الخميس 28 مارس / مارس 2024

انخفاض سريع في بريطانيا وأميركا.. هل بدأ العد التنازلي لنهاية "أوميكرون"؟

انخفاض سريع في بريطانيا وأميركا.. هل بدأ العد التنازلي لنهاية "أوميكرون"؟

Changed

بلغت موجة "أوميكرون" ذروتها في بريطانيا
بلغت موجة "أوميكرون" ذروتها في بريطانيا (غيتي)
أثارت الأرقام الآمال في أن البلدين سيشهدان المسار السابق في جنوب إفريقيا، حيث وصلت الموجة في غضون شهر تقريبًا إلى مستويات قياسية ثم انخفضت بشكل كبير.

يرى العلماء إشارات إلى أن موجة متحوّر "أوميكرون" من فيروس كوفيد-19، قد تكون بلغت ذروتها في بريطانيا، وهي على وشك أن تفعل الشيء نفسه في الولايات المتحدة، وأنه عند هذه النقطة قد تبدأ الحالات في التراجع بشكل كبير.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن علماء قولهم إن السبب في ذلك هو أن "أوميكرون" ثبت أنه معدٍ للغاية لدرجة أنه قد يعجز بالفعل عن إحداث مزيد من الإصابات، وذلك بعد شهر ونصف الشهر فقط من اكتشافه للمرة الأولى في جنوب إفريقيا.

وقال علي مقداد، أستاذ علوم المقاييس الصحية بجامعة واشنطن في سياتل: "سوف تنخفض الإصابات بالسرعة ذاتها التي ارتفعت فيها".

المرحلة التالية من الوباء

وفي الوقت نفسه، يُحذّر الخبراء من أن الكثير لا يزال غير مؤكد بشأن الكيفية التي قد تتطوّر بها المرحلة التالية من الوباء، مشيرين إلى أن "الوصول للقمة أو الانحسار" في بريطانيا والولايات المتحدة قد لا يحدثان في كل مكان في الوقت ذاته أو بالوتيرة ذاتها.

ورأوا أن أسابيع أو شهورًا من البؤس ما زالت تنتظر المرضى والمستشفيات المُثقلة بالأعباء حتى لو حدث الانحسار.

وقالت لورين أنسيل مايرز من جامعة تكساس إنه "لا يزال هناك الكثير من الأشخاص الذين سيصابون بالعدوى عندما يبدأ الفيروس بالانحدار".

وأوضحت مايرز أن الجامعة تتوقّع أن يبلغ عدد الحالات المبلغ عنها يوميًّا في الولايات المتحدة نحو 1.2 مليون بحلول يوم الـ19 من يناير/ كانون الثاني الجاري، ثمّ سينخفض بشكل حاد "ببساطة لأن كل شخص معرّض للإصابة بالعدوى مرة أخرى".

ويوم الثلاثاء، قالت جانيت وودكوك، القائمة بأعمال رئيس إدارة الغذاء والدواء، للكونغرس إن السلالة شديدة العدوى ستُصيب "معظم الناس"، وأن التركيز يجب أن يتحوّل إلى ضمان استمرار الخدمات الحيوية من دون انقطاع.

وأضافت: "أعتقد أنه من الصعب معالجة ما يحدث بالفعل في الوقت الحالي، وهو أن معظم الناس سيصابون بكوفيد-19. وما يتعيّن علينا القيام به هو التأكد من استمرار عمل المستشفيات- حيث لا يتمّ تعطيل النقل والخدمات الأساسية الأخرى أثناء حدوث ذلك".

وقال المقداد إن نموذج جامعة واشنطن يتنبأ بأن عدد الحالات المُبلّغ عنها يوميًا في الولايات المتحدة سيصل إلى 1.2 مليون بحلول 19 يناير/ كانون الثاني، ثمّ سينخفض بشكل حاد "ببساطة لأن كل شخص يُمكن أن يصاب بالعدوى مرة أخرى".

انخفاض عدد الإصابات الجديدة

وفي بريطانيا، انخفض عدد الإصابات الجديدة بنحو 140 ألفًا يوميًّا الأسبوع الماضي، بعد أن قفز إلى أكثر من 200 ألف في اليوم أوائل الشهر الجاري.

وقال كيفن ماكونواي، أستاذ متقاعد للإحصاء التطبيقي في الجامعة المفتوحة في بريطانيا، إنه في حين أن الحالات لا تزال ترتفع في أماكن مثل جنوب غرب إنكلترا وويست ميدلاندز، فقد يكون تفشّي المرض بلغ ذروته في لندن.

