أعلن نيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، في كلمة ألقاها اليوم الأحد أمام مواطنيه، أنّ بلاده مستعدة لقبول جميع سكان ناغورني كاراباخ من عرقية الأرمن، مضيفًا أن التكتلات الأمنية التي كانت أرمينيا عضوًا فيها لم تكن فاعلة وغير مجدية، وذلك في انتقاد واضح لروسيا حليف يريفان الرئيسي.
وأوضح أن احتمال مغادرة السكان الأرمن للمنطقة في تزايد، حيث نقلت وكالة "تاس" للأنباء قوله: "يظل أرمن ناغورني كاراباخ عرضة للتطهير العرقي، كذلك فإن الإمدادات الإنسانية وصلت إلى كاراباخ خلال الأيام القليلة الماضية لكن هذا لا يغير الوضع".
وتابع قائلًا: "إذا لم تتهيأ ظروف المعيشة الحقيقية للأرمن في ناغورني كاراباخ في منازلهم والآليات الفاعلة للحماية من التطهير العرقي؛ فالاحتمال يتزايد بأن الأرمن هناك سيطردون من أرضهم باعتبار هذا السبيل الوحيد للخلاص".
مغادرة كاراباخ
وقالت قيادة الإقليم الانفصالي لوكالة "رويترز"، اليوم الأحد، إن 120 ألفًا من عرق الأرمن في كاراباخ، سيغادرون إلى أرمينيا لأنهم لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان ويخشون من التطهير العرقي.
وأضاف باشينيان في كلمته: "حكومتنا سترحب بكل ود بإخواننا وأخواتنا من ناغورني كاراباخ".
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن وزارة الصحة في أرمينيا، أن سيارات إسعاف أجلت بعض المصابين من كاراباخ إلى أرمينيا.
وقالت الوزارة: "سيارات إسعاف وعلى متنها مسعفون تنقل 23 مصابًا من ناغورني كاراباخ إصاباتهم خطرة وبالغة الخطورة"، مضيفة أن السيارات عبرت بالفعل الجسر على الحدود بين البلدين.
القوات الروسية
يأتي ذلك بالتزامن، مع إعلان السلطات الممثلة للأرمن في المنطقة اليوم، بأن قوات حفظ السلام الروسية سترافق الأسر المشردة في المنطقة إلى أرمينيا إذا أرادت.
وأضافت السلطات في بيان نشر على فيسبوك: "نبلغكم بأن الأسر التي باتت مشردة نتيجة العمليات العسكرية التي جرت مؤخرًا، وعبرت عن رغبتها في المغادرة، سترافقها قوات حفظ سلام روسية".
وذكر البيان بأنّ "الحكومة ستقدم قريبًا معلومات بشأن نقل مجموعات أخرى من السكان".
وكانت أذربيجان قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي وقف إطلاق النار بعد عملية عسكرية، أجبرت فيها القوات الانفصالية على قبول العودة الكاملة لإقليم كاراباخ إلى سيطرة باكو، وتسليم المقاتلين أسلحتهم.
ودعت أرمينيا، أمس السبت، إلى إرسال "بعثة" للأمم المتحدة "على الفور" إلى ناغورني كاراباخ، لمراقبة الوضع الميداني، في وقت وعدت فيه أذربيجان بمعاملة الأرمن في هذه المنطقة الانفصالية على أنهم "مواطنون متساوون".