الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

انتخابات الكويت.. تقدم كبير للمعارضة والمرأة تستعيد حضورها النيابي

انتخابات الكويت.. تقدم كبير للمعارضة والمرأة تستعيد حضورها النيابي

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على انتخابات مجلس الأمة الكويتي (الصورة: الأناضول)
أكدت نتائج الانتخابات التشريعية في الكويت فوزًا كاسحًا للرئيس الأسبق لمجلس الأمة أحمد السعدون، فيما سجّلت سابقة بفوز مرشحين هما داخل أسوار السجن.

أعلنت الكويت، صباح الجمعة، النتائج الرسمية لانتخابات البرلمان التي أفضت إلى اختيار نواب جدد لمجلس الأمة وأعادت 12 من المجلس السابق بنسبة تغيير بلغت 54 %.

وحققت المعارضة في الكويت تقدمًا كبيرًا في انتخابات مجلس الأمة بحصولها على حوالي 60% من مقاعد البرلمان، كما كشفت النتائج أيضًا عن تمكن المرأة الكويتية من استعادة مكانتها في المجلس بحصولها على مقعدين.

كما أكدت النتائج فوزًا كاسحًا للرئيس الأسبق لمجلس الأمة أحمد السعدون الذي تقدّم بفارق كبير عن أقرب منافسيه في الدائرة الثالثة.

ونشرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) قائمة النواب الجدد التي تنافس فيها 305 مرشحين ومرشحات في خمس دوائر انتخابية لاختيار 50 عضوًا لمجلس الأمة.

وبدأت أعمال فرز الأصوات عقب انتهاء عمليات التصويت مباشرة مساء أمس الخميس، وبث تلفزيون الدولة الكويتي عمليات الفرز من لجان الانتخابات عبر البث المباشر.

تغير بنسبة 54%

وشهدت الانتخابات حضورًا مرتفعًا أفضى إلى تغيير 54% من تركيبة المجلس السابق، وأعاد للمرأة حضورها في المجلس بنائبتين، بعد أن غابت عن مجلس 2020 لأول مرة منذ عام 2008، بحسب ما أوردته صحيفة القبس الكويتية.

وفي المحصلة النهائية، احتفظ 23 نائبًا من المجلس السابق بمقاعدهم، في حين دخل 27 نائبًا جديدًا إلى المجلس.

ودلت الرسائل الانتخابية التي أفرزتها الصناديق أيضًا على أن جمهور الشباب كان الفاعل في الحدث الانتخابي، وهو ما تمثل في عودة وجوه شبابية من مجلس 2020 ودخول وجوه شبابية جديدة.

ولم يقتصر التغيير على النواب، بل طال الوزراء المنتخبين الذين فقد 3 منهم مقاعدهم، الأمر الذي يثبت القاعدة بأن المقعد الوزاري يمثل خسارة للنائب، على الرغم من أن النائب المنتخب عيسى الكندري هو الوحيد الذي استطاع كسر هذه القاعدة.

تراجع قبائلي

وتقلَص مقاعد القبائل من 29 نائبًا إلى 22، ومن أبرز الشخصيات التي اكتسحت الانتخابات بحصوله على المركز الأول في دائرته الثالثة هو أحمد السعدون عراب مجلس الأمة الكويتي ورئيسه السابق.

كما قفز تمثيل الكتلة الشيعية في مجلس الأمة من 6 مقاعد في مجلس 2020 إلى 9 مقاعد مثلها النواب حسن جوهر، أسامة الزيد، أحمد لاري، صالح عاشور، خليل الصالح، شعيب علي شعبان، جنان بوشهري، خليل أبل، هاني شمس.

سابقة.. نائبان في السجن

في سابقة بتاريخ انتخابات مجلس الأمة في الكويت، تمكن مرشحان بالفوز بعضوية مجلس الأمة وهما داخل أسوار السجن المرشحان وهما مرزوق الخليفة (الدائرة الرابعة) وحامد البذالي (الدائرة الثانية).

