أثار الفيلم العربي الأول الذي انتجته منصة نتفليكس "أصحاب ولا أعز"، انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد اتهام المشاركين فيه بـ"التعدي على قيم المجتمعات العربية".
وتعرضت الممثلة منى زكي دون غيرها، وهي من أبطال العمل، إلى هجوم كبير على خلفية مشهد لها في العمل السينمائي.
وإضافة إلى زكي، يشارك في الفيلم الممثل الأردني إياد نصار والمخرجة اللبنانية نادين لبكي تمثيلًا، والمسرحي اللبناني جورج خباز، إلى جانب كل من اللبنانيين عادل كرم، وفؤاد يمين، وديامان أبو عبود، وهو من إخراج وسام سميرة، وأشرف على تعريب النسخة الإيطالية اللبناني غابريال يمين.
انتقادات واسعة لفيلم "#أصحاب_ولا_أعز"واتهامات له بـ "الترويج للمثلية الجنسية والخيانة" pic.twitter.com/f97iqwR8Tu
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 24, 2022
واعتبرت الناقدة السينمائية المصرية علا الشافعي في حديث إلى "العربي" أن الضجة التي أثيرت حول فيلم "أصحاب ولا أعز" لها أسباب عديدة، لاسيما في القاهرة، وهي نتيجة تراجع مجتمعي بدأ منذ سنوات عديدة.
ورأت الشافعي أن الهجوم الذي تركز على الممثلة المصرية منى زكي دون غيرها، يعود إلى الصورة الذهنية التي عملت عليها الفنانة في جميع أدوارها طوال مسيرتها الفنية، حيث ظهرت في مصر منتصف تسعينيات القرن الماضي، ما بات يعرف بالسينما النظيفة والتي كانت زكي، واحدة من نجمات هذه الحقبة حينها.
تحرك نقابي متأخر
وذكرت الشافعي أن هذا الهجوم الذي تعرضت له منى زكي، ليس الأول من نوعه، فسبق أن تعرضت لانتقادات عنيفة بعد مشاركتها فيلم "احكي يا شهرزاد" الذي صدر عام 2009، لكن وجود كاتب بحجم الراحل وحيد حامد ومخرج بقيمة يسري نصر الله شكل لزكي حائط دفاع كبير إزاء تلك الهجمات التي تعرضت لها حينها.
ولعبت زكي حينها دور إعلامية تحاول إرضاء زوجها الممتعض من الموضوعات التي تطرحها على الإعلام، وناقش الازدواجية في المعايير، بمقاربة اجتماعية طرحت مواضيع القهر النفسي والجنسي والاجتماعي.
وتميز الشافعي تجربة زكي هذه المرة، فاعتبرت في حديثها لبرنامج "صباح الجديد" أن الفنانة المصرية وقفت وحيدة هذه المرة بوجه الاتهامات، إلى أن تحركت بشكل متأخر نقابة المهن التمثيلية في بيان دافع عن الممثلة المصرية.
وقالت النقابة في بيانها الذي صدر، أمس الإثنين، إنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما اعتبرته "اعتداء لفظيًا ومحاولة ترهيب معنوية لأي فنان مصري أو النيل منه نتيجة عمل فني ساهم فيه مع مؤلفه ومخرجه"، وأكدت أنها ستقوم "بدعم الفنانة منى زكي في حال محاولة البعض اتخاذ أي إجراء من أي نوع كان تجاه الفنانة عضو النقابة".
وأوضحت الشافعي أن النسخة الإيطالية من الفيلم، الذي تم تعريبه بواسطة نتفليكس، عرضت سابقًا في مهرجان القاهرة عام 2016 ولم تسبب الجدل الذي نشهده حاليًا، بل على العكس فقد لقيت استحسانًا وترحيبًا بالعمل، لكن هذه النسخة من اللغة العربية أصابت البعض بخوف كون الناس تخاف مواجهة مشاكلها التي تشكل جزءًا من ظواهر المجتمع واقعيًا.