الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

انتخابات لبنان تنطلق رسميًا.. أي فرص للتغيير في المشهد السياسي؟

انتخابات لبنان تنطلق رسميًا.. أي فرص للتغيير في المشهد السياسي؟

Changed

نافذة خاصة ضمن "صباح جديد" حول الانتخابات النيابية اللبنانية وقراءة تحليلية مع الأستاذ في العلاقات الدولية فادي الأحمر (الصورة: غيتي)
توجهت أنظار جميع القوى السياسية التقليدية والمنبثقة عن المجتمع المدني نحو انتخابات المغتربين في الخارج، نظرًا لقدرتها على التأثير في النتائج النهائية.

انطلقت الانتخابات البرلمانية اللبنانية أمس الجمعة رسميًا، في مرحلتها الأولى مع المغتربين بالدول العربية وإيران، قبل جولة ثانية مرتقبة غدًا الأحد في سائر دول العالم، قبل أسبوع من "اليوم الموعود" المنتظر في داخل لبنان الأحد المقبل، في 15 مايو/ أيار.

وقد توجهت أنظار جميع القوى السياسية التقليدية والمنبثقة عن المجتمع المدني نحو انتخابات الخارج، نظرًا لقدرتها على التأثير في النتائج النهائية، وهو ما ترجم استقطابًا سياسيًا بين مختلف القوى السياسية التي سعت إلى جذب أكبر قدر من المغتربين لمصلحتها.

وعلى الرغم من ازدياد إقبال المغتربين بشكل كبير على التسجيل للاقتراع؛ إلا أنّ عدد من أدلوا فعليًا بأصواتهم لم يتعدّ الـ59%، وسط تساؤلات عن قدرة هذه المحطة الانتخابية على تغيير المشهد السياسي وإحداث تغيير حقيقي في لبنان.

"إحباط وغياب الحماسة"

وفي هذا الإطار، يرى أستاذ العلاقات الدولية فادي الأحمر أنّ نسبة المشاركة تعكس من جهة إحباط المقترعين من الأحزاب التقليدية، ومن جهة ثانية تدل على "غياب حماس التغييريين"، على حدّ وصفه.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إلى أنه لو حصلت الانتخابات قبل عامين لكانت نسبة المشاركة أعلى بكثير من اليوم، وذلك لأن الناس كانت مندفعة لتغيير الطبقة السياسية الحاكمة بعد الانتفاضة الشعبية التي حصلت في خريف عام 2019.

ويتحدّث الأحمر عم "إحباط نلمسه اليوم بعد عامين من الانتفاضة التي لم تتمكن من تقديم مرشحين موحّدين على لوائح واحدة في هذه الانتخابات"، لافتًا في هذا السياق إلى وجود "عدة لوائح للتغييريين".

ولكن الأخطر بحسب أستاذ العلاقات الدولية، أنه سبق هذا الأمر ما يعتبره "برودة كبيرة في الانتفاضة، بعد أن فقد الشعب الأمل في التغيير، لأنها لم تتمكن من قلب المعادلة السياسية في البلاد بشكل ملموس، كما تترجم في الانتخابات بوجود ضعف في التواصل بين الوجوه التغييرية والناخبين".

نقاط القوة لدى الأحزاب التقليدية

في المقابل، تمتلك أحزاب السلطة قاعدة شعبية كبيرة، وهي منظمة بشكل جيد، بحسب الأحمر، بحيث توعز هذه الفرق لمؤيديها بأي لائحة يجب أن يصوتوا، ومن هو الاسم الذي يجب أن يحصل على الصوت التفضيلي.

لذلك، يعتقد الأحمر أنه على الرغم من أن القوى التغييرية ستخرق المشهد السياسي وتحصد بعض المقاعد البرلمانية، إلا أنّ ذلك لن يحدث بنسبة كبيرة ومؤثرة، بل سيكون محدودة.

لكنه يشدد في الوقت نفسه، على ضرورة مشاركة اللبنانيين الكثيفة في الانتخابات وعدم الاعتكاف، نظرًا لما مر ويمر به لبنان من أزمات كبيرة.

"بلبلة منظمة" في دول الاغتراب

إلى ذلك، سجلت عدة مخالفات خلال اقتراع المغتربين اللبنانيين يوم أمس الجمعة في عدة بلدان، من ضمنها توزيع رشوة انتخابية وضغط على ناخبين لتحديد الصوت التفصيلي، كما سجلت خروقات للصمت الانتخابي الذي يمنع المرشحين من الإدلاء بتصريحات قبل وخلال فترة الاقتراع.

وفي هذا السياق، يتحدّث الأحمر عن حصول "بلبلة منظمة" في بعض بلدان الاغتراب بهدف "إحباط الناخبين أكثر فأكثر ومنعهم من الذهاب إلى صناديق الاقتراع من خلال توزيعهم على أقلام اقتراع بعيدة جدًا عن مكان سكنهم.. وحتى تشتيت أصوات العائلة الواحدة بتوزيعها على أقلام مختلفة".

هل يؤثر عزوف الحريري على المشاركة؟

أما في ما يتعلق بانسحاب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من المشهد السياسي حاليًا إلى جانب تياره السياسي "المستقبل"، وقيام مؤيديه بمقاطعة هذه الانتخابات، فيلفت الأحمر إلى أن هناك بعض الأطراف في الشارع السني الذي يناصر الحريري تحاول الاستلحاق والتخفيف من هذا "الإحباط السني" كما يصفه.

ويتابع: "هذا الجو أثّر بالطبع على عملية التصويت أمس ولا سيما في بعض دول الخليج مثل السعودية التي سجلت نسب مشاركة أقل من بلدان أخرى".

ويعرب الأستاذ في العلاقات الدولية عن اعتقاده بأن هذا الجو سيتكرر في لبنان يوم 15 مايو، رغم مبادرة عدد من السياسيين "لتحفيز الشارع السني".

من جهة ثانية، يلقي الأحمر الضوء على تأثير الانتخابات النيابية على العلاقات اللبنانية - العربية، ملمحًا إلى أن المجلس النيابي المقبل وما سينتج عنه من حكومة وانتخابات رئاسية سيرسم مستقبل لبنان وعلاقته مع الدول العربية، لا سيما الخليجية وحتى كل العالم وسط تخوفات من أن يحصل حزب الله وحلفاؤه على الأغلبية المطلقة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close