امرأة تطمح للفوز بسباق البيت الأبيض.. ما لا تعرفونه عن كامالا هاريس
تقترب الديمقراطية كامالا هاريس من تحقيق حلم راودها قبل أربعة أعوام حين رجحت الكفة لجو بايدن. فبعد انسحاب الأخير من السباق الحالي إلى البيت الأبيض، تبدو هاريس الأوفر حظًا من بين المرشحين الديمقراطيين المحتملين لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
تمثل هاريس الاختلاف وتعوّل على دعم الديمقراطيين في مواجهتها المحتملة للمرشح الجمهوري دونالد ترمب.
وفي 20 يناير/ كانون الثاني 2021، أدت كامالا هاريس اليمين الدستورية نائبة للرئيس، وهي أول امرأة، وأول أميركية سوداء، وأول أميركية من جنوب آسيا يتم انتخابها لهذا المنصب.
وبحسب موقع البيت الأبيض، عملت هاريس بصفتها نائبة للرئيس، "على جمع الناس معًا لتعزيز الفرص وتوفير الخدمات للعائلات وحماية الحريات الأساسية في جميع أنحاء البلاد. لقد قادت النضال من أجل حرية المرأة في اتخاذ القرارات المتعلقة بأجسادها، وحرية العيش في مأمن من العنف المسلح، وحرية التصويت، وحرية شرب الماء النظيف واستنشاق الهواء النظيف".
كما شرعت هاريس في أكثر من اثنتي عشرة رحلة خارجية، وسافرت إلى أكثر من 19 دولة، واجتمعت مع أكثر من 150 من قادة العالم لتعزيز التحالفات العالمية المهمة، بحسب البيت الأبيض.
ويشير أيضًا إلى أنّها كانت شريكًا موثوقًا به للرئيس بايدن حيث عملا معًا على تحقيق إنجازات تُوصف بـ "الهائلة التي تغير حياة ملايين الأميركيين" في مجالات الاقتصاد والبطالة والصحة.
وفي مجلس الشيوخ، سجلت هاريس رقمًا قياسيًا جديدًا لأغلب الأصوات التي أدلى بها نائب الرئيس في التاريخ - متجاوزة الرقم القياسي الذي ظل قائمًا منذ ما يقرب من 200 عام. ويشمل ذلك الإدلاء بالتصويت الحاسم لتأمين إقرار قانون خفض التضخم التاريخي، وهو أكبر استثمار على الإطلاق في معالجة أزمة المناخ.
كما ترأست أيضًا التصويت لتثبيت أول امرأة سوداء، القاضية كيتانجي براون جاكسون، في المحكمة العليا.
نشأة كامالا هاريس
ولدت هاريس في أوكلاند بكاليفورنيا في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 1964 لأبوين مهاجرين. فوالدها دونالد من جاميكا، أمّا والدتها، عالمة سرطان الثدي، شيامالا جوبالان فهي هندية.
ورغم نشأتها في عائلة متنوعة الأديان، لكنها تأثرت بالديانة المسيحة أكثر من الهندوسية.
انفصل والداها عندما كانت في سن الخامسة ودرست في مدرسة ابتدائية في بيركلي.
تطورت شخصيتها السياسية في جامعة هوارد في واشنطن حيث درست المحاماة عام 1867، لكنها فشلت في امتحان المحاماة في المرة الأولى وتخطته في المرة الثانية.
تزوجت هاريس عام 2014 من المحامي الأميركي اليهودي دوغ إمهوف، وأصبحت "زوجة أب" لابنيه، وهو لقب لا يستهويها، فقد اختارت مع عائلتها لقب "مومالا"، بدلاً من "زوجة الأب" بحسب مقال نشر في مجلة "إيل" في عام 2019.
حياة مهنية حافلة لكامالا هاريس
بدأت هاريس حياتها المهنية عام 1990، حين انضمت إلى مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا حيث تخصصت في مقاضاة قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال.
وفي عام 2004، انتُخبت مدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو. كما أنشأت وحدة العدالة البيئية التابعة للمكتب وأنشأت برنامجًا رائدًا لتزويد مرتكبي جرائم المخدرات لأول مرة بفرصة الحصول على شهادة الثانوية العامة والعثور على عمل، وهو ما صنفته وزارة العدل الأميركية كنموذج وطني للابتكار في القانون.
وعام 2010، تم انتخاب نائبة الرئيس هاريس مدعية عامة لولاية كاليفورنيا وأصبحت أول امرأة وأول شخص أسود يتولى المنصب.
وخلال عملها "فازت بتسوية بقيمة 20 مليار دولار لسكان كاليفورنيا الذين تم حجز منازلهم وتسوية بقيمة 1.1 مليار دولار للطلاب والمحاربين القدامى الذين استغلتهم شركة تعليمية هادفة للربح. كما دافعت أيضًا عن قانون الرعاية الميسرة في المحكمة ونفذت القوانين البيئية"، بحسب البيت الأبيض.
وفي 2017، أدت اليمين الدستورية في مجلس الشيوخ الأميركي حيث "دافعت عن تشريعات مكافحة الجوع، وتخفيف الإيجارات، وتحسين الرعاية الصحية للأمهات، وتوسيع الوصول إلى رأس المال للشركات الصغيرة، وتنشيط البنية التحتية الأميركية، ومكافحة أزمة المناخ. كما استجوبت اثنين من المرشحين للمحكمة العليا أثناء عملها في اللجنة القضائية"، بحسب البيت الأبيض.
انتقادات طالت هاريس
وخلال رحلة هاريس المهنية التي تطمح لاستكمالها كسيدة البيت الأبيض "إذا ما حالفها الحظ"، واجهت هاريس سلسلة انتقادات كان أبرزها بسبب قضايا الماريجوانا التي عالجتها عندما عملت كمدعية عامة في كاليفورنيا، حيث اتُهمت بأنها سجنت أكثر 1500 شخص بسبب المخدر.
كما تعرضت هاريس لانتقادات بسبب أولى زياراتها الخارجية إلى المكسيك بعد أن أصبحت نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن عام 2021 بسبب ملف الهجرة.
وحديثًا، تواجه هاريس هجمات من قبل الجمهورين. فقد وصفها ترمب الأربعاء بأنها "مجنونة يسارية متطرفة". كما وصف جي دي فانس مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، هاريس بأنها من "صاحبات القطط اللواتي لم ينجبن أولادًا".
رؤية هاريس
وأعلنت هاريس من تكساس قبل أيام أن برنامجها سيضم ملفات التعليم والحق في الإجهاض وتسهيل الحصول على الرعاية الصحية.
وبحسب صحيفة "نيويورك نايمز"، تدعم هاريس أوكرانيا في حربها ضد روسيا التي تتهمها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. كما تدعم تايوان وترفض توسع النفوذ الصيني وترى بإفريقيا عائقًا ضد هذا التوسع، بحسب الصحيفة.
وتؤيد هاريس موقف بايدن الداعم لإسرائيل في حربها على غزة، لكنها لم تحضر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس قبل أيام.
وبعد أن التقت نتنياهو في واشنطن اعتبرت أن ما حدث خلال تسعة أشهر في غزة مدمّر، وقالت إنها "لن تصمت" أمام "المآسي التي لا يمكن غض النظر عنها".