أعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع عدد الشهداء من اللبنانيين العائدين إلى قراهم جنوبي البلاد إلى 22 شهيدًا بينهم عنصر من الجيش اللبناني. كما جرح أكثر من 124 شخصًا.
وقالت الوزارة في بيان، إنّ "اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة أدت حتى الساعة إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 22 بينهم ست سيدات".
وأفادت بأن عدد الجرحى اللبنانيين بلغ "124 جريحًا بينهم 12 سيدة ومسعف من كشافة الرسالة خلال قيامه بواجبه الإنساني"، بحسب البيان.
وعاد سكان القرى الجنوبية مع انتهاء مهلة الستين يومًا التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار، رغم أن الجيش الإسرائيلي لم ينسحب بالكامل من الأراضي اللبنانية. ومنذ صباح اليوم الأحد، يواصل الدفاع المدني عمليات البحث عن جثامين الشهداء في عدد من قرى الجنوب.
وجراء الاعتداءات الإسرائيلية، سقط شهداء في بلدات العديسة وميس الجبل ومركبا وعيترون وبليدا وحولا. كما أطلق جيش الاحتلال النار على أهالي بلدة كفركلا الموجودين على طريق برج الملوك ما أدى لوقوع إصابات.
الجيش اللبناني يواكب عودة سكان الجنوب
من ناحيته، أكّد الجيش اللبناني أنه "يواكب عودة مواطنين إلى بلدات جنوبية وسط إمعان العدو في خرق سيادة لبنان واعتدائه على الأهالي".
وأعلن في بيان، استشهاد أحد العسكريين على طريق مروحين الضهيرة - صور، وإصابة آخر في بلدة ميس الجبل - مرجعيون، بعدما استهدفهم جيش الاحتلال في سياق اعتداءاته المتواصلة على المواطنين وعناصر الجيش في المناطق الحدودية الجنوبية.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي يتمركز في عدد من القرى الجنوبية ولاسيما في القطاع الشرقي، وفق ما أفاد مراسل التلفزيون العربي في كفركلا محمد شبارو. وقد أطلق جيش الاحتلال النار على أهالي كفركلا لدى محاولتهم الدخول إلى منازلهم، ما أدى لإصابة 5 أشخاص.
كذلك أعلنت بلدية كفرشوبا أنه بعد الإتصالات التي أُجريت مع الجيش اللبناني، بإمكان أهالي البلدة، ابتداءً من صباح غد الإثنين، العودة إلى منازلهم شرط الالتزام بعدم تجاوز حدود البلدة لجهات النجمة والعين والكروم والشميس والصوان وخلة شباط في الوقت الراهن، وطالبت البلدية السكان بالامتناع عن رفع الأعلام والصور الحزبية باستثناء العلم اللبناني.
"شعب شجاع"
وعبر منصة تلغرام، توجه حزب الله برسالة إلى الجنوبيين وقال:"أهلنا الشرفاء... أنتم اليوم تدهشون العالم من جديد، وتثبتون بحقّ، أنكم شعب أبيّ، وأنكم شعب وفي، وأنكم شعب شجاع".
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق النار بهدف إبعاد "مشتبهين وإزالة التهديد بعد اقترابهم" من قواته في مناطق متفرقة جنوبي لبنان. كما أفاد باعتقال عدد من "المشتبه بهم بعد اقترابهم" من قواته جنوبي لبنان وإخضاعهم لتحقيق ميداني، وفق قوله.
وقد جدّد لبنان دعوته المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف النار للتحرّك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من أراضيه التي لا تزال تحتلّها.
اليونيفيل تدعو لتجنب تدهور الوضع
كذلك أشارت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" في بيان، إلى أنها تشعر "بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بعودة المدنيين اللبنانيين إلى القرى التي لا يزال الجيش الإسرائيلي متواجدًا فيها ووقوع إصابات نتيجة للنيران الإسرائيلية".
وقالت: "بناءً على طلب القوات المسلحة اللبنانية، ينتشر جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل في المناطق التي حددتها القوات المسلحة اللبنانية في مختلف أنحاء منطقة عمليات البعثة لمراقبة الوضع والمساعدة في منع المزيد من التصعيد. ومع ذلك، فإن إدارة الحشود تقع خارج نطاق ولايتنا".
وأكّدت أنه "من الضروري تجنّب المزيد من التدهور في الوضع"، ودعت اليونيفيل السكان اللبنانيين إلى "الالتزام بتوجيهات الجيش اللبناني، التي تهدف إلى حماية الأرواح ومنع تصعيد العنف في جنوب لبنان".
وحثّت الجيش الإسرائيلي على تجنّب إطلاق النار على المدنيين داخل الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن تصاعد العنف يهدّد بتقويض الوضع الأمني الهشّ في المنطقة وآفاق الاستقرار التي بشّر بها وقف الأعمال العدائية وتشكيل حكومة في لبنان.
كذلك أكّدت اليونيفيل على "الأهمية الحاسمة للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وترتيبات وقف الأعمال العدائية من خلال الآليات المعمول بها". ويشمل ذلك الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من لبنان، وإزالة أي أسلحة أو أصول غير مصرّح بها جنوب نهر الليطاني، وإعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جميع انحاء جنوب لبنان وضمان العودة الآمنة والكريمة للمدنيين النازحين على جانبي الخط الأزرق، وفق اليونيفيل.
وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أميركية، يتوجّب على إسرائيل سحب قواتها خلال 60 يومًا من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في فجر 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).