الخميس 3 أكتوبر / October 2024

انتخابات فرنسا.. ما هي سيناريوهات المشهد السياسي المحتملة؟

انتخابات فرنسا.. ما هي سيناريوهات المشهد السياسي المحتملة؟

شارك القصة

تمثل استقالة الرئيس إيمانويل ماكرون السيناريو الأكثر دراماتيكية- غيتي
تمثل استقالة الرئيس إيمانويل ماكرون السيناريو الأكثر دراماتيكية- غيتي
تهدد الانتخابات في فرنسا بزوال الاستقرار النسبي الذي خيّم على عقدين من عمل الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان في وئام.

تعيش فرنسا حالة من الإرباك السياسي الشديد في أعقاب قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة. 

وتهدد الانتخابات بزوال الاستقرار النسبي الذي خيّم على عقدين من عمل الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان في وئام.

ويتوقع أن لا يحصل أي من المعسكرات السياسية الرئيسية، التجمع الوطني اليميني المتطرف وتكتل الجبهة الشعبية الجديد اليساري أو الوسطيين بزعامة ماكرون، على غالبية مطلقة وأنها ستواجه صعوبة في تشكيل حكومة.

وبحسب "فرانس برس"، تتجه البلاد لواحد من أربعة سيناريوهات محتملة. 

"تعايش" بين رئيس وحكومة من معسكرين

تشير الاستطلاعات إلى أن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن المرشحة الرئاسية لثلاث مرات ورئيسه الحالي جوردان بارديلا، سيحصل على أكبر عدد من الأصوات بعد الجولة الثانية في 7 يوليو/ تموز.

وإذا ضمن التجمع الوطني وحلفاؤه غالبية في الجمعية الوطنية، سيجد ماكرون نفسه في "تعايش" بين رئيس وحكومة من معسكرين على طرفي نقيض. ومن المرجح أن يسود التعايش بين ماكرون وخصومه من اليمين المتطرف التوتر.

وفيما سيكون اليمين المتطرف قادرًا على تنفيذ جزء من برنامجه الداخلي، مثل الحد من الهجرة، فإن الرئيس وحده هو من يستطيع الدعوة إلى استفتاء أو تصويت على تعديلات دستورية. وقد يجد الرئيس الذي عادة ما يرسم السياسة الخارجية والدفاعية، يديه مكبلتين في حال عين التجمع الوطني وزيري دفاع وخارجية قوميين يعارضان نظرته للعالم.

حكومة ائتلاف

ورفضت فرنسا حكومات ائتلاف منذ الجمهورية الرابعة بعد الحرب (1946-1958) عندما شهدت  22 حكومة خلال 12 عامًا.

وسعى ماكرون منذ خسارته غالبيته البرلمانية في 2022، إلى تشكيل تحالفات في البرلمان على أساس تبادل الأصوات، أو فرض التشريعات بدون تصويت بدلاً من عقد حلف مع حزب آخر.

تشير الاستطلاعات إلى أن الحزب الذي تتزعمه مارين لوبن سيحصل على أكبر عدد من الأصوات بعد الجولة الثانية- الأناضول
تشير الاستطلاعات إلى أن الحزب الذي تتزعمه مارين لوبن سيحصل على أكبر عدد من الأصوات بعد الجولة الثانية- الأناضول

وقد يحاول حزب التجمع الوطني أو اليسار القيام بالشيء نفسه في حال عدم حصوله على غالبية، لكن حكومة أقلية من اليمين المتطرف أو اليسار، قد تخسر في تصويت على طرح الثقة.

وقال رئيس التجمع الوطني بارديلا إنه سيرفض أن يكون رئيسًا للحكومة ما لم يحصل على غالبية مطلقة.

من ناحيته، يأمل معسكر ماكرون أنه في حال أفضت الانتخابات إلى برلمان من دون غالبية، أن يتمكن من تشكيل ائتلاف مع المعتدلين من اليسار واليمين.

وفي إطار تواصله مع حلفاء محتملين لم يقدم حزب ماكرون مرشحين في 67 دائرة انتخابية يتنافس فيها مرشحو يمين الوسط أو يسار الوسط. لكن ماكرون قلّص خياراته بوضع حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف، على قدم المساواة مع اليمين المتطرف في ما يسميه "التطرف" في البلاد. 

حكومة تكنوقراط

ويتمثل خيار آخر في أن يعين ماكرون حكومة تكنوقراط يمكن أن تدعمها جميع الأحزاب.

ومن غير المؤكد إلى حد كبير ما إذا كان اليمين المتطرف أو اليسار سيدعم مثل هذه الخطوة التي من شأنها أن تسمح لماكرون بشراء الوقت لإدخال تغييرات على طريقته في الحكم.

استقالة ماكرون 

وستمثل استقالة ماكرون إذا واجه احتمال إزاحته من اليمين المتطرف أو اليسار المتشدد، السيناريو الأكثر دراماتيكية.

وفي الوقت الحالي يشير كلا المعسكرين إلى أنه بدلاً من العمل مع الرئيس على إخراج فرنسا من الشلل السياسي، فإنهما سيضغطان عليه للتنحي.

وكانت لوبن المتوقع أن تسعى لخلافة ماكرون في الانتخابات الرئاسية في 2027، قد حذّرت من أنه "لن يكون أمامه خيار سوى الاستقالة" في حال حدوث "أزمة سياسية".

لكن ماكرون تعهّد البقاء في منصبه حتى نهاية ولايته الثانية في 2027 مهما كانت النتيجة.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close