الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

النظام الغذائي شبه النباتي قد ينقذ الكوكب.. ما هي فوائده؟

النظام الغذائي شبه النباتي قد ينقذ الكوكب.. ما هي فوائده؟

Changed

المتخصصة في التغذية نادين حيدر تتحدث عن فوائد النظام الغذائي شبه النباتي (الصورة: غيتي)
وجدت دراسة جديدة أن القضاء على الزراعة الحيوانية في السنوات الخمس عشرة المقبلة سيقلل بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

خلصت دراسة أميركية جديدة إلى أن القضاء التام على إنتاج اللحوم في جميع أنحاء العالم خلال 15 عامًا يمكن أن يخفض انبعاثات الكربون العالمية بنسبة 68% وينقذ الأرض من الاحتباس الحراري.

ووجد الباحثون أن القضاء على الزراعة الحيوانية في السنوات الخمس عشرة المقبلة سيقلل بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وسحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، حيث تسهم الزراعة الحيوانية في ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب غاز الميثان وأكسيد النيتروز وانبعاثات الكربون من الماشية وسلاسل التوريد الخاصة بها، بحسب صحيفة "ديلي ميل".

تقليل الانبعاثات

وأجرى الدراسة الجديدة أستاذ البيولوجيا الجزيئية والخلوية في جامعة كاليفورنيا، مايكل إيسن. وشارك فيها البروفيسور براون، الرئيس التنفيذي لشركة في كاليفورنيا تبيع بدائل اللحوم النباتية.

ووفقًا للنتائج، يمكن أن يؤدي التحول إلى الزراعة القائمة على النباتات إلى تقليل الانبعاثات بما يعادل 25 جيغا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

وقال إيسن: "يُظهر عملنا أن إنهاء الزراعة الحيوانية لديه إمكانية فريدة للحد بشكل كبير من مستويات جميع غازات الدفيئة الرئيسة الثلاثة في الغلاف الجوي".

وأشار الباحثان إلى أن "الكتلة الحيوية" التي تلتقط الكربون، وهي مادة عضوية متجددة تأتي من النباتات والحيوانات، غالبًا ما يتم إزاحتها على الأرض المستخدمة للرعي ولزراعة الأعلاف الحيوانية.

لذلك فإن إحدى الطرق التي يمكن بها إبطال انبعاثات الكربون هي استعادة هذه المناطق في ما يسمونه "استعادة الكتلة الحيوية".

تقنية الدراسة

وبالنسبة للدراسة، استخدم إيسن وبراون (وهما من النباتيين) نموذجًا مناخيًا بسيطًا لدمج التأثيرات المجمعة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري المخفضة واستعادة الكتلة الحيوية الناتجة عن التحول العالمي الافتراضي إلى نظام غذائي نباتي.

واستخدما بيانات الأمم المتحدة للأغذية والزراعة التي توفر الوصول المجاني إلى إحصاءات الأغذية والزراعة. ما سمح لهم بدراسة كيفية تأثير التحول إلى الغذاء النباتي على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتركيزاتها في الغلاف الجوي بين عامي 2020 و2100.

سيناريوهات التحول

كما نظر الباحثان في سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك التحول الفوري من الزراعة القائمة على الحيوان إلى الزراعة القائمة على النباتات والانتقال التدريجي لمدة 15 عامًا، والتغيير الجزئي، حيث تم التخلص التدريجي من منتجات حيوانية معينة فقط.

ويمكن أن يؤدي الانتقال التدريجي لمدة 15 عامًا إلى تقليل الانبعاثات بشكل كافٍ لتحقيق الاستقرار في مستويات غازات الاحتباس الحراري لمدة 30 عامًا. كما سيؤدي التخلص التدريجي لمدة 15 عامًا على الفور إلى القضاء على حوالي ثلث جميع انبعاثات الميثان على مستوى العالم وثلثي انبعاثات أكسيد النيتروز بالكامل، مما يسمح للغلاف الجوي بتحقيق توازن جديد عند مستويات أقل من كليهما.

ونظر الباحثان أيضًا في التأثير المشترك للقضاء على الانبعاثات المرتبطة بتربية الحيوانات في 15 عامًا واستعادة الغطاء النباتي المحلي على 30% من سطح الأرض المستخدم حاليًا لإيواء الماشية وإطعامها.

