الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

انتكاسة جديدة لتايوان.. هندوراس تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين

انتكاسة جديدة لتايوان.. هندوراس تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين

Changed

تقرير حول تاريخ الصراع بين الصين وتايوان (الصورة: غيتي)
قطعت هندوراس علاقاتها مع تايوان قبيل الإعلان عن توقيع اتفاق بشأن الاعتراف الدبلوماسي بين الدولة الأميركية اللاتينية والصين.

أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع هندوراس، اليوم الأحد، بعد أن أنهت الدولة الواقعة في أميركا الوسطى علاقتها التي استمرت لعشرات السنين مع تايوان.

وقالت الصين إن وزير خارجيتها، تشين جانغ، ووزير خارجية هندوراس، إدواردو إنريكي، وقعا على اتفاق بشأن الاعتراف الدبلوماسي في بكين، ما ينهي علاقات هندوراس مع تايوان التي يعود تاريخها إلى الأربعينيات.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية في هندوراس في بيان مقتضب، أنها تعترف بجمهورية الصين الشعبية باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين كلها، وإن تايوان "جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية".

واتفق البلدان على تطوير العلاقات على أساس مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة والسلامة الإقليمية، فيما اعتبرت تايوان أن القرار أتى نتيجة "الترهيب والإكراه" من جانب بكين. 

"الانفصال والاعتراف"

وتعتبر بكين جزيرة تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليونًا، إقليمًا صينيًا ستستعيده يومًا بالقوة إذا لزم الأمر، بعد أن وقع الانفصال في 1949 في نهاية الحرب الأهلية الصينية التي تواجه فيها الشيوعيون الذين تولوا السلطة في بر الصين الرئيسي، والجيش القومي الذي اضطر إلى الانكفاء إلى جزيرة تايوان. 

وقال وزير خارجيّة هندوراس في بيان، إنّ "حكومة جمهوريّة هندوراس تعترف بوجود صين واحدة في العالم، وحكومة جمهوريّة الصين الشعبيّة هي الحكومة الشرعيّة الوحيدة التي تُمثّل الصين بكاملها".

وخلال العقود السبعة التي تلت الانفصال لم يسيطر الجيش الشيوعي على الجزيرة، التي بقيت تحت سيطرة جمهورية الصين التي كانت تحكم سابقًا كل المناطق الصينية، وتقتصر سلطاتها الآن على تايوان التي لم يعد يعترف بها سوى 13 بلدًا في العالم.

وتُعارض الصين أن تبقي دول أجنبية على علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه، انطلاقًا من مبدأ "الصين الواحدة"، إلا أن الجزيرة أقامت شراكات على المستوى العالمي من خلال قنوات أخرى.

وفي بيانه الذي نشره مساء السبت، أضاف وزير خارجية هندوراس أنه "بناءً على تعليمات رئيسة الجمهوريّة سيومارا كاسترو، أبلغت تايوان بقرار قطع العلاقات الدبلوماسيّة".

واعتبر أنّ "تايوان جزء لا يتجزّأ من الأراضي الصينيّة"، مشيرًا إلى أنّ هندوراس تعهّدت اعتبارًا من السبت "ألّا تُقيم أيّ علاقة أو اتّصالات ذات طابع رسمي مع تايوان".

"إكراه وترهيب"

في المقابل، اعتبر وزير الخارجيّة التايواني الأحد أنّ رئيسة هندوراس كاسترو تُساوِرها "أوهام" بشأن وعود الصين لها بتقديم مساعدات اقتصاديّة، مضيفًا أنّ "الصين لم تكفّ عن محاولة إغراء هندوراس عبر حوافز ماليّة".

وقال مكتب رئيسة تايوان تساي إينغ-وين في بيان: "قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلادنا وهندوراس يندرج في إطار سلسلة من الإكراه والترهيب، حيث تقلص الصين موقع (تايوان) على الساحة الدولية، منذ فترة طويلة، معرضة السلام والاستقرار الإقليميين للخطر بطريقة أحادية الجانب".

ونشرت وزارة الخارجية في تايبيه تغريدة على تويتر قالت فيها: "ببالغ الأسف نعلن إنهاء العلاقات الدبلوماسية مع هندوراس بعد 82 عامًا من الصداقة والتعاون التي جلبت منفعة حقيقية للشعبين، وتم نسفها من قبل حكومة كاسترو. لا تزال تايوان صامدة، وتواصل العمل كقوة من أجل الخير في العالم".

وتسعى السلطات الصينية إلى عزل تايوان على الساحة الدبلوماسية منذ 2016 عند انتخاب رئيسة تنتمي إلى حزب يؤيد استقلال الجزيرة.

وفي السنوات الأخيرة انتزعت بكين من تايبيه اعتراف حلفاء لها من أميركا اللاتينية على غرار جمهورية الدومينيكان ونيكاراغوا. ومن بين الدول التي لا تزال تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان، الفاتيكان وإسواتيني (سوازيلاند سابقًا) وباراغواي ودول جزرية في المحيط الهادئ وهايتي.

"الخط الأحمر"

وكان إدواردو إنريكه تحدث في 15 مارس/ آذار عن "حاجات ضخمة" لهندوراس، ورفض تايوان زيادة مساعداتها لتبرير نية بلاده إقامة علاقات مع الصين. وخلال حملتها الانتخابية، وعدت سيومارا كاسترو التي انتخبت قبل فترة قصيرة، بالاعتراف ببكين.

وتشدد الصين الضغوط العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية على تايبيه، منذ وصول الرئيسة تساي إينغ-وين إلى السلطة وقد أعيد انتخابها في 2020. وتنتمي الرئيسة التايوانية إلى حزب مؤيد لاستقلال الجزيرة، وهو خط أحمر مطلق للحكومة الصينية التي تهدد بالتدخل عسكريًا لمنع حصول ذلك.

في الوقت عينه، زاد الدعم الدولي لتايبيه. ففي السنوات الأخيرة، زارت وفود برلمانية ووزارية غربية الجزيرة رغم غياب العلاقات الدبلوماسية بين بلدانها وتايوان.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close