج قبل الانتقال إلى التعافي المستدام للتسليم، وهو أمر ضروري لجودة المنتج على المدى الطويل والربحية".

وبحسب "وول ستريت جورنال"، كان أداء أسهم بوينغ دون أداء إيرباص خلال الأسابيع الستة الماضية واتسعت الفجوة هذا الشهر. وقد ارتفعت أسهم بوينع بنسبة 5% فقط هذا العام مقابل زيادة 24% لمنافستها الأوروبية و17% لقطاع الطيران.

عقبات خارجية

وتواجه الشركة الأميركية عقبات خارجة عن سيطرة إدارة رئيسها التنفيذي. فقد أدت العلاقات التجارية الباردة بين الولايات المتحدة والصين إلى تقييد المبيعات في أكبر سوق نمو للطائرات في العالم، مع عدم وجود طلبات جديدة منذ عام 2017.

وألقت اضطرابات الموردين بسبب جائحة كوفيد ثقلًا على العمليات التجارية في جميع أنحاء العالم. 

ففي أبريل/ نيسان، أوقفت بوينغ تسليم ماكس بسبب عيب التصنيع المكتشف حديثًا. لم تحصل شركة "راين إير" على طائرات قبل موسم السفر الصيفي بعد عام من إغلاق فرضته كورونا. وبدأت جهود بوينغ لإصلاح كيفية تعاملها مع السلامة والهندسة والجودة بعد تحطم طائرة ماكس 737 ثانية في أوائل عام 2019. 

وفي أعقاب الكوارث، توقع كالهون المزيد من التدقيق من قبل المنظمين الأمريكيين عندما تحركت بوينغ للفوز بشهادة لأحدث وأكبر طائرة 777 أكس.

وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت بوينغ عن أن شركات الطيران لن تحصل على الطائرة حتى عام 2023، بعد حوالي ثلاث سنوات من التقديرات السابقة. وفي رسالة في مايو/ أيار إلى صانع الطائرة، أشارت إدارة الطيران الفيدرالية إلى عدم كفاية المعلومات التي قدمتها بوينغ، بما في ذلك عدم وجود تقييم أولي للسلامة، من بين الأسباب التي تجعل "الطائرة ليست جاهزة بعد" للحصول على الموافقات الرئيسية.

المصادر:
وول ستريت جورنال

شارك القصة

تابع القراءة