الإثنين 25 مارس / مارس 2024

الهلال الأحمر القطري.. أكثر من 4 عقود من المساعدات الإنسانية دون تحيّز

الهلال الأحمر القطري.. أكثر من 4 عقود من المساعدات الإنسانية دون تحيّز

Changed

حلقة من "خليج العرب" تلقي الضوء على جهود الهلال الأحمر القطري الإنسانية
على مدى أكثر من 4 عقود، أطلقت جمعية الهلال الأحمر القطري العديد من المشروعات التطوعية في مجال الرعاية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي والتعليم والصحة والمياه.

وفق شعار نفوس آمنة وكرامة مصونة ورؤية يكون الضعيف فيها آمنًا والقوي ناصرًا، وبناء على رسالة يتعاون فيها الجميع لمواجهة الأزمات، بنى الهلال الأحمر القطري إستراتيجيته التي يسير وفقها منذ أربعة عقود.

وتهدف جهود جمعية الهلال الأحمر القطري منذ نشأتها قبل 4 عقود، إلى مساعدة الأفراد والمجتمعات الضعيفة دون تمييز، ليستفيد منها ملايين الناس في أكثر من 41 دولة حول العالم.

تعزيز مفهوم الأمن الدولي

وتخوض جمعية الهلال الأحمر القطري غمار العمل الإنساني الخيري منذ تأسيسها، وهي عضو في الحركة الإنسانية الدولية، التي تشمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وشبكة من الجمعيات الوطنية في أكثر من 190 بلدًا حول العالم، إضافة لعدد من المنظمات الإقليمية والإسلامية مثل اللجنة الإسلامية للهلال الدولي والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.

وتقوم الجمعية على عدة مبادئ أهمها الدبلوماسية الإنسانية والعمل على أنسنة التشريعات، فلا تميّز بين الناس على أساس اجتماعي أو اقتصادي أو عرقي، كما تستمع للنداءات الإنسانية وتساعد الشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والحروب، فضلًا عن التوعية بالكوارث والأزمات وتعزيز مفهوم الأمن والسلم الدوليين.

وعلى مدى أكثر من 4 عقود، أطلقت جمعية الهلال الأحمر القطري العديد من المشروعات التطوعية في مجال الرعاية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي والتعليم والصحة والمياه، في الدول التي شهدت كوارث ونزاعات مسلحة.

ووصلت مساعدات الجمعية إلى أكثر من 41 دولة في مختلف المناطق الساخنة من العالم، من خلال شبكة متطوعين وبعثات تقدم الخدمات الإغاثية داخل قطر وخارجها، ليشكل الهلال الأحمر القطري أحد روافد التنمية المستدامة وفق رؤية قطر 2030.

وتضم الجمعية داخل قطر 22657 متطوعًا ومتطوعة، إضافة إلى 13 مكتبًا وبعثة تمثيلية خارجها. وخلال 5 أعوام، استفاد 7.6 ملايين شخص من تقديمات الجمعية داخل قطر، و38.3 مليون شخص في 41 بلدًا حول العالم.

متابعة يومية للأحداث

في هذا السياق، يوضح المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري فيصل محمد العمادي أن "الجمعية أنشئت عام 1978 وانضمت إلى الكثير من المنظمات الدولية والعالمية، والتحقت عام 1981 بالاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر، كما باتت عضوًا في الكثير من المنظمات مثل الهلال الأحمر الإسلامي الدولي والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر".

ويشدد العمادي، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، على "أننا دائمًا على أهبة الاستعداد لأي كارثة في العالم، ولدينا مركز إدارة للمعلومات والأزمات، نتابع عبره الأحداث اليومية حول العالم، ولهذا السبب دائمًا ما نكون في طليعة المساعدين في الميدان".

ويشير إلى أن الجمعية تمتلك مخزونًا جاهزًا للمساعدة، يضم مواد غذائية وخيمًا ومولدات كهربائية وكل التجهيزات التي يمكن الاستفادة منها خلال الكوارث.

