الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

النساء أكثر سمنة من الرجال في العالم العربي.. ما علاقة العادات الاجتماعية؟

النساء أكثر سمنة من الرجال في العالم العربي.. ما علاقة العادات الاجتماعية؟

Changed

ناقش برنامج "صباح النور" (اغسطس 2021) تأثير الوزن الزائد على أعضاء الجسم ووظائفه (الصورة: غيتي)
عام 2019، سجّلت ثماني دول عربية من بين 11 دولة أعلى نسبة من الوفيات بسبب السمنة (معظمها بسبب أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم).

تُعتبر السمنة "داء العصر"، حيث تنتشر بنسبة كبيرة بين النساء والرجال في جميع أنحاء العالم. وتبلغ نسبة السمنة لدى النساء 15%، و11% لدى الرجال حول العالم، ما يعني أن مؤشر كتلة الجسم لديهم (bmi) يبلغ 30 أو أعلى.

لكن فجوة السمنة تختلف بين دول العالم، وذكرت مجلة "نيوزويك" البريطانية أن بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسجّل أكبر نسبة تفاوت بين الجنسين، وأكثرها ثباتًا، وتبلغ 26% لدى النساء، مقابل 16% لدى الرجال، مضيفة أن هذه النسب خطيرة.

وعام 2019، سجّلت ثماني دول عربية من بين 11 دولة أعلى نسبة من الوفيات بسبب السمنة (معظمها بسبب أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم).

عادات اجتماعية متجذّرة

وذكرت المجلة أن الأسباب وراء انتشار السمنة في العالم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعود في غالبيتها إلى مكانة المرأة في المجتمع، وعادات متجذّرة تمنع المرأة من الحفاظ على وزنها.

ومنذ عام 1975، ازدادت نسبة السمنة لدى النساء في الدول العربية بمعدل أسرع من الرجال، مع انتشار الوجبات السريعة بشكل مطرد.

وروت المرأة العراقية زينب (60 عامًا) للمجلة أنها تعمل في مطعم في بغداد مقابل (13.70 دولارًا يوميًا)، وبينما لا تستطيع تحمّل تكاليف شراء طعام صحي، تعتمد زينب وبناتها الأربع على ما يعطيه لها مديرها من طعام يحتوي على الكثير من الزيوت.

وتحصل هي وبناتها الأربع على حصص من الفاكهة، في يوم واحد فقط في الأسبوع، من التبرّعات التي تأتيها من أهل الحي الذي تقطن به.

تزن زينب 120 كيلوغرامًا، وبينما اضطرت بناتها إلى ترك الدراسة نظرًا لارتفاع التكاليف، تفضّل الأم أن تبقى على حالتها الإقتصادية الحالية، بدلًا من خروج بناتها للعمل والتعرّض لمضايقات الرجال.

ندرة عمل النساء

وذكر البنك الدولي أن خُمس النساء فقط في الدول العربية يحصلن على وظائف. وهذا يعني أن معظم النساء في المنطقة تقضين معظم أوقاتهن في المنزل.

النساء العربيات تقضين معظم أوقاتهن في المنزل
النساء العربيات تقضين معظم أوقاتهن في المنزل- غيتي

وبينما تنشط النساء العاملات في مناطق أخرى من العالم في المستشفيات والفصول الدراسية والمطاعم، يتولّى الرجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العديد من هذه الوظائف.

ممارسة الرياضة الخارجية حكرًا على الرجال

وذكرت المجلة أن قلّة ممارسة الرياضة هي سبب آخر للسمنة لدى النساء في الشرق الأوسط. فعندما تصل الفتيات إلى سن البلوغ، تكون ممارسة الرياضة في الأماكن العامة أمرًا "مستهجنًا" أحيانًا.

وقال رجل عراقي يلعب كرة القدم في الهواء الطلق للمجلة إنه "لا يسمح لشقيقته بأن تحذو حذوه. لا نحب أن تكون الفتيات في الشارع"، مشيرًا إلى أنها تمتلك جهازًا للمشي في المنزل.

وتتعرّض النساء للمضايقات في حال قررن الركض في الشوارع، والتنزّه محصور في مراكز التسوق المكيّفة. ورغم أن بعض النوادي الرياضية تلبي احتياجات النساء، فإنها غالبًا ما تكون في المدن الكبرى.

وقالت امرأة عراقية للمجلة: "عندما أمشي مع كلابي، يجب أن أشغّل الموسيقى لمنع سماع المضايقات".

النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات

وأشارت المجلة إلى أن نساء الطبقة الفقيرة في مصر أكثر بدانة من أقرانهن الثريات، اللواتي يحصلن على فرص الخروج من المنزل. والنساء في مصر لديهن أعلى نسبة مؤشر كتلة الجسم (bmi)، باستثناء بعض جزر المحيط الهادئ.

النظام الغذائي سبب من أسباب السمنة
النظام الغذائي سبب من أسباب السمنة- غيتي

وذكرت المجلة أن النظام الغذائي هو السبب في ذلك، إذ يحصل المصريون على 30% من سعراتهم الحرارية من الخبز، وغالبيته مدعوم.

وأوضحت وفاء الخطيب، وهي ربة منزل في بغداد، أنها تريد التخفيف من وزنها، وتحاول مقاومة إغراءات الطهي.

وقالت للمجلة: "مشكلة العراقيين هي الكربوهيدرات"، مشيرة إلى أن عائلتها تأكل الأرز والخبز في كل وجبة تقريبًا.

ونقلت المجلة عن عدد من النساء قولهن إن السبب الآخر للسمنة هو أن العديد من الرجال العرب يفضّلون النساء ممتلئات الجسم.

وقالت شيرين رشيد، وهي ربة منزل عراقية أخرى للمجلة، أنها تخشى أن تفقد الوزن لأن هذا "يفقدها أنوثتها"، مضيفة أن زوجها لا يريدها أن تفقد وزنها على الإطلاق "لأنه يخشى أن تشعر وكأنها قطعة خشب في السرير".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close