المعارضة السورية تتقدّم والنظام يتراجع.. أي أسباب ومآلات؟
بعد معارك وصفت بالضارية مع القوات الحكومية، سيطرت قوات المعارضة السورية، الخميس، على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية الواقعة في وسط البلاد، ويأتي هذا التطور بعد أيام قليلة على سيطرة قوات المعارضة على محافظة حلب.
وبينما أقرّ جيش النظام السوري بخسارته قالت وكالة الأنباء العراقية إن وزير الخارجية العراقي سيعقد اجتماعًا غدًا الجمعة مع نظيريه السوري والإيراني لبحث الأوضاع في المنطقة وخاصة في سوريا.
السيطرة على أبرز معاقل النظاموعاشت سوريا على وقع تطورات كبيرة ودراماتيكية وصلت ذروتها في تاسع أيام عملية ردع العدوان التي أطلقتها فصائل المعارضة المسلحة.
ودخلت قوات المعارضة السورية مدينة حلب لأول مرة، وتغلغلت في أحيائها، وسيطرت على سجن حماة المركزي، وأطلقت سراح المعتقلين، كما سيطرت على أبرز معاقل النظام.
وأقرت القوات الحكومية بتقدم المعارضة، لكنها قالت إن "وحداتها العسكرية الموجودة في حماة قامت بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة، حفاظًا على أرواح المدنيين" وفق وصفها، في وقت كثفت فيه قصفها بالتعاون مع الجانب الروسي على مناطق عدة شملت ريف مدينة حماة الشمالي وطرقًا رئيسية تصل المدينة بحمص.
وعلى الصعيد السياسي من المقرر أن ينعقد غدًا في العاصمة العراقية بغداد اجتماع ثلاثي يضم وزراء خارجية العراق وإيران والنظام السوري.
يأتي هذا في خضم تحركات واتصالات إقليمية وعربية مكثفة بشأن مجمل التطورات الجارية، والتي أعربت في سياقها دول عربية مثل مصر عن دعمها "للدولة السورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها".
فما هي أسباب تقدم قوات المعارضة السريع ووصولها إلى حماة؟ وما هي الظروف التي أجبرت قوات النظام إلى التقهقر والتراجع، وانعكاسات ذلك ميدانيًا؟
دلالات تقدم قوات المعارضةعن دلالات تقدم المعارضة وسيطرتها على حماة، رأى الفريق قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية السابق والخبير العسكري والاستراتيجي، أن المعارضة استطاعت، بفضل القوة العسكرية التي بنتها على مدار السنوات الماضية، هزيمة قوات النظام السوري.
وأضاف الفريق محمود في تصريح للتلفزيون العربي من عمّان أن المعارضة نجحت، أيضًا، في استثمار سيطرتها على حلب للتقدم نحو حماة والسيطرة عليها.
وقال محمود، إن انتصار المعارضة يشكل عامل ضغط عليها للحفاظ عليه، خاصةً أن المساحة التي سيطرت عليها واسعة، وتتطلب قدرات عسكرية كبيرة لضمان السيطرة عليها وحماية الإنجاز الذي حققته.
من جهته، قال الأكاديمي والباحث السياسي عبد الرحمن الحاج، إنه لا توجد أي مؤشرات على معاناة قوات المعارضة من نقص في الإمكانيات البشرية أو التسليحية للمضي قدمًا في تقدمها، خاصة بعد استيلائها على مخازن أسلحة تابعة للنظام في المناطق التي سيطرت عليها.
وأوضح الحاج في تصريح للتلفزيون العربي من اسطنبول أن العديد من المواطنين والمقاتلين السابقين في حلب وغيرها من المناطق يتطوعون في صفوف قوات المعارضة. وفي المقابل، يرى أن النظام يعاني من صعوبة توفير المقاتلين.
وأضاف أن اجتماعًا سيُعقد غدًا في بغداد بين وزراء خارجية العراق وإيران وسوريا، وربما يكون هدفه البحث في سبل توفير الإمدادات البشرية والتسليحية للنظام.
محور إيران واحتمالات التدخلأما الدكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة باريس، فقد صرّح بأن الولايات المتحدة لا تسمح للعراق وإيران بالتدخل في الشأن السوري. وأشار إلى أن هناك قوى عراقية، من بينها تكتل القيادي مقتدى الصدر، ترفض تدخل بلادهم في الأزمة السورية.
ويرى أبو دياب للتلفزيون العربي من باريس أن المعركة الحالية لا تستدعي التدخل العسكري من قِبل العراق وإيران، لكنه أضاف أنه إذا كانت هناك معركة قد تضطر هذا المحور إلى التدخل، فستكون معركة حمص ومحيطها.