كما وجدا أن الانخفاض الناتج في مستويات الميثان وأكسيد النيتروز، وتحويل 800 جيجا طن (800 مليار طن) من ثاني أكسيد الكربون إلى الغابات والأراضي العشبية والكتلة الحيوية للتربة، سيكون له التأثير نفسه المفيد على الاحتباس الحراري مثل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية السنوية بنسبة 68%.

وقال إيسن: "إن التوقف التدريجي لمدة 15 عامًا ليس غير واقعي، إذ يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء في هذا الإطار الزمني. ليس الأمر أننا نقول إننا سنتخلص من أغذية الحيوانات في الخمسة عشر عامًا القادمة ولكن هذا شيء يمكننا القيام به". 

التغيير الجزئي

كذلك اختلفت آثار التغيير الجزئي، حيث يختلف التخلص التدريجي من بعض المنتجات الحيوانية اختلافًا كبيرًا باختلاف الأنواع، على الرغم من أن التخلص التدريجي من الماشية يمثل 71% من فوائد الانبعاثات (47% من خلال لحوم البقر و24% من خلال الحليب).

بينما من المتوقع أن يكون للإلغاء التدريجي الكامل للزراعة القائمة على الحيوانات أكبر تأثير، فإن استبدال المجترات وحدها يمكن أن يحقق أكثر من 90% من الحد من الانبعاثات.

وأمل المؤلفان "أن يساعد عملهما صانعي السياسات والجمهور على إعطاء الأولوية المناسبة لتغير النظام الغذائي كإستراتيجية دفاع عن المناخ".

وقال إيسن: "تُظهر هذه الدراسة أن التحول العالمي بعيدًا عن استخدام الحيوانات، وبخاصة الماشية، لإنتاج الغذاء لديه القدرة على إزالة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز من الغلاف الجوي بسرعة".

ويُنظر إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان على أنه مفتاح لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للحد من تغير المناخ التي يعوّل عليها لتجنب كوارث مناخية متكررة وملايين الوفيات.

النظام الغذائي شبه النباتي

وقد يبدأ التحول التدريجي نحو الأنظمة الغذائية النباتية عبر اعتماد النظام الغذائي شبه النباتي أو ما يسمى بنظام "الفليكسيتاريان". ويتميّز هذا النظام بتناول الحبوب والخضروات والفاكهة واللحوم بين الفينة والأخرى. 

وأشارت المتخصصة في التغذية نادين حيدر  إلى أن هذا النظام الغذائي مرن إلى درجة أنه يتضمن اللحوم الحمراء أو البيضاء مرة في الأسبوع على الأقل.

ويتميّز هذا النظام الغذائي بفوائد جمة لاحتوائه على كمية جيدة من الألياف ومضادات الأكسدة التي تحمي من السرطان وتحافظ على صحة الخلايا والبشرة.

وقالت حيدر في حديث إلى "العربي" من لندن: "إن هذا النظام الغذائي غني بالفيتامينات ولا سيما فيتامين أ المفيد لصحة العيون وفيتامين ج المفيد لتقوية المناعة".

كما يعد النظام الغذائي شبه النباتي غنيًا بالدهون الصحية مقابل نسبة منخفضة من الدهون غير الصحية. 

ولفتت حيدر إلى أنّ هذا النظام الغذائي يحتوي على عناصر بسعرات حرارية عالية رغم أنها صحية مثل المكسرات والأفوكادو، مشيرة إلى ضرورة الانتباه لطريقة الطهي التي تحدد مدى الاستفادة من هذا النظام الغذائي. 

ويحتاج الرياضيون الذين يرغبون في اعتماد النظام الغذائي شبه النباتي لمتابعة المتخصص في التغذية للتأكد من تناولهم الوجبات التي تلبي حاجاتهم الجسدية من الأحماض الأمينية، بحسب حيدر.  

وأكدّت حيدر أن التأثير الإيجابي على البيئة هو من أهم مزايا هذا نظام الغذائي. ولفتت إلى أن العلماء ينظرون الآن إلى الأنظمة الغذائية باعتبارها أساسًا لصحة الكوكب. 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close