الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

المغرب يعيد مبعوثته إلى إسبانيا.. مدريد تعلق على "غضب" الجزائر

المغرب يعيد مبعوثته إلى إسبانيا.. مدريد تعلق على "غضب" الجزائر

Changed

متابعة "العربي" للتوتر الذي شهدته العلاقات المغربية ـ الإسبانية العام الماضي (الصورة: غيتي)
أفادت مصادر أن الحكومة الإسبانية أبلغت الحكومة الجزائرية مسبقًا بموقف إسبانيا بشأن إقليم الصحراء، مشددة على أن الجزائر هي شريك إستراتيجي لمدريد ذات أولوية.

أكدت الحكومة الإسبانية أنها أبلغت الجزائر مسبقًا بدعمها لمقترح المغرب القاضي بمنح حكم ذاتي لإقليم الصحراء، وهو أمر أثار غضب الجزائر، أحد موردي الغاز الرئيسين لإسبانيا.

واستدعت الجزائر الداعم الرئيس للانفصاليين الصحراويين من جبهة البوليساريو، سفيرها في إسبانيا أمس السبت، ردًا على موقف مدريد الذي وصفته بـ"الانقلاب المفاجئ".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر حكومية إسبانية مساء السبت، أن "الحكومة الإسبانية أبلغت الحكومة الجزائرية مسبقًا بموقف إسبانيا بشأن الصحراء" المستعمرة الإسبانية السابقة.

وشددت على أن الجزائر هي "بالنسبة لإسبانيا، شريك إستراتيجي ذات أولوية وموثوق نرغب في الحفاظ على علاقة مميزة معه".

وأعلنت الحكومة الإسبانية للمرة الأولى علنًا الجمعة، دعمها لمشروع الحكم الذاتي المغربي لإقليم الصحراء، في حين كانت مدريد تتبنى دائمًا موقفًا محايدًا بين الرباط وجبهة البوليساريو.

تطبيع العلاقات

ويُرتقب أن يسمح تغيير الموقف الإسباني بتطبيع العلاقات بين إسبانيا والمغرب بعد الخلاف الدبلوماسي الكبير، الذي سببه استقبال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا في أبريل/ نيسان 2021 لتلقي العلاج من كوفيد-19.

وفي هذا الصدد، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر بالحكومة الإسبانية أن سفيرة المغرب لدى إسبانيا كريمة بنيعيش مستعدة الآن للعودة إلى منصبها في مدريد.

وتم استدعاء بنيعيش إلى المغرب في مايو/ أيار الماضي، احتجاجًا على استقبال مدريد لغالي، الذي كان يحمل وثائق جزائرية، لتلقي العلاج. وقال المغرب إنه لم يتم إبلاغه مسبقًا.

وبلغت الأزمة بين البلدين ذروتها مع وصول أكثر من 10 آلاف مهاجر، معظمهم من المغربيين في مايو إلى جيب سبتة الخاضع للحكم الإسباني على الساحل الشمالي للمغرب، وذلك بعد تخفيف مراقبة الحدود على الجانب المغربي.

ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو حول إقليم الصحراء، الذي تصنفه الأمم المتحدة بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".

وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقارب 80% من هذه الأراضي الصحراوية الغنية بالثروات ومياهها المليئة بالأسماك، خطة حكم ذاتي تحت سيادتها، بينما تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير تقرَّر عندما تم التوقيع عام 1991 على وقف لإطلاق النار لم يتحقق.

وكانت معظم الدول، بما في ذلك إسبانيا، قد أيّدت على مدى سنوات فكرة إجراء استفتاء لحل القضية.

غير أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بخصوص كيفية إجراء الاستفتاء، وفي السنوات الأخيرة توقفت، حتى الأمم المتحدة، عن الإشارة إلى فكرة الاستفتاء وبدأت تتحدث بدلًا منه عن السعي إلى اقتراح واقعي مقبول من الطرفين كحل وسط.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close