السبت 13 أبريل / أبريل 2024

المشهد الجزائري في الذكرى الثانية للحراك.. هل تحققت الأهداف؟

المشهد الجزائري في الذكرى الثانية للحراك.. هل تحققت الأهداف؟

Changed

في ظل تشبث السلطة بخارطة الطريق التي طرحتها لإصلاح الأوضاع عبر إجراء انتخابات، وتعديلات دستورية ومحاربة المفسدين، ما زال بعض الأطراف في الحراك يعد هذه الخطوات "غير مقنعة".

شارك آلاف المتظاهرين -اليوم الاثنين- في أكبر مسيرة تشهدها العاصمة الجزائرية منذ آذار/مارس الماضي، بينما خرجت تظاهرات في عدة مدن أخرى بمناسبة الذكرى الثانية للحراك الشعبي ضد النظام.

وهتف المحتجون "لسنا هنا للاحتفال، نحن هنا للمطالبة برحيلكم"، في إشارة للحكومة التي يعدونها لا تختلف كثيرًا عن نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي حكم البلاد طيلة عقدين.

وفي ظل تشبث السلطة بخارطة الطريق التي طرحتها لإصلاح الأوضاع عبر إجراء انتخابات، وتعديلات دستورية ومحاربة المفسدين، ما زال بعض الأطراف في الحراك يعد هذه الخطوات "غير مقنعة".

الرئيس عبد المجيد تبون خرج ليقول للجزائريين إن مطالبهم وصلت إلى مسامعه، وبعث إشارة طمأنة وأفرج عن بعض المعتقلين، لكن في تقدير البعض فإنه أرسل دلائل على صعوبة تحقيق الانتقال بتعديل وزاري وحل البرلمان.

ورغم ذلك يتمسك الجميع بالأمل، ويرى المتفائلون أن هناك تراكمًا ديمقراطيًا يُنجز وقوة دفع ولو بطيئة تدفع الجزائر إلى الأمام.

"الجميع خرج من الهامش"

ترى عضو المكتب السياسي لحزب جيل جديد مريم سعيداني أنه بعد سنتين من اللحظة التاريخية التي عاشها الجزائريون، أول إنجاز حققه الحراك هو السلمية، حيث لم يحصل احتكاك بين قوات الأمن والمتظاهرين ولم تسقط أرواح في الاحتجاجات.

وتشير إلى أن الإنجاز الثاني هو تنحية عبد العزيز بوتفليقة، ودخول العديد من رجاله السجن، أما الإنجاز الثالث فهو كسر حاجز الخوف الذي كان موجودًا لدى الجزائريين.

وتقول سعيداني: "الجزائريون يتظاهرون اليوم ويعبرون عن آرائهم بكل راحة."

وتتحدث عن انخراط الجميع في العمل السياسي، معتبرة أن الجميع اليوم بات مهتمًا بما يحصل في الساحة السياسية، والكل خرج من الهامش وأصبح فاعلاً مهمًا، ولافتة إلى أن هذا الأمر يشكل ضغطًا على السلطة السياسية ما يجبرها على التفاوض وتقديم التنازلات.

"تغيير ممكن بأي لحظة"

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر رضوان بو هديل يعتبر التظاهرات الشعبية اليوم ورفع شعارات؛ تشكل امتدادًا لتلك التي تم إطلاقها مع بداية الحراك، وينم عن عدم رضى "بعض الفئات" على ما تقوم به السلطة.

ويرى أن الحراك حافظ على نقطة قوته وهي السلمية، ومارس حقه الدستوري في التعبير بحرية عن رأيه. ويشير إلى أن أي سلطة في الجزائر تعمل ألف حساب في تعاملها مع الحراك، لأن الشعب الذي تمكن من إسقاط رئيس تمسّك بالسلطة 20 عامًا بإمكانه إحداث أي تغيير في أي لحظة.

"الثورة لم تحقق كامل أهدافها"

ويرى الكاتب الصحفي عثمان لحياني أن الثورة السلمية في الجزائر هي في منتصف الطريق، بمعنى أنها لم تحقق كامل أهدافها، بل حققت بعض المكاسب.

ويلفت إلى أن المطالب المركزية المتعلقة بتحقيق انتقال ديمقراطي وتوسيع هامش الحريات والجلوس على طاولة حوار وطني لم تتحقّق بعد.

ويقول لحياني إن "الحراك استطاع إسقاط بوتفليقية في أقل من شهرين، لكنه لم يستطع إسقاط نظام الحكم خلال عامين، لأن بوتفليقة كان يمثل واجهة النظام فقط وليس صلبه".

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close