حثت السلطات الإقليمية المدنيين اليوم الإثنين على إخلاء مدينة ليسيتشانسك في شرق أوكرانيا بصورة عاجلة، مع تعرضها لهجوم القوات الروسية.
وكتب سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك على تطبيق تلغرام للمراسلة: "أعزائي سكان مدينة ليسيتشانسك وأقاربهم، نظرًا للتهديد الحقيقي للحياة والصحة، ندعوكم للإخلاء العاجل".
وأضاف أن الوضع في ليسيتشانسك "صعب للغاية"، لكنه لم يذكر عدد المدنيين الذين بقوا هناك. وكان يعيش حوالي 100 ألف شخص في المدينة قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.
وكان غايداي قد صرّح في وقت سابق اليوم الإثنين، أن ليسيتشانسك تعرضت لأضرار "كارثية" جرّاء القصف حيث استهدفت القوات الروسية المدينة في أعقاب سقوط سيفيرودونيتسك المجاورة في مطلع الأسبوع.
"معركة شرسة"
والسبت، حقّقت القوات الروسية تقدمًا في شرق أوكرانيا إذ استولت، بعد معركة شرسة، على مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية ودخلت مدينة ليسيتشانسك المجاورة.
وأكد حاكم منطقة لوغانسك مساء السبت احتلال سيفيرودونيتسك مؤكدًا أن المدينة "دمرت بنسبة 90% وسيكون من الصعب جدًا البقاء فيها". وأضاف أن الروس عيّنوا "قائدًا" لهذه المدينة التي لا يمكن الهروب منها إلا "عبر الأراضي المحتلة".
وفي الوقت نفسه قال انفصاليون موالون لموسكو: إن القوات الروسية وحلفاءها دخلوا ليسيتشانسك التي تقع قبالة سيفيرودونيتسك.
وسيسمح الاستيلاء على المدينتين لروسيا بالسيطرة على كامل منطقة لوغانسك في حوض دونباس الغني بالمناجم.
مجموعة السبع ستزيد العقوبات على روسيا
ولكبح آلة الحرب الروسية، ستشدد دول مجموعة السبع التي تعقد قمة في ألمانيا الخناق على الاقتصاد الروسي من خلال وضع "آلية تحديد سقف لسعر النفط الروسي على مستوى العالم"، حسبما أفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض الإثنين.
وأضاف المسؤول نفسه لوكالة "فرانس برس" أن قادة الدول والحكومات المجتمعين في بافاريا في جنوب ألمانيا "قريبون جدًا من قرار يطلبون فيه من وزرائهم وضع آليات عاجلة من أجل وضع سقف لسعر النفط الروسي على المستوى العالمي".
وأوضح خلال لقاء مع صحافيين أن هذه الآلية التي لم تحدد معالمها بعد تمر "عبر الخدمات" المحيطة بتصدير النفط الروسي.
وأكد هذا المسؤول أن هذا المشروع يتطلب "الكثير من التنسيق" بين الدول ومع القطاع الخاص.
وقد تكون عبارة "خدمات" تشير خصوصًا إلى نقل النفط الروسي عبر السفن، وإلى عقود التأمين حول هذه الشحنات.
"وقف المصدر الرئيسي للأموال الجديدة"
وشدد على أن "الهدف من ذلك هو وقف المصدر الرئيسي للأموال الجديدة (للرئيس الروسي فلاديمير بوتين)" مع "التخفيف" في الوقت ذاته من تأثير الحرب في أوكرانيا على أسعار الوقود التي تشهد ارتفاعًا قويًا في العالم.
وأضاف أن دول مجموعة السبع "ستستمر بشكل منسق بتقليص إمكان حصول روسيا على موارد صناعية حيوية" ولا سيما في مجال الدفاع الذي استهدفته واشنطن من الآن "بقوة" من خلال فرض عقوبات على كبرى الشركات الروسية العامة.
ويعني ذلك عمليًا عجز هذه الشركات عن استيراد سلع أميركية ولا سيما مكونات تكنولوجية.
ومنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا تسعى الدول الغربية إلى منع روسيا تدريجًا من الوصول إلى مزودين غربيين تحتاجهم لصناعاتها ولا سيما مصانع الأسلحة.
وشدد المسؤول الأميركي على أن مجموعة السبع ستنسق في ما بينها "لاستخدام الضرائب الجمركية على المنتجات الروسية، بغية مساعدة أوكرانيا".
وأشار إلى أن الدول الصناعية الكبرى سبق واتفقت على فرض ضرائب أكبر على الصادرات الروسية من خلال حرمانها من نظام ضريبي تفضيلي كانت تستفيد منه سابقًا.
وقال أيضًا: إن دول مجموعة السبع ستفرض عقوبات "على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك جرائم الحرب".
وانطلقت الأحد في منتجع قصر "إلماو" على جبال الألب جنوبي ألمانيا اجتماعات مجموعة السبع، في وقت تتصدر الحرب الروسية الأوكرانية، والأزمات الاقتصادية الناجمة عنها، جدول أعمال القمة.
وتتألف مجموعة السبع من إيطاليا، ألمانيا، الولايات المتحدة، فرنسا، كندا، اليابان، وبريطانيا، وهي تشكل ما نسبته قرابة 38% من الناتج الإجمالي العالمي.