الناتو يصوب على موسكو ولا يلبي طموحات كييف.. ما أجواء اجتماع بروكسل؟
قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، اليوم الأربعاء: إن الدور الروسي يتضح جليًا في العديد من الصراعات الدائرة حول العالم.
وحث الوزير البريطاني خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي الدول الأعضاء على "الجدية" بشأن الإنفاق الدفاعي، وقال: "نعيش أوقاتًا عصيبة".
وأضاف لامي: "نشهد الآن صراعات في جميع أنحاء العالم، الحرب هنا في قارتنا في أوروبا، والعدوان الهائل الذي نراه في كافة أنحاء الشرق الأوسط في ظل تدخل إيران الواضح في الشرق الأوسط، والصراع المتصاعد في السودان والآن في سوريا، هناك دولة واحدة لها يد في جانب كبير من هذه الصراعات، وهي روسيا".
"500 واقعة مريبة"وتقاطع طرح لامي، مع ما أبداه وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي للصحفيين اليوم لدى وصوله إلى الاجتماع، حيث قال هذا الأخير في تصريحاته ببروكسل: إن ما يصل إلى 100 "واقعة مريبة" في أوروبا هذا العام يمكن أن تنسب إلى روسيا.
وأضاف ليبافسكي: "هذا العام، كان هناك 500 واقعة مريبة في أوروبا. يمكن أن يعزى ما يصل إلى 100 منها إلى هجمات وأعمال تجسس وعمليات تأثير من روسيا. نحتاج إلى إرسال إشارة قوية إلى موسكو بأنه لن يكون هناك أي تهاون مع هذا الأمر".
وحول الحرب في أوكرانيا، قال جابريليوس لاندسبيرجيس وزير الخارجية الليتواني: إن أعضاء حلف شمال الأطلسي سيتعين عليهم تقديم ضمانات من أجل إحلال السلام في أوكرانيا.
وأضاف: "إذا كنا نريد إحلال السلام في أوكرانيا، فسيتعين علينا تقديم ضمانات أمنية. لا توجد طريقة أرخص للضمانات الأمنية من المادة الخامسة في (ميثاق) حلف شمال الأطلسي".
وتابع: "ستُسوي الحرب في ساحة المعركة فحسب. من يقول إننا لا نستطيع تزويد أوكرانيا بما تحتاج إليه واهم".
تبديد آمال كييفويقول دبلوماسيون: إن من المستبعد إلى حد كبير أن يستجيب حلف شمال الأطلسي لدعوة أوكرانيا للانضمام لعضويته، مما يبدد آمال كييف في الحصول على دفعة سياسية في الوقت الذي تواجه فيه صعوبات في ساحة القتال، وتنتظر عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وفي رسالة إلى نظرائه في حلف شمال الأطلسي قبل الاجتماع، قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها: إن الدعوة من شأنها أن تزيل واحدة من الحجج الرئيسية التي تستخدمها روسيا لشن حربها، وهي منع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف.
لكن لا توجد أي مؤشرات على توفر التوافق المطلوب بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وعددها 32 دولة لاتخاذ مثل هذا القرار في اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل، حسبما قال دبلوماسيون لوكالة رويترز، دون الكشف عن أسمائهم.
وقال دبلوماسي كبير في حلف شمال الأطلسي يوم الإثنين: "سوف يستغرق الأمر أسابيع وشهورًا للتوصل إلى إجماع. لا أرى أن هذا سيحدث غدًا، وسوف أشعر بمفاجأة كبيرة"، فيما كشف مسؤول أميركي كبير أن الاجتماع سيركز على زيادة الدعم لأوكرانيا حتى تكون في أقوى وضع ممكن العام المقبل "عند الدخول في مفاوضات محتملة".
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: "إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي زيادة الأموال والذخائر والحشد"، فيما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعلن الإثنين عن حزمة أسلحة جديدة لأوكرانيا بقيمة 725 مليون دولار.