ما زال تأثير انفجار مرفأ بيروت، الذي هزّ العاصمة اللبنانية في الرابع من أغسطس/ آب 2020، مستمرًا، ليس فقط بسبب المصاعب الكبيرة التي تواجهها التحقيقات، بل أيضًا لارتفاع أعداد ضحايا الكارثة بمرور ما يقرب السنتين على وقوعها.
ففد نعى "تجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرّري إنفجار مرفأ بيروت" اليوم الثلاثاء في بيان، المهندس رامي سعيد فواز (48 عامًا)، الذي "أسلم الروح بعد طول معاناة مع جراحاته إثر إصابته يوم 4 آب المشؤوم في الرأس"، نتيجة "سقوط لوح من الزجاج عليه".
وأشار التجمع إلى أن فواز هو أب لطفلين في الثالثة والخامسة من العمر، لافتًا إلى أنه "رحل تاركًا عائلة مفجوعة في ظل إهمال تام ومريب من كل المسؤولين في الدولة للجرحى".
وعاهد التجمع "الشهداء بالاستمرار في مسيرة تحقيق العدالة والمحاسبة عبر الوصول للحقيقة بجريمة تفجير مرفأ بيروت".
"لم ينته بعد"
وكان الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، والذي عزته السلطات إلى تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم من دون إجراءات وقاية، قد تسبّب بمقتل 215 شخصًا على الأقل، وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، عدا عن دمار واسع في العاصمة.
ويواجه التحقيق بالجريمة الكبرى مصاعب كبيرة، أدّت لتجميد عمل المحقق العدلي القاضي طارق بيطار.
وكان عداد ضحايا الانفجار قد استمر في الارتفاع في السنتين الماضتين. وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أفيد عن انضمام إبراهيم حرب إلى قافلة ضحايا انفجار المرفأ.
وبحسب وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي، فقد تبعه عباس مظلوم، ورندا رزق الله، وجوليا عودة، وريتا حرديني، وكلهم جرحى تعرضوا لإصابات بالغة جراء الانفجار.
وعلى إثر ذياع خبر رحيل فواز، تداعى مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي لنعيه. فكتب ريان: "4 أغسطس، هذا اليوم المشؤوم لم ينتهِ بعد".
رامي فوّاز ضحية جديدة انضم الى لائحة الضحايا بعد 20 شهر على تفجير مرفأ بيروت!! نتيجة تأثره بسقوط لوح قزاز على راسه يوم الانفجار. ٤ اب هاليوم المشؤوم ما انتهى بعد! pic.twitter.com/kjPM1gRYFI
— RYAN (@ryan___RK) April 19, 2022
وذكّر زياد الخليل بضرورة محاسبة "كل مغتصبي العدالة والتحقيق"، مردفًا بأنه "لا بد من نار جهنم لكل من كان يعلم أو خطط أو تآمر أو تقاعس أو نفذ هذه الجريمة ضد الإنسانية، التي دمّرت بيروت وقتلت المئات وجرحت الآلاف من أهلها".
رامي سعيد فواز رحمه الله. زهقت روحه بعد عذاب جراحه منذ 4 آب 2020 في #انفجار_مرفأ_بيروت لا بد من محاسبة كل مغتصبي #العدالة والتحقيق ولا بد من نار #جهنم لكل من #كان_يعلم او خطط او تآمر او تقاعس او نفذ هذه #الجريمة ضد الانسانية التى دمرت #بيروت وقتلت المئات وجرحت الآلاف من اهلها🇱🇧 pic.twitter.com/YDnOXjr7yf
— ziad elkhalil (@ZiadElkhalil) April 19, 2022
بدورها كتبت عبير جعجع: "يريدون هدم إهراءات القمح، الدليل الأساسي على جريمتهم، يريدون إخفاء معالمها ودفنها على غرار دفنهم للتحقيق، فيما لا يزال هناك شباب يموتون جراء هذا الانفجار بعد آلام وصراع طويل مع الموت".
بدهم يشيلو الإهراءات الدليل الأساسي عجريمتهم بدهم يخفو معالم الجريمة ويدفنوها متل ما دفنو التحقيق وفي بعد شباب عم تموت من ورا هالإنفجار من بعد ما داقت الوجع وصراع طويل مع الموت رامي فواز من بعد سنتين عالجريمة سلٌم روحو وفارق أكيد عدالة السما رح تنصفك #حاسبوهم pic.twitter.com/roFJM1NyPR
— Abir Bou Chmouni Geagea (@abirbouchmouni) April 19, 2022
وكان وزير الثقافة في لبنان محمد مرتضى قد أشار إلى أن مبنى صوامع القمح الذي عصف به الانفجار وحمل آثاره "غير قابل للترميم، ولا مانع من رفعه عن قائمة الأبنية التاريخية المحمية، شرط تأمين بديل ثقافي لحفظ ذكرى انفجار مرفأ بيروت، من خلال إقامة نصب تذكاري".
جاء ذلك فيما يعتبر جزء كبير من اللبنانيين، أن لمبنى الصوامع رمزية تدل على الفساد المستشري في الدولة اللبنانية، والذي أدى لانفجار المرفأ. كما يعترض ناشطون وأهالي الضحايا، الذين قضوا في الانفجار على هدمه كونه يقع ضمن مسرح الجريمة.