ويقول: "عقب أزمة كورونا، استفدنا من تطوع أعداد كبيرة من الأشخاص، حتى وصل عدد المتطوعين اليوم في الجمعية إلى 22 ألف شخص، في حين لم يكن لدينا ربع هذا العدد قبل الجائحة".

ويضيف: "نقوم بدورات تأهيلية وتدريبية للمتطوعين، حيث يصبح كل فرد مدربًا لجانب معين من الكوارث، وتصبح لدينا فئات جاهزة وفق الأزمة".

الحفاظ على استدامة البيئة

وحول مبادئ الجمعية واستعداداتها، يؤكد العمادي أن "ما يميّزنا هو الاستعداد المبكر للأزمات، فمثلًا نمتلك مشروعات جاهزة لبعض الأزمات المتوقعة، مثل برنامج الشتاء الدافئ".

ويقول: "في دول معينة، نعلم أن الشتاء سيكون قاسيًا على السكان، لذا نحن لا ننتظر غرق المواطنين حتى نتدخل، بل نقوم بالسفر إلى هذه الدول ونساعد المواطنين ونعطيهم التجهيزات اللازمة لمواجهة الكوارث".

ويضيف: "حفاظًا على البيئة، نقوم بتقليل استخدام الفحم والمواد الملوثة، لكي نصل على المدى الطويل إلى إستراتيجية تعتمد على مشروعات التنمية المستدامة".

وحول التنسيق مع باقي المؤسسات والجمعيات الدولية، يوضح المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري أنه "عند توجهنا إلى أي بلد، نقوم بالتعاون مع الدول والمنظمات بهدف التكامل في مساعدة الناس".

ويتابع قائلًا: "لم يقتصر عملنا يومًا على الدول القريبة أو العربية، بل مؤخرًا كنا في بنغلاديش والفلبين، ولن نتوانى عن التواجد في أي دولة والتنسيق مع كل الجمعيات، ونحن نلبي كل نداء استغاثة نتلقاه".

المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري فيصل محمد العمادي
المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري فيصل محمد العمادي

العمل مع الأجيال الجديدة

من جهة أخرى، يشرح العمادي إستراتيجية الجمعية في تطوير كفاءات الجيل الجديد في التعامل مع البيئة، مشيرًا إلى "أننا أطلقنا منذ أكثر من 10 سنوات برنامج الهلال الأحمر المدرسي، وهدفه تطوير إمكانات الطلاب على التعامل مع الكوارث الطبيعية".

ويشير إلى أن "الطلاب والأساتذة قدموا مساعدات كبيرة أثناء جائحة كورونا، ما أثبت كفاءة هذا البرنامج الذي نقدمه".

يقول: "نحن نغرس عبر هذا البرنامج في الطلاب كيفية التعامل مع الطبيعة، لكي يصبح عندما يكبر أكثر معرفة في التعامل مع البيئة لتقليل الانبعاثات الملوثة".

ويضيف: "الهلال الأحمر القطري هو أحد مؤسسات دولة قطر، ومن الضروري أن نتعامل وفق رؤية الدولة، لنكون متناغمين مع نفس التوجه والرؤية والإستراتيجية والسياسة الخارجية للدولة".

مشاهد إنسانية

وعلى صعيد آخر، يتطرق العمادي إلى موضوع المشاهد الإنسانية على أرض الواقع، حيث يشير إلى أنه "مهما حاول الشخص أن يوصل صورة عن الأحداث التي تحصل في الميدان، فلن يتمكن من ذلك".

ويضيف: "قبل دخولي للعمل الإنساني والخيري، كنت أرى أحداثًا كثيرة، وبطبيعة الحال كنت أتألم من الصور، لكن عند وصولي إلى الميدان، كان الشعور مختلفًا كليًا، والمشاهد الإنسانية التي رأيتها من الصعب نقلها".

ويلفت إلى "أننا دائمًا ما ندعو المتبرعين للنزول إلى الميدان لرؤية الأوضاع مباشرة، فهناك لذة في المساعدة لا يمكن الشعور بها إلا في الميدان".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close