باتت فصائل المعارضة السورية على بُعد 4 كيلومترات فقط من مدينة حماة، وسط سوريا، وفقًا لما أكده مراسل التلفزيون العربي اليوم الأربعاء.
وتدور اشتباكات عنيفة بين تلك الفصائل واللواء 87 التابع للنظام السوري، وهو أحد الألوية المكلفة بحماية المدينة من الجهة الشمالية الشرقية.
وسيطرت الفصائل يوم أمس الثلاثاء، على 18 قرية وبلدة بريف المحافظة، فيما أكدت وكالة أنباء النظام "سانا" نقلًا عن مصدر عسكري قوله: إن "تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مدينة حماة لتعزيز القوات الموجودة على الخطوط الأمامية والتصدي لأي محاولة هجوم".
مساع إقليمية
تأتي تلك التطورات الميدانية، وسط دعوات إقليمية واتصالات دولية، لخفض التصعيد، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين سعي أنقرة للتوصل إلى حل دائم وعادل في سوريا.
كما جمع اتصال بين أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكد فيه الرئيس التركي أن أولوية أنقرة هي حماية الهدوء على حدودها، داعيًا نظام دمشق إلى الانخراط في عملية سياسية حقيقية وليس التصعيد.
وتأتي تلك الاتصالات في أعقاب ترجيحات إيرانية، بانطلاق محادثات تحتضنها الدوحة، تضم قطر وإيران وروسيا وتركيا، لبحث الوضع في سوريا تحت سقف "اجتماعات استانة".
من جانبها، دعت دولة قطر الأطراف المتصارعة للعودة إلى القرارات الدولية، مؤكدة عبر المتحدث باسم الخارجية، ماجد الأنصاري، أن الموقف القطري يتعلق منذ اليوم الأول بالشعب السوري.
كما أعرب الأنصاري عن أمله في أن تعود الأطراف إلى طاولة المفاوضات والحوار وتتفق إلى حل سياسي يتوافق مع مقررات "جنيف 1"، وقرارات الأمم المتحدة.
الوضع الميداني
ميدانيًا، دخلت الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية يومها السابع، لتمتد باتجاه مدينة حماة. ومن بين القرى والبلدات التي سيطرت عليها الفصائل؛ قرى أبو لفة والمستريحة وبيوض وثروت الرهجان وسرحا الشمالية وسرحا الجنوبية إلى جانب بلدة معرشحور الاستراتيجية على تخوم المدينة.
وتشنّ فصائل المعارضة منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني هجومًا مباغتًا في شمال غرب سوريا أطلقت عليه اسم "ردع العدوان".
وسيطرت هذه القوات على عشرات البلدات وعلى قسم كبير من حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، وتواصل تقدّمها جنوبًا.
وأفادت وكالة "الأناضول"، بأن الفصائل المناهضة للنظام تتقدم إلى مركز مدينة حماة من ثلاث محاور، وباتت على بعد 4 كيلومترات من ضواحي المدينة.
ولاحقًا سيطرت الفصائل المسلحة على عدة مواقع جديدة على تخوم حماة، أبرزها مدرسة المجنزرات واللواء 87، فيما نفذت مروحية للنظام السوري قصفًا على مواقع للمعارضة في قرية معردس الواقعة شمال المدينة، فيما أكدت "الأناضول" أن النظام السوري بدأ بإفراغ المصارف ومكاتب الصرف في مدينة حماة.