الخميس 28 مارس / مارس 2024

المعارك تزداد ضراوة في دونباس.. تقدم للجيش الروسي وتراجع أوكراني

المعارك تزداد ضراوة في دونباس.. تقدم للجيش الروسي وتراجع أوكراني

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على ربط موسكو مسألة تصدير الحبوب برفع العقوبات (الصورة: رويترز)
أفاد حاكم منطقة لوغانسك بأن القوات الروسية دخلت سيفيرودونتسك، أكبر مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية.

كثّفت القوات الروسية عملياتها الهجومية في منطقة دونباس في الشرق الأوكراني، وضيّقت الخناق على مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية الواقعة ضمن نطاقها، فيما تؤكد كييف أن قواتها قد تضطر للانسحاب من آخر جيب للمقاومة في لوغانسك، في تغيير كبير لتطورات الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر.

جاء ذلك بينما تتصاعد المخاوف العالمية من أزمة غذاء واسعة النطاق جراء استمرار محاصرة الموانئ الأوكرانية ومنع تصدير الحبوب، وسط وضع روسيا شروطها من أجل تجنب مخاطر الوقوع في هذه الأزمة.

مكاسب ميدانية روسية

وبالنسبة إلى التطورات الميدانية في الشرق الأوكراني، قد يُقرب الانسحاب الأوكراني من آخر جيب في لوغانسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من هدفه المعلن المتمثل في السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك بالكامل.

وحققت القوات الروسية مكاسب ميدانية في المنطقتين اللتين تكّونان معًا حوض دونباس، بينما قصفت مدنًا وبلدات وحولتها إلى أنقاض.

من جهته، كشف حاكم منطقة لوغانسك سيرهي جايداي أنّ القوات الروسية دخلت سيفيرودونتسك، أكبر مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية بعد محاولة مستمرة منذ أيام لمحاصرة القوات الأوكرانية في سيفيرودونتسك، التي قال جايداي سابقًا إن 90% من مبانيها تعرضت للدمار.

وقال جايداي على تيليغرام: "لن يتمكن الروس من السيطرة على منطقة لوغانسك في الأيام المقبلة كما توقع المحللون"، في إشارة إلى سيفيرودونتسك وليسيتشانسك الواقعة على الجانب الآخر من نهر سفريسكي دونيتس، لكنه أوضح: "سيكون لدينا ما يكفي من القوة والموارد للدفاع عن أنفسنا. ولكن من الممكن أن نتراجع حتى نتجنب تطويقنا".

وأمس الجمعة، أعلنت قوات موالية لروسيا السيطرة على ليمان، وهي مركز رئيسي للسكك الحديدية إلى الغرب من سيفيرودونتسك. وقال مسؤولون أوكرانيون إنّ روسيا سيطرت على معظم المدينة، لكنهم أضافوا أن القوات الأوكرانية تعرقل التقدم إلى سلوفيانسك، وهي مدينة تبعد نصف ساعة بالسيارة عن ليمان صوب الجنوب الغربي.

تقدم في الجنوب أيضًا

وكانت القوات الروسية قد كسبت أرضًا في دونباس بعد اختراق الخطوط الأوكرانية الأسبوع الماضي في مدينة بوباسنا الواقعة جنوبي سيفيرودونتسك. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات البرية الروسية بسطت سيطرتها على عدة قرى شمال غربي بوباسنا.

ويأتي التقدم الروسي في الشرق في أعقاب هجوم أوكراني مضاد دفع قوات بوتين للتراجع بعيدًا عن خاركيف هذا الشهر. لكن موسكو منعت القوات الأوكرانية من مهاجمة الصفوف الخلفية من خطوط الإمداد الروسية لدونباس.

وقصفت القوات الروسية الخميس الماضي أجزاء من مدينة خاركيف نفسها لأول مرة منذ أيام. وقالت السلطات المحلية إن تسعة أشخاص قُتلوا. وينفي الكرملين استهداف المدنيين.

وفي الجنوب، حيث سيطرت موسكو أيضًا على مساحات من الأراضي منذ بدء الاجتياح العسكري في 24 فبراير/ شباط، يعتقد مسؤولون أوكرانيون أن روسيا تهدف إلى فرض حكم دائم.

وقال الجيش الأوكراني إن روسيا تشحن معدات عسكرية من شبه جزيرة القرم لتبني دفاعات استعدادًا لهجوم مضاد يحتمل أن تشنه أوكرانيا، وتزرع الألغام على ضفاف خزان ضخم خلف سد على نهر دنيبرو الذي يشكل خطًا فاصلاً بين القوات.

حظر شحنات النفط الروسي

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن اتفاقًا قد يتم التوصل إليه بحلول يوم الأحد لحظر شحنات النفط الروسي عبر البحر التي تشكل نحو 75% من إمدادات التكتل، لكن ليس عبر خطوط الأنابيب، وهو حل وسط لإقناع المجر وبدء جولة جديدة من العقوبات على روسيا.

وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي بسبب تردده في فرض حظر على واردات الطاقة الروسية، قائلاً: إنّ الاتحاد يمول جهود موسكو الحربية بمليار يورو يوميًا.

وأضاف: "كل يوم من المماطلة أو الضعف أو النزاعات المختلفة أو الاقتراحات لتهدئة المعتدي على حساب الضحية يعني فقط مقتل المزيد من الأوكرانيين".

وفي مكالمة هاتفية مع المستشار النمساوي كارل نيهامر، تمسك بوتين بموقفه بأن أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الصراع لا يمكن حلها إلا إذا رفع الغرب العقوبات.

وأدى الحصار الذي تفرضه روسيا على الموانئ الأوكرانية إلى توقف شحنات الحبوب، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية، وخصوصًا أن البلدين من مصدري الحبوب الرئيسيين في العالم. وتتهم روسيا أوكرانيا بزرع الألغام في الموانئ، في حين تصف أوكرانيا الموقف الروسي بأنه "ابتزاز".

تفعيل "سلاح القمح"

وتعليقًا على الاتصال الهاتفي بين بوتين والمستشار النمساوي وما تضمنه من حديث بوتين حول التمسك بشرط رفع العقوبات، يرى الكاتب الصحفي مصطفى طوسة أنّ موسكو بصدد "تفعيل سلاح القمح" لما له من تداعيات على المستوى العالمي.

ويعتبر طوسة في حديث إلى "العربي" من باريس، أنّ بوتين يسعى إلى عقد اتفاقات ثنائية مع بعض الدول لتصدير الحبوب في محاولة للالتفاف على العقوبات الغربية، ولكن أيضًا القيام بحوارات مباشرة مع هذه الدول واستخدام القمح كـ"سلاح للابتزاز".

ويشير إلى أنّ الرئيس الروسي "يعي تمامًا أن استمرار الحرب الروسية الأوكرانية في هذه الظروف قد تدفع العديد من الدول إلى التبرؤ من هذه الحرب، التي قد يعتبرها البعض أنها بين موسكو وواشنطن"، وذلك في ظل مخاطر اندلاع أزمة غذاء عالمية وتأثيراتها على بلدان أوروبية وغير أوروبية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close