الإثنين 30 Sep / September 2024

اليمين المتطرف يستغل الاحتجاجات.. اعتقالات واسعة بعد ليلة عنيفة في فرنسا

اليمين المتطرف يستغل الاحتجاجات.. اعتقالات واسعة بعد ليلة عنيفة في فرنسا

شارك القصة

نافذة ضمن "العربي" تناقش المشهد الفرنسي وانعكاسات الأحداث الأخيرة سياسيًا (الصورة: غيتي)
يحذر حقوقيون من أن تصب الأحداث التي تشهدها فرنسا في مصلحة الأحزاب اليمينية المتطرفة بعد اعتقال المئات جراء أعمال الشغب والاحتجاجات.

أوقفت الشرطة الفرنسية 994 شخصًا في أرجاء البلاد، خلال المواجهات التي تواصلت لليلة الرابعة على التوالي، على خلفية مقتل فتى من أصول عربية برصاص الشرطة على ما أعلنت وزارة الداخلية اليوم السبت.

وقالت الوزارة في حصيلة لا تزال مؤقتة إن "79 شرطيًا ودركيًا أصيبوا بجروح" خلال أعمال الشغب "التي تراجعت حدتها".

وأضاف المصدر نفسه أن النيران أضرمت في حوالي 1350 سيارة، فيما تعرض 234 مبنى للحرق، أو التخريب وأحصي 2560 حريقًا على الطرقات العامة.

ونشرت فرنسا 45 ألف شرطي ودركي مدعومين بآليات مدرعة لضبط أعمال الشغب، التي اندلعت إثر مقتل المراهق نائل البالغ 17 عامًا برصاص شرطي، خلال تدقيق مروري في إحدى ضواحي باريس يوم الثلاثاء الماضي.

وأصيب الفتى نائل برصاصة قاتلة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة أثناء عملية التدقيق المروري. ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عامًا تهمة القتل العمد.

وأثارت القضية الجدل من جديد بشأن إجراءات إنفاذ القانون في فرنسا، حيث تمّ تسجيل 13 حالة وفاة في عام 2022 بعد رفض الامتثال لأوامر الشرطة.

خطاب اليمين المتطرف

وقال كمال طربية الكاتب والباحث في مركز جنيف للدراسات السياسية، في حديث إلى "العربي"، إن اليمين الفرنسي يكسب من الاحتجاجات التي تجتاح البلاد، حيث دعت مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية إلى فرض حالة الطوارئ، بينما طالب إريك زمور بإنزال الجيش إلى الشارع.

وشكل السباق الانتخابي إلى الرئاسة، العام الماضي، فرصة لمواقف متطرفة ومناهضة للمسلمين في فرنسا، ولا سيما بين مرشحي اليمين مارين لوبان وإيريك زمور اللذين اتفقا على أن الأجانب والمسلمين يشكلون تهديدًا حضاريًا للأمة. 

ودافع زمور على تبنيه مصطلح الاستبدال الكبير، ويعني عملية ممنهجة من أجل استبدال المواطنين غير البيض والعرب في فرنسا، بمهاجرين من ذوي البشرة البيضاء.

"انقلاب المشهد"

وأوضح طربية، أن جمهورًا فرنسيًا كبيرًا تعاطف بشكل واسع مع مقتل الشاب نائل، إنما ما حدث بعدها من إشعال الشارع، صب في مصلحة اليمين المتطرف، ولا سيما أن هذا الأخير أشار بوضوح إلى سكان الضواحي من أصول عربية، ما جعل المشهد ينقلب بشكل تدريجي لإدانة أعمال الشغب، بحسب طربية. 

وأكد طربية، سريان الخطاب العنصري في فرنسا، إضافة إلى المعاملة العنيفة من قبل الشرطة تجاه الشبان المنحدرين من الأصول المهاجرة، لكن أعمال الشغب الأخيرة، ستضر بقضايا العدالة والمساواة والدمج المجتمعي التي يطالب بها أولئك الشبان، وستصب مشاهد أعمال التكسير والاعتداء على الممتلكات العامة في مصلحة الأحزاب اليمينية المتطرفة، حسب رأيه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close