الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

انتزاع الفرح من أنياب الاحتلال.. طقوس جديدة تدخل على العرس الفلسطيني

انتزاع الفرح من أنياب الاحتلال.. طقوس جديدة تدخل على العرس الفلسطيني

Changed

نافذة خاصة من "شبابيك" عن عادات الزواج في فلسطين (الصورة: غيتي)
انضم رشق البيض وصلصة الطماطم وغيرها من المأكولات، إلى عادات الزواج في المجتمع الفلسطيني الذي يحاول انتزاع الفرح بكل طرقه.

تختلف عادات الزواج من شعبٍ إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، حتى أنها تختلف ببعض الأحيان بالمنطقة ذاتها وداخل البلد الواحد.

لكن في الضفة الغربية تبدلت طقوس العرس من إلقاء الحلوى والورود على العريس، إلى رشق العروسين من قبل أصدقائهما بالبيض والدقيق وصلصة الطماطم وأطعمة أخرى لدفعهما إلى الاستحمام القسري، في تقليد أصبح ينتشر شيئًا فشيئًا في صفوف الجيل الشاب.

فقد كان التقليد القديم هو المشاركة في حلق الشعر والاستحمام ثم الغناء والرقص، إلا أن إضافات البيض والطحين وغيرها من التغييرات النوعية قي طقوس الاحتفال، زادت العرس لذاذة وبهجة.

انتزاع الفرح من أنياب الاحتلال

ومن رام الله، يقول حمزة العقرباوي الباحث في التراث الفلسطيني إن طقوس الزواج هي واحدة من علامات الفرح واستمرار الحياة في المجتمعات عمومًا، والمجتمع الفلسطيني كغيره يناشد الحياة والفرح بكل أشكاله.

ويردف في حديث مع "العربي": "خصوصيتنا في فلسطين أننا نحاول أن ننتزع الفرح من أنياب الاحتلال، ما يضفي معنًى آخر على الفرح لدينا بحكم تضييق الاحتلال على الناس".

وعن الطقوس التقليدية في الأفراح الفلسطينية، يشرح العقرباوي أن فعاليات الاحتفالات تبدأ من قبل الزواج، وتحديدًا من لحظة قرار العائلة الخطوبة لولدهم عبر تجهيز الحنة واللباس، وكل الاستعدادات.

رشق العريس بالمأكولات في الضفة الغربية
رشق العريس بالمأكولات في الضفة الغربية

وعندما يقترب موعد الزفاف، تنظم العائلة ليالي سهر لمدة سبع ليال أو أكثر تعرف محليًا باسم "تعاليل"، يقوم فيها الأقارب والجيران والأصدقاء بالرقص والغناء والسهر في محاولة لإظهار الفرح، وفق الباحث في التراث الفلسطيني.

ويتابع العقرباوي: "وبحكم النضال الفلسطيني والبطولات، تحولت معظم سهرات العريس إلى مراسم خاصة للغناء للشهداء والأبطال والفخر فيهم، حيث يقوم الزجالة والمغنيين الشعبيين باستحضار بطولات المقاومة وأفرادها في مشهدٍ أصبح مألوفًا في سهرات الأعراس".

التغني ببطولات الشهداء خلال حفلات الأعراس الفلسطينية - رويترز
التغني ببطولات الشهداء خلال حفلات الأعراس الفلسطينية - رويترز

تقاليد بنكهة جديدة

كما يلفت الباحث في التراث الفلسطيني إلى أن إحدى العادات التي حافظ عليها المجتمع الفلسطيني رغم دخول بعض التغييرات عليها، هي حمام العريس وحلاقته، حيث يتسارع الشباب للمشاركة فيها وإضفاء جو من المرح عليها.

ويلحظ في الوقت عينه، أن العادات تتغير بين فترة وأخرى، "فما يشغل جيل اليوم هو غير ما يشغل الأجيال السابقة.. إلى جانب طبيعة المجتمع وتطوره وتغير شكل الحياة وطبيعتها".

رغم ذلك، يؤكد العقرباوي أن هناك ثوابت معينة لا تتبدل ولا تختلف في الأفراح داخل المجتمع الفلسطيني ولا سيما لمّة العائلة والجيران والأقارب، ونخوتهم للمساعدة في إعداد الطعام والاهتمام بالضيوف.

مقاومة عبر التمسك بالهوية 

أما أهمية الحفاظ على هذه الممارسات، فهي من باب الحفاظ على الهوية الفلسطينية والعربية حيث يشدد الباحث الفلسطيني أن مقاومة المحتل تكون في كل الوسائل الممكنة، والتراث هو إحدى هذه الوسائل.

الدبكة في العرس الفلسطيني - غيتي
الدبكة في العرس الفلسطيني - غيتي

ويقول العقرباوي: "عندما ندبك ونطرق الأرض بأقدامنا القوية، تكون وقعة قدمنا الهدارة دلالة على استمرار تدفق الحياة بيننا وبين أرضنا، والحفاظ على العادات أداة من أدوات المقاومة للمجتمع الفلسطيني التي يحاول الاحتلال سرقتها منا".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close