واستطاعت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) الحفاظ على مقاعدها الإستراتيجية في الدوائر الثلاث الأولى، من خلال مرشحيها البارزين الثلاثة: أسامة الشاهين (الدائرة الأولى)، عبدالعزيز الصقعبي (الثالثة)، وحمد المطر (الثانية)، كما فاز اثنان من المقربين منها، وهما فلاح ضاحي (الثانية)، وعبدالله فهاد (الرابعة).

تعافي التيار السلفي

وتمكن المرشحون المحسوبون على التجمع الإسلامي السلفي حمد العبيد ومبارك الطشة من الفوز في السباق الانتخابي، بعد أن غاب التجمع عن مجلس الأمة منذ 2016، وتمكن من الفوز بمقعدين للنائبين.

كما تمكن النواب محمد هايف وعادل الدمخي وعمار العجمي من العودة إلى مجلس الأمة بعد خسارتهم في الانتخابات الماضية.

وجه جديد

ورغم ترشحها لأول مرة في انتخابات مجلس الأمة، حققت مرشحة الدائرة الرابعة موضي المطيري وهي منقبة، وحازت أكثر من 3 آلاف صوت، وهو رقم لافت لوجه جديد على الساحة السياسية.

عهد جديد للتعاون مع الحكومة الكويتية

وفي هذا الإطار، رأى مقدم البرامج في "العربي" داهم القحطاني أن اليوم الانتخابي يعتبر أحد أهم الأيام في تاريخ الكويت البرلماني، على اعتبار بأن الانتخابات هذه كانت ردًا على خطاب الأمير الذي ألقاه ولي العهد والذي وضع فيه خارطة طريق، مشيرًا إلى أن معظم المرشحين اعتمدوا الخطاب خارطة طريق بشكل علني، ودعوا إلى عهد جديد للتعاون مع الحكومة الكويتية.

وأضاف خلال حديثه من الكويت، أن هناك توجهًا شعبيًا جارفًا نحو عهد جديد من التعاون الحقيقي المبني على الثقة والبرامج وعلى الأرقام والبيانات الواضحة وعلى نسيان ما حدث في العهد السابق من أمور.

ولفت القحطاني إلى وجود شعور لدى بعض الدوائر في العملية الانتخابية السابقة، بأن الانتخابات لم تكن نتائجها دقيقة مئة في المئة بسبب انتشار المالي السياسي، ووجود الانتخابات الفرعية، وتمتع بعض المرشحين بأفضلية لدى المعاملات الحكومية.

وتابع أن الانتخابات اليوم، مختلفة عما سبق، فالنتائج التي يحرزها المرشح هي النتائج الحقيقية الشعبية، مشيرًا إلى وجود قلق لدى بعض المرشحين من خسارة الانتخابات أو الحصول على أرقام متدنية.

وأكد القحطاني أن الانتخابات في هذه المرحلة حقيقية وتنافسية، وأن نتائجها تعبر بالفعل عن رأي الشعب الكويتي في المرشحين.

وأوضح أن المعارضة في المجلس السابق أصبحوا الآن موالين ومؤيدين لخطاب الأمير وخارطة الطريق الواضحة وللإجراءات التي بدأت الحكومة في اتخاذها من خلال تغيير النظام الانتخابي.

وأكد أن الدوائر والسجلات الانتخابية أصبحت حقيقية ولا يوجد فيها تزوير أو تزييف أو نقل انتقائي، وشعور الناس بأن أصواتهم ستعبر عن حقيقة الواقع الكويتي.

وتأتي هذه الانتخابات إثر مرسوم أميري في الثاني من أغسطس/ آب الماضي تم بموجبه حل مجلس الأمة نظرًا لعدم التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية (الحكومة).

وتأسس مجلس الأمة الكويتي في 23 يناير/كانون الثاني 1963، ولا يصدر قانون في الكويت إلا إذا أقره المجلس وصدّق عليه أمير البلاد.

ويتمتع البرلمان الكويتي بسلطات واسعة، ويشمل ذلك سلطة إقرار القوانين ومنع صدورها، واستجواب رئيس الحكومة والوزراء، والاقتراع على حجب الثقة عن كبار مسؤولي الحكومة.

ولا توجد في الكويت أحزاب سياسية رسمية، لكن السلطة تتعامل مع الجماعات السياسية القائمة ولا تسعى لتقويضها أو التضييق عليها.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close