Skip to main content

المفاوضات الإيرانية الأميركية.. مخاضٌ عسير بعد بداية متفائلة

الإثنين 19 مايو 2025
اتهمت إيران إدارة ترمب بانعدام الجدية، بعدما واصلت فرض العقوبات الاقتصادية بالتوازي مع جلسات المفاوضات - غيتي

بعد تصريحات متفائلة في بدايتها، برزت عثرات جديدة في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن واشنطن لا تلتزم بالقواعد التقليدية للعمل الدبلوماسي.

واتهمت الخارجية الإيرانية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بانعدام الجدية، بعدما واصلت فرض العقوبات الاقتصادية بالتوازي مع جلسات التفاوض الأربع بين الجانبين خلال أبريل/ نسيان الماضي، ومايو/ أيار.

وأعلن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بوضوح أن تخصيب اليورانيوم خط أحمر، مشيرًا إلى أن أي اتفاق جديد يجب أن يتضمن وقفًا تامًا للتخصيب، وذلك بالتوازي مع سياسة فرض العقوبات.

وأضاف ويتكوف أن جولةً خامسةً من المحادثات ستعقد هذا الأسبوع في أوروبا بوساطة عمانية، في محاولة جديدة لتقريب وجهات النظر.

ولم يتأخر الرد الإيراني، حيث قالت وزارة خارجيتها إن المفاوضات النووية معرضة للفشل إذا أصرت واشنطن على شرط وقف تخصيب اليورانيوم تمامًا.

ويشي الشدّ والجذب بين الجانبين بأن الجولة المقبلة من المباحثات قد تكون حاسمة، بينما تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني، فيما تحاول إيران رفع العقوبات الاقتصادية عنها، وتأكيد حقها في التخصيب.

"مطالب غير قانونية"

وفي هذا الإطار، يرى الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي أن موضوع وقف التخصيب الذي تطالب به الولايات المتحدة غير قانوني وغير حقوقي، لافتًا إلى أن أساس فلسفة انتماء إيران وعضويتها في وكالة الطاقة الذرية قائم على أن تستفيد من حق التخصيب وأن تستخدم هذه الطاقة النظيفة لأغراض سلمية.

ويعتبر أفقهي في حديثه إلى التلفزيون العربي من طهران أن التصريحات الأميركية استفزازية، وأنه لا يحق للولايات المتحدة أن تحدد نسبة التخصيب لأعضاء وكالة الطاقة الذرية وخصوصًا إيران التي التزمت منذ انضمامها للوكالة، ووقعت على الاتفاق في 2015.

ويتابع أفقهي أن المطالبة الأميركية بوقف إيران للتخصيب يعني أنها تريد نسف المفاوضات ما يضر بالطرفين، مذكرًا بأن ويتكوف قال في أول جلسة من المفاوضات في مسقط أنهم لا يريدون وقف التخصيب وإنما الاطمئنان ألّا تنتج إيران سلاحًا نوويًا.

ويستشهد بأن إيران أعلنت منذ اليوم الأول أن المفاوضات الأميركية ستقتصر على البرنامج النووي ورفع العقوبات فقط، معتبرًا أن "الأميركيين بدأوا يتحججون بموضوع وقف التخصيب عندما لم يستجيبوا لموضوع رفع العقوبات ".

ترمب وسياسة عدم الاتساق

وفي حديثه إلى التلفزيون العربي يعتقد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا إيريك لوب أن الكلام عن منع إيران من التخصيب سيؤدي إلى فشل المفاوضات بعد أن دخلت إلى جولتها الخامسة.

ومن فلوريدا ذكّر لوب بأنه في 2015 لم تكن العقوبات فقط هي من جلبت إيران إلى طاولة المفاوضات، وإنما إعطاؤها الحق في التخصيب لأغراض مدنية وطبية وغير عسكرية وأغراض تتعلق بالطاقة.

ويشير لوب إلى أن ضغط إدارة ترمب يخضع لطابع محلي وإقليمي كي يظهر صلبًا في المفاوضات، منوهًا إلى أن من يقوم بالضغط أشخاص متشددون في الولايات المتحدة يريدون خطًا وموقفًا صعبًا ضد إيران، ومنهم اللوبي الإسرائيلي الذي يضغط في هذه المفاوضات، على حد قوله.

ويجزم أن التراجع في الموقف الأميركي يعكس شخصية الرئيس ترمب، ليس فقط في السياسة الخارجية وإنما الداخلية أيضًا، وهي سياسة متمثلة في عدم الاتساق في التصريحات والمواقف.

خلافات بنيوية

من جهته، يقول مدير برنامج الدراسات الإيرانية في مركز الدراسات الإقليمية نبيل العتوم إنه لا شك في أن هناك خلافات بنيوية بين الطرفين، وربما يريد الجانب الإيراني التوصل إلى اتفاق جزئي مع الولايات المتحدة ريثما تنقشع غيمة الإدارة الأميركية برئاسة ترمب.

ويتابع في حديثه إلى التلفزيون العربي من عمّان، أن هذا الاتفاق الجزئي في الرؤية الإيرانية يفضي إلى تجميد تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 60% وتسليم هذه الكميات إلى طرف مثل روسيا أو الصين بضمانات دولية والانتقال إلى رفع العقوبات على إيران.

ووفق العتوم: "هناك خلافات كبيرة وحالة من عدم المصداقية بين الطرفين جعلت الولايات المتحدة تلجأ إلى ما يسمى بتصفير تخصيب اليورانيوم"، ما يعني عدم السماح لإيران بالوصول إلى أي مستوى من مستويات التخصيب، وتفكيك البرنامج النووي الإيراني، وبالتالي "استسلام إيران" على حد قوله.

ويعتقد أن هذه الرؤية الأميركية تولّدت نتيجة مجموعة من المؤشرات، منها الانحرافات الكبيرة في البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن طهران تمتلك الآن من 7 إلى 8 أطنان من اليورانيوم المخصب، كما "باتت تمتلك 41 ضعفًا من كميات اليورانيوم المسموح بها بنسبة 67%".

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة