الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

الهجوم الروسي مستمر.. كييف: أي "تسوية" مع موسكو ستعرض للاستفتاء

الهجوم الروسي مستمر.. كييف: أي "تسوية" مع موسكو ستعرض للاستفتاء

Changed

تقرير لـ "العربي" يعرض للأهمية الإستراتيجية لمدينة ماريوبول (الصورة: غيتي)
يتواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الـ 26، في وقت قال الكرملين إن محادثات السلام بين موسكو وكييف لم تسفر عن أي انفراجة كبيرة بعد.

يوم آخر في عمر الهجوم الروسي على أوكرانيا يرسم مزيدًا من الدمار على ملامح البلاد، التي تشهد حربًا مستعرة منذ الرابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي.

تطلق الآلة العسكرية الروسية مقذوفاتها برًا وبحرًا، وعن أحد أهدافها قالت وزارة الدفاع في موسكو إنه مركز تدريب للمرتزقة الأجانب والتشكيلات القومية الأوكرانية طالته صواريخها من طراز كروز.

في غضون ذلك كانت قطع من البحرية الروسية تقصف سواحل أوديسا، وتحتدم المعارك بمناطق أخرى من بينها محيط كييف.. العاصمة التي استُهدف مركز تجاري فيها، قالت روسيا لاحقًا إنه يُستخدم مخزنًا للسلاح.  

ووسط هذه الأجواء، عُقدت جولة أخرى من المفاوضات بين الروس والأوكرانيين عبر رابط فيديو لمدة 90 دقيقة، على ما أفاد أحد أعضاء الوفد الأوكراني.

لكن الكرملين أشار إلى أن محادثات السلام بين موسكو وكييف لم تسفر عن أي انفراجة كبيرة بعد، ودعا الدول التي يمكنها التأثير على أوكرانيا إلى استخدام نفوذها لكي تظهر كييف توجهًا أكثر إيجابية في المفاوضات.

وفي العاصمة الأوكرانية، كان الرئيس فولوديمير زيلينسكي يؤكد أن أي "تسوية" في إطار المفاوضات مع روسيا لوضع حد للنزاع ستُعرض على استفتاء شعبي في بلاده.

كما شدد وزير خارجيته دميترو كوليبا على أن "هناك حاجة لعقوبات جديدة قريبًا على موسكو، ستكون الأسبوع المقبل".

وفي هذا السياق، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الاتحاد مستعد لفرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا.

غير أن موسكو من جهتها، نبهت إلى أن أوروبا ستتعرض لضربة شديدة في حالة فرض حظر على النفط الروسي، مما سيضر بتوازن الطاقة في القارة، لكنه لن يؤثر على الولايات المتحدة.

وإلى أوكرانيا وجهت إنذارًا أخيرًا من أجل استسلام مدينة ماريوبول المحاصرة وإلقاء القوات الأوكرانية سلاحها، وهو ما رفضته كييف، التي شددت على أن الأمر غير وارد. 

أما باتجاه واشنطن، فقد استدعت روسيا سفير الولايات المتحدة الأميركية لديها للاحتجاج على تصريحات الرئيس جو بايدن التي وصف فيها نظيره بوتين بأنه "مجرم حرب" بسبب هجومه على أوكرانيا، مشيرةً إلى أنها دفعت العلاقات الروسية-الأميركية إلى "حافة القطيعة".

التطورات في الميدان

بالعودة إلى التطورات الميدانية، فقد تواصلت الاشتباكات في اليوم السادس والعشرين من عمر الهجوم على أوكرانيا.

وفي كييف، فرضت السلطات الأوكرانية حظر تجوّل ابتداءً من الساعة الثامنة من مساء الإثنين وحتى السابعة من صباح الأربعاء، على ما أفاد مراسل "العربي".

وشرح المراسل أن السلطات أصدرت هذا القرار بسبب ما وصفته بـ"أوضاع خطيرة في كييف"، التي تعرّضت لقصف مدفعي وصاروخي استهدف أخيرًا أحد المراكز التجارية في منطقة بودول وأسفر عن مقتل 8 أشخاص على الأقل.

وقال إن المحاور في محيط العاصمة ما زالت مشتعلة، أما قلبها فلم يتمكن الجيش الروسي من الدخول إليه.

إلى ذلك، ذكر المراسل أن القوات الأوكرانية استعادت مدينة ماكاريف قرب العاصمة، مشيرًا إلى أنها أعادت رفع العلم الأوكراني على مقر مجلسها المحلي.

وتعرضت مقاطعة ريفني في الشمال الغربي لأوكرانيا على الحدود البيلاروسية لقصف صاروخي روسي، بحسب المراسل.

وقد تحدث أيضًا عن مقتل ثلاثة مدنيين في قصف مدفعي عنيف على مدينة سومي في الشمال الشرقي لأوكرانيا.

من ناحيته، قال حاكم منطقة زابوريجيا الأوكرانية إن قذائف أصابت حافلات لإجلاء المدنيين من مناطق خط الجبهة اليوم الاثنين، وإن أربعة أطفال أُصيبوا في حوادث متفرقة.

أما في أوديسا، فقد أفاد مراسل "العربي" أن سواحل المدينة الغربية تعرّضت لقصف من جانب قطع بحرية روسية، طال عددًا من المنشآت وخلّف أضرارًا في البيوت.

وفي سياق آخر، تم اليوم تفريق مظاهرة نظمها مقيمون في مدينة خيرسون، التي تحتلها القوات الروسية، بنيران من أسلحة آلية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى سقوط جريح على الأقل، بحسب مقاطع فيديو نشرتها وسيلتا إعلام محليتان.

ودان وزير الخارجية الأوكراني "مجرمي الحرب الروس"، الذين "أطلقوا النار على أشخاص عزّل، يتظاهرون سلميًا ضد الغزاة"، على حدّ وصفه.

إنسانيًا، كشفت الأمم المتحدة اليوم الإثنين أن حوالي 3.5 ملايين شخص فرّوا من أوكرانيا منذ بداية الهجوم الروسي. 

وغادر عشرة ملايين شخص، أي ربع سكان أوكرانيا تقريبًا، منازلهم هربًا من الحرب "المدمّرة" التي تشنّها روسيا، وفق ما أعلن أمس الأحد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.

بدوره، أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 925 مدنيًا منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

بينيت يرفض "المقارنة"

من ناحية أخرى، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، مقارنة الرئيس الأوكراني ما يجري في بلاده، بـ"المحرقة النازية".

وقال بينيت لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "أنا شخصيًا أعتقد أنه لا ينبغي مقارنة المحرقة النازية الهولوكوست، بأي شيء، إنه حدث فريد في تاريخ الشعوب، في تاريخ العالم، الإبادة المنهجية للناس، في غرف الغاز؛ كان أمرًا غير مسبوق".

وكان زيلينسكي قد انتقد ضمنًا إسرائيل على خلفية موقفها "الرمادي" من الحرب على بلاده، داعيًا إياها إلى أن تتخذ "خيارها" وتدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.

وقال رئيس أوكرانيا، الذي لطالما شدد على انتمائه إلى الديانة اليهودية، خلال خطاب وجهه للبرلمان الإسرائيلي "الكنيست" عبر رابط فيديو أمس: "لقد اتخذت أوكرانيا خيارها قبل 80 عامًا بإنقاذ اليهود"، مشبّهًا في عدة نقاط أتى على ذكرها، الهجوم الروسي لبلاده بـ"المحرقة النازية".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close