الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

الوسيط الأميركي يحط في لبنان.. النزاع البحري مع إسرائيل على الأجندة

الوسيط الأميركي يحط في لبنان.. النزاع البحري مع إسرائيل على الأجندة

Changed

تناولت حلقة "تقدير موقف" أبعاد أزمة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ودلالات التوقيت (الصورة: تويتر)
قبل ساعات من وصول هوكشتاين اليوم الإثنين، استضاف عون مجموعة من البرلمانيين المستقلين الذين أصروا على أن يحتفظ لبنان بالخط 29 كموقف تفاوضي له.

في وقت يشكل فيه النزاع حجر عثرة على طريق إتمام صفقات دولية جديدة لسد النقص في ورادات الطاقة عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا، وصل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، اليوم الإثنين، لإجراء مباحثات مع مسؤولين لبنانيين بخصوص نزاع حدودي بحري مع إسرائيل حول تطوير حقل غاز.

واستدعى لبنان هوكشتاين إلى بيروت بعد اعتراضه على وصول سفينة تديرها شركة إنرجيان ومقرها لندن إلى حقل غاز قبالة الساحل في الخامس من يونيو/حزيران الجاري لتطوير حقل غاز يعرف باسم كاريش، الذي تزعم إسرائيل أنه يقع داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة، بينما تؤكد بيروت أن الحقل يقع في مياه متنازع عليها، ولا ينبغي تطويره حتى يختتم البلدان محادثاتهما غير المباشرة لترسيم حدودهما البحرية.

وفشلت تلك المحادثات العام الماضي، بعد أن وسع لبنان المساحة التي يطالب بها بنحو 1400 كيلومتر مربع في المنطقة المتنازع عليها من الحدود المعروفة باسم "الخط 23" جنوبًا إلى "الخط 29" بما في ذلك جزء من حقل كاريش.

وللتغلب على ذلك الوضع اقترح هوكشتاين في حينه مبادلة ميدانية من شأنها إنشاء حدود على شكل حرف إس بدلا من خط مستقيم، لكن لبنان لم يوافق رسميًا على الاقتراح، بحسب مصادر رسمية.

وقال مسؤولون لرويترز: إن هوكشتاين سيلتقي في أول زيارة له إلى لبنان منذ المحادثات المعلقة بوزير الطاقة المؤقت وليد فياض ونائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب، على أن يلتقي صباح غد الثلاثاء بالرئيس ميشال عون.

موقف تفاوضي ثابت

وقبل ساعات من وصول هوكشتاين اليوم الإثنين، استضاف عون مجموعة من البرلمانيين المستقلين الذين أصروا على أن يحتفظ لبنان بالخط 29 كموقف تفاوضي له.

لكن النائب مارك ضو، الذي حضر الاجتماع، قال إن عون أبلغ النواب بأنه "لا يمكنه الإصرار على الخط 29" كنقطة انطلاق.

وقال ضو لرويترز: "أبلغنا الرئيس عون أن لبنان ليس لديه الأسس الفنية لبناء قضية للخط 29 لأن الحكومات السابقة فشلت في تقديم وثائق رسمية للحفاظ على هذا الموقف".

وقال آلان عون، النائب عن التيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس: إن لبنان سيقدم "عرضًا مضادًا" لاقتراح هوكشتاين لكنه لم يذكر تفاصيل.

في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد مصادر بديلة لإمدادات الطاقة والحد من الاعتماد على روسيا عقب الهجوم على أوكرانيا، وصلت اليوم الإثنين، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الإيطالي  ماريو دراغي إلى إسرائيل بغرض إجراء مباحثات حول الطاقة.

لكن إنتاج إسرائيل للغاز لن يكون سهلًا في ظل نزاعها الحدودي البحري مع لبنان فيما ما زال البلدان في حالة حرب رسميًا، إذ يجري البحث عن كيفية مدى أوروبا بالغاز في ظل مضي الرئيس الروسي فلادمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا منذ 113 يومًا.

وأمام هذه المعطيات توجد تحديات تتمثل في عدم وجود خط أنابيب يربط الحقول البحرية الإسرائيلية بأوروبا. ولذلك يوجد مقترح بمد خط أنابيب يربط حقول الغاز الإسرائيلية بكل من قبرص واليونان والمعروف بمشروع شرق المتوسط "إيست ميد".

تعجيل مسار المفاوضات

وفي هذا الإطار، يرى الباحث في مركز الجزيرة للدراسات المتخصص في شؤون المشرق العربي شفيق شقير أنّ إسرائيل تهدف إلى تعجيل مسار المفاوضات، ولا سيما أنّ الظرف الدولي بالذات يساعدها، في ظل حاجة أوروبا إلى الغاز في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية، ما قد يمنحها تفهّمًا دوليًا مصلحيًا.

ويلفت في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، إلى وضع لبنان السيئ جدًا الذي يسهم في هذه الخلاصة، حيث تقدّر إسرائيل بأنّ لبنان لن يستطيع الصمود كثيرًا فهو بحاجة أيضًا إلى الغاز، ما يدفعه أيضًا إلى السعي نحو تعجيل مسار المفاوضات.

ومع وصول سفينة يونانية لإنتاج الغاز الطبيعي إلى حقل كاريش تحت حماية الجيش الإسرائيلي وبطاريات القبة الحديدية بنسختها البحرية، بات الموقف اللبناني أصعب بمعنى أن أيّ موقف موحّد اليوم بعد الخطوة الإسرائيلية يحتاج إقرارًا جديدًا من حكومة نجيب ميقاتي.

وتلك خطوة تبدو أكثر صعوبة في ظلّ مشهد برلماني جديد تتعالى فيه أصوات أطراف نيابية دخلت حديثًا للمجلس وتخوض مواجهة مع الطبقة السياسية التقليدية وتحمّلها مآلات الوضع في لبنان، وهو ما يفسّر دعوة رئيس البرلمان نبيه بري الحكومة إلى الاجتماع واتخاذ قرار بالإجماع وإرساله إلى الأمم المتحدة.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة