تشكل نظرة الإنسان لنفسه ولجسده عاملًا أساسيًا في تعزيز ثقته بنفسه، غير أن الشكل الخارجي ليس العامل الوحيد في هذا المضمار، بل هناك طرق وأساليب عديدة يمكنها زيادة الثقة بالنفس.
وفي هذا الصدد، صرّح الغالبية العظمى من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 عامًا و54 عامًا في بريطانيا بأنهم لا يشعرون بالثقة بمظهرهم، حسب ما توصلت إليه دراسة صدرت مؤخرًا عن شركة "سنسوسوايد" (censuswide) المتخصصة بإجراء الأبحاث.
وحسب الدراسة، فقد تبين عند التطرق إلى الفروقات بين الجنسين، أن 85% من النساء لا يعتقدن أنهن جذابات، و60% من الرجال غير واثقين من قدرتهم على القيام بأعمالهم.
وتقترح الدراسة عددًا من التوصيات الكفيلة بتعزيز الثقة بالنفس، ومنها: عدم مقارنة الفرد بغيره من الناس، والمحافظة على نظام غذائي سليم، بالإضافة لممارسة النشاطات البدنية باستمرار، وتشجيع الأشخاص للإدلاء بعبارات لتحفيز أنفسهم ومواجهة الذات، وتحديد الأهداف الشخصية على المديين القصير والبعيد.
ما هي أهمية المظهر الخارجي؟
وفي هذا الإطار أكد الخبير والمعالج النفسي أنس العويني أن هناك رابطًا بين المظهر الخارجي والثقة بالنفس، ويعود ذلك لانطباعات يأخذها الإنسان من نظرات الناس تجاهه، وأيضًا من معاملات بعض الناس التي تعتمد على مظهر الإنسان الخارجي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الناس يحكمون على الشخص بناءً على مظهره الخارجي.
واعتبر في حديث لـ"العربي" من تونس العاصمة، أن مظهر الإنسان مهم جدًا في الحياة، وأن صورته أمام الناس قد تُظهر مستواه المهني والمادي والاجتماعي وقد تُظهر في بعض الأحيان مستواه العلمي.
وأضاف أن المظهر الخارجي يعود على الإنسان براحة نفسية، ويمنحه شعورًا بأن له قدرات وإمكانيات، ويعطيه تعزيزًا كبيرًا لثقته بنفسه والتي بدورها تلعب دورًا رئيسيًا في نجاحه الاجتماعي والمهني وفي علاقاته العاطفية.
أسباب تدني الثقة بالنفس
وحول أسباب تدني الثقة بالنفس، لفت العويني إلى أن نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي دفع بالإنسان إلى الاهتمام بمظهره الخارجي، وجعل الناس تقارن نفسها بالآخرين، في عملية غير واعية.
وشدد على وجوب أن يبتعد الإنسان عن مقارنة نفسه بالآخرين، ليتجنب فقدان ثقته بنفسه أو التعرض للتنمر، وأن يرضى بذاته بغض النظر عن المحيطين به.
ونصح العويني بضرورة الاعتناء بالمظهر الخارجي دون مبالغة، وأن لا يكلف الناس أنفسهم بأتعاب وتكاليف مادية من أجل لفت انتباه الآخرين، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالصور التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.