يتحول السودان إلى ساحة، ينعكس فيها الصراع الروسي الأميركي المتأجج على الحدود الأوكرانية حاليًا، حيث حذرت وكيلة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية ماري كاثرين في، من أن انتصار روسيا في السودان سيعني عواقب إنسانية وخيمة في شمال وشرق القارة الإفريقية.
ووصفت المسؤولة الأميركية روسيا بـ"السودان القديم"، حيث تسعى واشنطن لإعادة ضبط سياستها في الخرطوم والتي ستبنى على أساس مواجهة موسكو، والتعامل بحذر مع الأطراف السودانية.
وقالت كاثرين في أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: إن بعض الحكومات ومنها روسيا، قد تحقق مكاسب تكتيكية إذا انهارت الدولة السودانية، ولكن العواقب الإنسانية ستكون هائلة، كما ستزعزع الاستقرار شمالي وشرقي إفريقيا.
مسارات غير متوافقة
وقاد عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانية حاليًا، انقلابًا عسكريًا في 25 أكتوبر/ تشرين الأول أنهى شراكة بين الجيش والأحزاب المدنية كان من المفترض أن تُفضي إلى انتخابات ديمقراطية، مما أثار احتجاجات على مدى شهور وتنديدات من الغرب.
وتعتبر صفقات السلاح مع روسيا، مدخلا لها إلى منطقة كانت قد غادرتها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، بعد أن كانت تؤمن لها الممر الآمن لأسلحتها باتجاه القارة الإفريقة.
ويمثل السودان أكبر مشتر للأسلحة الروسية في القارة السمراء، كما ارتفعت مبيعاته منها بنسبة 25% في السنوات الخمس الأخيرة.
واعتبرت جنفير كوك، رئيسة مركز الدراسات الإفريقية في جامعة جورج واشنطن لـ"العربي"، أن جميع قادة الانقلابات في العالم يظنون أنه بإمكانهم تحمل عواقبها.
وتعتقد موكسو أن العمل مع حكومة عسكرية معزولة دوليا، أسهل من العمل مع مدنيين يطالبون بالمحاسبة.
وقال مراسل العربي في سان فرانسيسكو الأميركية: إن التحذير الأميركي من سلبية روسيا في السودان، قد يعني انخراطًا غربيًا أكبر مستقبلًا، وقوة دافعة لحركة التظاهر ضد الحكم الحالي، والتيارات المؤيدة للديمقراطية داخل الجيش ما يعني تأجيل العقوبات المفترضة حاليًا.