انتقادات عنيفة من اللاعبين.. ميامي تستضيف قرعة مونديال الأندية 2025
تستضيف مدينة ميامي الأميركية غدًا الخميس، مراسم قرعة كأس العالم للأندية بإشراف الاتحاد الدولي للعبة، وسط انتقادات عنيفة بشأن الجدول المزدحم بالمباريات من قبل الهيئات والجمعيات الدولية الكروية.
وستكون نسخة مونديال الأندية القادم الأولى التي تضم 32 ناديًا عالميًا، بينهم خمسة أندية عربية، بينما ضمِن بوتافوغو البرازيلي البطاقة الأخيرة المتبقية للتأهل بعد أن حقق الأحد كأس أندية أميركا الجنوبية "ليبرتادورس" على حساب مواطنه غيريميو.
وأمام بطولة ضخمة تحاول الولايات المتحدة من خلالها الاستفادة في تجربة "شبه مونديالية" تحضيرًا لاحتضان كأس العالم 2026 مع المكسيك وكندا، تزدحم جداول اللاعبين بالبطولات والمباريات، على صعيد الدوريات المحلية والبطولات القارية والمشاركة في تصفيات المونديال مع المنتخبات.
"صحة اللاعبين في خطر"وقد تقدمت هيئات كبرى تمثل لاعبي كرة القدم والأندية في أوروبا، خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، بشكوى إلى المفوضية الأوروبية، تتهم فيها "فيفا" بإساءة استخدام منصبه، وذلك على خلفية التغييرات التي طرأت على رزنامة المباريات الدولية وتوسيع البطولات.
حجة هذه الهيئات أن العديد من اللاعبين البارزين سيضطرون إلى المشاركة في وقت كان من الممكن أن يحصلوا فيه على فترة راحة طويلة قبل الموسم الجديد، الذي يسبق أيضًا كأس العالم الموسعة المكونة من 48 منتخبًا عوضًا عن 32 والمقررة في صيف 2026.
واتهم تقرير صادر أخيرًا عن الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) الاتحاد الدولي بتعريض صحة اللاعبين للخطر، بسبب الرزنامة المزدحمة، في حين أثار بعض اللاعبين البارزين احتمال الإضراب للاحتجاج على ضغط المباريات.
وتم تقسيم الأندية المشاركة إلى أربع فئات ضمت كبار الأندية في القارات الخمس، ستتنافس على 12 ملعبًا أميركيًا في بطولة تنطلق على ملعب هارد روك في ميامي يوم الأحد 15 يونيو/ حزيران 2025، وستختتم في 13 يوليو/ تموز على ملعب "متلايف" في نيويورك، مسرح نهائي مونديال 2026.
التلويح بالإضرابوكان خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، أبرز منتقدي كأس العالم للأندية، حيث ناشد رئيس فيفا الإيطالي-السويسري جاني إنفانتينو في أكتوبر الماضي، بضرورة إلغاء البطولة، مشيرًا إلى لا مبالاة شركات البث في الحصول على حقوقها ومعارضة الأندية.
وقال تيباس: "السيد الرئيس (إنفانتينو)، أنت تعلم أنك لم تبع حقوق البث لكأس العالم للأندية، كما تعلم أنك لم تبع أي حقوق رعاية"، وأردف: "قُم بإلغاء كأس العالم للأندية. لا يحتاجها اللاعبون أو الأندية أو فيفا".
وأعرب أكثر من لاعب بارز حينها عن إحباطهم من جدول المباريات المزدحم، الذي لا يترك لهم فرصة للخلود إلى الراحة المطلوبة في نهاية الموسم.
فحذّر نجم مانشستر سيتي الإنكليزي ومنتخب إسبانيا رودري الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، من أن اللاعبين "على وشك" الإضراب، مشيرًا إلى المتطلبات التي فرضتها مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسعة هذا الموسم، تليها كأس العالم للأندية.
وقال رودري: "إذا استمر الأمر على هذا النحو فلن يكون لدينا خيار آخر (غير الإضراب)"، لافتًا إلى أنه "أمر يقلقنا".
لكن الفيفا رد على الانتقادات بقوة، وأصرّ على أن جدول أعماله تمت الموافقة عليه من قبل مجلس فيفا، بعد التشاور مع جميع القارات بما في ذلك أوروبا وكذلك الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين وروابط الدوري.
كما انتقد بطولات الدوري في أوروبا التي عارضت البطولة، واتهمها بـ"التصرف بمصالح تجارية ذاتية ونفاق".
وأضاف: "يبدو أن هذه الدوريات تفضّل رزنامة مليئة بالمباريات الودية والجولات الصيفية، التي غالبًا ما تنطوي على سفر مكثّف حول العالم".
كذلك تجاهل إنفانتينو الانتقادات، وأصرّ على أن إطلاق بطولة الأندية الموسعة يبشر بعصر جديد لكرة القدم العالمية.
وقال: "ستجلب كأس العالم للأندية العام المقبل سحر كأس العالم للمنتخب الوطني إلى عالم كرة القدم للأندية، وستكون هذه البطولة بداية لشيء تاريخي، شيء سيغير رياضتنا نحو الأفضل وهي من أجل الأجيال القادمة التي ستحبها بقدر ما نحبها".
ومع ذلك، فإن فرصة اغتنام الفرصة التاريخية التي روّج لها فيفا فشلت حتى الآن في إثارة اهتمام محطات البث.
ولم يؤكد فيفا، الذي يسعى بحسب تقارير للحصول على 4 مليارات دولار من إيرادات حقوق النقل، صفقة حقوق البطولة.
الأندية العربية المشاركة في كأس العالم للأنديةوستشهد البطولة مشاركة أبرز الأندية الأوروبية يتقدمها ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي وبايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جرمان الفرنسي، في حين ستمثل أميركا الجنوبية ستة فرق أبرزها بوكا جونيورز وريفربليت من الأرجنتين، بالإضافة إلى بوتافوغو البرازيلي بطل كأس ليبرتادوريس الأخيرة.
وسيمثل أوقيانيا نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي، في حين تتمتع الدولة المضيفة الولايات المتحدة بمقعد إضافي، تم منحه بشكل مثير للجدل لنادي إنتر ميامي بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تصدّر الدوري المنتظم برصيد قياسي، لكنه خرج من الدور الأول للأدوار الإقصائية "بلاي أوف" هذا العام.
وعن الأندية العربية سيشارك كل من الهلال السعودي، والعين الإماراتي، والأهلي المصري، والوداد المغربي، والترجي التونسي.