انتظرا 18 عامًا.. الحرب على غزة تحرم مسنًا وزوجته من أداء الحج
مع اقتراب بدء مناسك الحج لعام 2024، تكشفت معاناة جديدة لدى بعض أهالي قطاع غزة؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي حرم المسجلين للحج من أداء هذه الفريضة.
فقد باع الفلسطينيان محمود جرغون وزوجته فاطمة ما يملكان من مجوهرات حتى يتمكنا من تحقيق حلمهما بأداء فريضة الحج، إلا أن هذا الحلم تبدّد مع عدم وجود طريق للخروج من قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية على مدى أكثر من ثمانية أشهر.
"نحن في سجن"وقال جرغون (67 عامًا): "نحن في سجن. بدون معبر رفح لا نستطيع لا الدخول ولا الخروج"، في إشارة إلى إغلاق المعبر المؤدي إلى مصر منذ استيلاء إسرائيل عليه في مايو/ أيار خلال هجومها على مدينة رفح.
وفي حديث من منزله المدمر في خانيونس حيث يتناثر الركام قال جرغون إن خيبة الأمل العميقة لعدم تمكنه من أداء فريضة الحج فاقمت الألم الذي سببته الحرب.
وراح يقول: "للأسف فقدنا بيتنا"، كما قدر تكاليف الإصلاح بنحو 20 ألف دولار.
وأكمل حديثه قائلًا: "جاء إغلاق المعبر وعدم الذهاب إلى الحج... ضربتان على الرأس مرة واحد... ألم الحرب وألم التدمير وألم الحصار، وألم عدم الذهاب للحج".
وتنطلق مناسك الحج المقدسة لدى المسلمين لهذا العام اعتبارًا من يوم 14 الشهر الجاري (يوم الجمعة القادم) بيوم التروية عشية حلول يوم عرفات في ذروة المناسك.
وعادة ما يقضي الفلسطينيون سنوات في انتظار دورهم بعد تسجيل أسمائهم لدى السلطات الفلسطينية.
انتظرا 18 عامًا لأداء فريضة الحج ولكن...وضمن هذه الجزئية أوضح جرغون أنه وزوجته انتظرا ما يقرب من 18 عامًا.
ومضى يقول: "بعنا كل ما نملك لنؤدي فريضة الحج. وللأسف أُغلق المعبر وأُغلقت معه كل آمالنا".
بدورها، قالت فاطمة (65 عامًا) إنهما شعرا بسعادة غامرة عندما حصلا على الموافقة لأداء فريضة الحج. وأضافت: "في الآخر كل أحلامنا راحت... وكتير زعلنا على اللي صار".
وحاصرت إسرائيل ودمرت معظم أنحاء قطاع غزة منذ بدء عدوانها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، مخلفة أكثر من 37 ألف شهيد، بحسب وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.
وبحسب السلطات السعودية فإنه منذ السبت الماضي، وصل أكثر من 1.3 مليون شخص مسجّل إلى السعودية، لأداء فريضة الحج.