الأحد 22 حزيران / يونيو 2025
Close

انفجارات وحرائق.. بورتسودان في مرمى المسيّرات من جديد

انفجارات وحرائق.. بورتسودان في مرمى المسيّرات من جديد

شارك القصة

النيران تلتهم مخازن الوقود في بورتسودان
النيران تلتهم مخازن الوقود في بورتسودان- رويترز
الخط
بعد عامين من تحييدها عن الحرب المدمرة، باتت مدينة بورتسودان تحت تهديد الهجمات بالطائرات المسيرة التي تستهدف منشآت عامة في المدينة التي تحتضن مقرات الأمم المتحدة

دوى العديد من الانفجارات مع اندلاع حرائق ضخمة في مدينة بورتسودان السودانية، خلال ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، إلا أن سبب الانفجارات وموقعها الدقيق لم يتضحا بعد، وذلك في وقتٍ تهز فيه الحرب الأهلية المدينة لليوم الثالث، بعدما كانت تنعم بالهدوء.

ودوت انفجارات اليوم الثلاثاء في مدينة بورتسودان، التي تُعدّ المقر المؤقت للحكومة السودانية، وذلك لليوم الثالث على التوالي، منذ الهجوم الذي نفذته طائرات مسيّرة، بحسب الجيش، من قِبل قوات الدعم السريع على المدينة، وفقًا لوكالة فرانس برس.

إلغاء رحلة جوية في مطار بورتسودان

ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن طائرة مسيّرة استهدفت فندق "مارينا" القريب من القصر الرئاسي المؤقت، كما تم "إلغاء كل الرحلات الجوية المجدولة في مطار بورتسودان بعد ضربة جوية بمسيّرة، وفق ما أفاد مسؤول في المطار.

وشوهدت أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من محيط الميناء البحري الرئيسي للبلاد الواقع في المدينة التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان.

وأدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ومن المرجح أن تتفاقم بسبب الهجمات على بورتسودان لأن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة، بالإضافة إلى وزارات بالحكومة الموالية للجيش، اتخذت مقرات لها هناك.

استهداف مستودع الوقود

وتمثل الهجمات التي بدأت يوم الأحد تصعيدًا حادًا في القتال، بعدما ظلت المدينة المطلة على البحر الأحمر بمنأى عن الهجمات البرية والجوية حتى هذا الأسبوع.

فقد تعرضت قاعدة عسكرية بالقرب من المطار الدولي الوحيد الذي يعمل في السودان، لهجوم بطائرات مسيّرة، وأعقب ذلك استهداف مستودعات وقود في المدينة أمس الإثنين.

واتّهمت السلطات السودانية الموالية للجيش الإثنين قوات الدعم السريع بشن هجوم بمسيّرة هو الثاني خلال يومين على بورتسودان، حيث أدى إلى اشتعال النيران في مستودع الوقود الرئيسي.

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بتصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود في سماء مدينة بورتسودان، بعد الهجوم الذي نسبته الحكومة إلى قوات الدعم السريع.

وتعمل السلطات السودانية على احتواء الحريق، وقد حذّر وزير الطاقة والنفط بالحكومة السودانية من "كارثة محتملة" في المنطقة من جراء انتشار النيران في عدة مستودعات "ممتلئة بالوقود". وأفاد مصدر حكومي بوقوع انفجار ثان في المستودع ليل الإثنين، عازيا السبب إلى تمدّد النيران.

وقال المصدر مشترطًا عدم كشف هويته: إن "الانفجار الذي وقع مساء سببه اشتعال أحد المستودعات من جراء تمدد النيران"، مضيفًا أن الحكومة طلبت من السعودية إرسال طائرة لمكافحة النيران. وأفاد مراسل ميداني لفرانس برس بأن لون السماء تحوّل إلى الأحمر بعد الانفجار الذي وقع مساء.

"عملية إرهابية"

ولم ترد على الفور أي تقارير عن وقوع أي إصابات جراء ضربة المسيرة التي جاءت غداة ضربات بمسيرات شنّتها قوات الدعم السريع على بورتسودان للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023 بينها وبين الجيش.

وجاءت الهجمات بعدما قال مصدر عسكري إن الجيش دمر طائرة ومستودعات أسلحة في مطار نيالا الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع. ولم تعلن القوة شبه العسكرية مسؤوليتها عن الهجمات.

ووصف وزير الطاقة والنفط بالحكومة السودانية المتحالفة مع الجيش محيي الدين سعيد هجوم الإثنين بأنه "عملية إرهابية" تستهدف بنية تحتية مدنية.

ومستودعات بورتسودان تمد بالوقود شمال البلاد وشرقها، وهي مساحات شاسعة يسيطر عليها الجيش، وتقع على بعد نحو 20 كيلومترًا جنوب مدينة بورتسودان.

وبعد عامين من نشوب الحرب، نجح الجيش في طرد قوات الدعم السريع من معظم أنحاء وسط السودان، وحولت هذه القوات شبه العسكرية أسلوبها من التوغلات البرية إلى شن هجمات بطائرات مسيّرة تستهدف محطات الطاقة وغيرها من المرافق في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش.

ويواصل الجيش شن غارات جوية في إقليم دارفور، معقل قوات الدعم السريع. كما يخوض الجانبان معارك برية للسيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفي أماكن أخرى.

وأثارت هجمات هذا الأسبوع تنديدًا على بورتسودان من مصر والسعودية، فيما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها، كما تقول الأمم المتحدة إن الحرب في السودان أدت إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص ودفع نصف السكان إلى براثن الجوع الحاد.

تابع القراءة

المصادر

وكالات
تغطية خاصة