وأثارت الأرقام الآمال في أن البلدين سيشهدان المسار السابق في جنوب إفريقيا، حيث وصلت الموجة في غضون شهر تقريبًا إلى مستويات قياسية ثم انخفضت بشكل كبير.

بدوره، قال الدكتور بول هانتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا البريطانية: "نشهد انخفاضًا واضحًا في عدد الحالات في المملكة المتحدة، لكنني أود أن أراها تتراجع أكثر بكثير قبل أن نعرف ما إذا كان ما حدث في جنوب إفريقيا سيحدث هنا".

من جهته، قال الدكتور ديفيد هيمان، الذي ترأس سابقًا قسم الأمراض المعدية في منظمة الصحة العالمية، إن بريطانيا كانت "الأقرب إلى أي بلد للخروج من الوباء"، مضيفًا أن كوفيد-19 يتجه ببطء نحو التحوّل إلى مرض متوطن.

توزّع الحالات على مدة زمنية أطول

وقد تعني الاختلافات بين بريطانيا وجنوب إفريقيا، بما في ذلك السكان الأكبر سنًا في بريطانيا وميل شعبها لقضاء المزيد من الوقت في الداخل في الشتاء، تفشّي المرض في البلاد ودول أخرى مثلها.

من ناحية أخرى، إن قرار السلطات البريطانية باعتماد الحد الأدنى من القيود ضد "أوميكرون" يُمكن أن يمكّن الفيروس من اختراق السكان، وأن يأخذ مجراه أسرع بكثير مما قد يحدث في دول أوروبا الغربية التي فرضت قيودًا أكثر صرامة على كورونا، مثل فرنسا، إسبانيا وإيطاليا.

وقال شبير مهدي، عميد العلوم الصحية في جامعة ويتواترسراند بجنوب إفريقيا، إن الدول الأوروبية التي تفرض الإغلاق "لن تواجه بالضرورة عددًا أقلّ من الإصابات خلال موجة أوميكرون، إذ قد تتوزع الحالات فقط على مدى فترة زمنية أطول".

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، تسجيل 7 ملايين حالة إصابة جديدة بكورونا في جميع أنحاء أوروبا في الأسبوع الماضي، واصفة إياها بـ "موجة المد والجزر التي تجتاح المنطقة"، مرجّحة إصابة نصف سكان أوروبا بـ "أوميكرون" في غضون ثمانية أسابيع تقريبًا.

وبحلول ذلك الوقت، يتوقّع هانتر وعلماء آخرون أن العالم قد يتجاوز "اندفاعة أوميكرون".

وقال هانتر: "من المحتمل أن تشهد البلدان ارتفاعًا وهبوطًا في أعداد الإصابات، لكنني آمل أنه بحلول عيد الفصح، سنخرج من هذا".

إرباك الأنظمة الصحية الهشّة

ومع ذلك، قال الدكتور برابهات جها، من مركز أبحاث الصحة العالمية في مستشفى سانت مايكل في تورنتو، إن الأعداد الهائلة من المصابين قد تكون مُربكة للأنظمة الصحية الهشّة.

وقال جها: "ستكون الأسابيع القليلة المقبلة قاسية، لأن هناك الكثير من الأشخاص المُصابين بحيث ينتقلون إلى وحدات العناية المركزة".

وبالمثل، حذّر المقداد من أنه في الولايات المتحدة: "سيكون هناك أسبوعين أو ثلاثة أسابيع صعبة، وعلينا اتخاذ قرارات صعبة للسماح لبعض العمال الأساسيين بمواصلة العمل، مع العلم أنهم يمكن أن يكونوا معديين".

وقالت مايرز، من جامعة تكساس، إن "أوميكرون سيظلّ نقطة تحوّل في الوباء، بحيث يًمكن للمناعة المكتسبة من جميع الإصابات الجديدة، جنبًا إلى جنب مع الأدوية الجديدة والتلقيح المستمر، أن تجعل فيروس كورونا شيئًا يمكننا التعايش معه بسهولة أكبر".

وأضافت: "في نهاية هذه الموجة، سيُصاب عدد أكبر بكثير من الناس ببعض أنواع كورونا. وفي مرحلة ما، سنكون قادرين على رسم خط- وقد يكون أوميكرون هو تلك النقطة- حيث ننتقل من التهديد العالمي الكارثي إلى شيء يمكن التحكم فيه بشكل أكبر".

وقالت إن "هذا هو المستقبل المعقول، ولكن هناك أيضًا احتمال ظهور متغيّر جديد أسوأ بكثير من أوميكرون".

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close