الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

انتقاد إسرائيلي واستياء ألماني.. كلام عباس عن "الهولوكوست" يثير الجدل

انتقاد إسرائيلي واستياء ألماني.. كلام عباس عن "الهولوكوست" يثير الجدل

Changed

آخر تحديث:
17 أغسطس 2022 15:24
تقرير لـ"العربي" حول الأطفال الشهداء خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (الصورة: الأناضول)
أوضح الرئيس الفلسطيني أنّه لم يقصد بتصريحاته الأخيرة في ألمانيا، إنكار خصوصية المحرقة النازية "الهولوكوست"، بل المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.

أثار كلام الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، حول "الهولوكوست"، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية.

فقد عبّر المسؤول الألماني عن "استيائه" من تصريحات عباس التي قال فيها إنّ إسرائيل "ارتكبت 50 هولوكوست ضد الفلسطينيين"، معتبرًا أنّها تقلل من أهمية المحرقة التي جرت إبان الحرب العالمية الثانية.

وسرعان ما أوضح عباس أنّ ما قصده في كلامه لم يكن إنكار خصوصية الهولوكوست، وإنما الإشارة إلى المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الاسرائيلية، والتي لم تتوقف حتى الآن.

في المقابل، لم يتوانَ المسؤلون الإسرائيليون عن الهجوم على عباس، داعين لمقاطعته والتوقف عن "الالتقاء به"، متجاهلين المجازر التي ترتكبها قواتهم بوتيرة يومية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

الموقف الألماني من تصريحات عباس

وفي موقف لافت، اعتبر المستشار الألماني أنّ "أي محاولة لإضفاء الطابع النسبي على تفرد المحرقة أمر غير محتمل وغير مقبول".

وأعرب في تغريدة له على حسابه في تويتر، عن "استيائه" من التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني بهذا الخصوص، واصفًا إياها بـ"المشينة".

وكان عباس اتهم إسرائيل خلال زيارة لبرلين أمس الثلاثاء، بارتكاب "50 محرقة"، وذلك ردًا على سؤال بشأن الذكرى الخمسين المقبلة لهجوم على فريق إسرائيلي في أولمبياد ميونيخ.

وقال الرئيس الفلسطيني للصحافيين: إن إسرائيل ارتكبت "50 مذبحة، 50 هولوكوست، وإلى الآن كل يوم عندنا قتلى"، في إشارة إلى المجازر الإسرائيلية المتكرّرة بحق الشعب الفلسطيني.

وكان المستشار الألماني أبدى رفضه لاستخدام كلمة فصل عنصري لوصف العلاقات بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وذلك بعد اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني.

وقال شولتس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عباس في برلين أمس: "من الطبيعي أن يكون لدينا تقييم مختلف فيما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية، وأريد أن أقول صراحة هنا إنني لا أؤيد استخدام كلمة الفصل العنصري ولا أعتقد أنها تصف الوضع بشكل صحيح".

عباس يوضح تصريحاته

وفي وقت لاحق، أوضح الرئيس الفلسطيني أنّه لم يقصد بتصريحاته الأخيرة في ألمانيا، إنكار خصوصية المحرقة النازية "الهولوكوست".

وأضاف عباس: "نعيد التأكيد على أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث".

وتابع: "لم يكن المقصود إنكار خصوصية الهولوكوست، التي ارتكبت في القرن الماضي، فهو مدان بأشد العبارات، بل كان المقصود بالجرائم، هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الاسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا".

محمود عباس

هجوم إسرائيلي على عباس

في المقابل، استغلّ مسؤولون إسرائيليون المناسبة ليشنّوا هجومًا حادًا على الرئيس الفلسطيني لم يَخلُ من العبارات المسيئة، متجاهلين الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، والتي يسقط ضحيتها أطفال ومدنيون.

وفي هذا السياق، اعتبر رئيس الحكومة الانتقالية يائير لابيد أنّ التاريخ "لن يغفر" لعباس، على حدّ وصفه، فيما اعتبر وزير الدفاع بيني غانتس أنّ المقارنة "لا أساس لها من الصحة".

أما وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان فذهب لحدّ اعتبار عباس "أخطر" من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وفق تعبيره، داعيًا إلى التوقف "عن إضفاء الشرعية عليه والالتقاء به والتحدث معه"، على حدّ وصفه.

وفيما لوحظ "الاستنفار" الإسرائيلي للردّ على كلام عباس، غابت تعليقات المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم التي ترتكبها قواتهم بحق المدنيين الفلسطينيين، ومنها على سبيل المثال لا الحصر جريمة قتل 5 أطفال فلسطينيين في غارة جوية على مقبرة الفالوجة في بلدة جباليا، شمالي قطاع غزة، في 7 أغسطس/ آب الجاري.

وقد اعترفت إسرائيل أمس بوقوفها خلف هذه الجريمة، بعدما كانت قد زعمت سابقًا أنّهم قضوا نتيجة سقوط صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close