الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

انفجار مرفأ بيروت.. المرجعيات الدينية اللبنانية تنتقد أداء الدولة في التحقيقات

انفجار مرفأ بيروت.. المرجعيات الدينية اللبنانية تنتقد أداء الدولة في التحقيقات

Changed

تقرير لـ"العربي" عن مطالب أهالي ضحايا انفجار بيروت بالعدالة (الصورة: البطريركية المارونية)
انتقد البطريرك الراعي الحكومة بشدة جراء أدائها في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت في ذكراه الثانية بينما طالب مفتي الجمهورية بالإسراع بها.

وجه البطريرك الماروني الكردينال بشارة بطرس الراعي، أكبر المرجعيات المسيحية في لبنان، انتقادًا لاذعًا للحكومة اليوم الخميس بسبب إخفاقها في محاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت. 

ويحيي اللبنانيون اليوم الذكرى السنوية الثانية لانفجار كمية كبيرة من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت يوم الرابع من أغسطس/ آب من عام 2020، ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص، وإصابة الآلاف بجروح. 

وفي قداس أقيم لإحياء الذكرى، قال الراعي إن الحكومة ليس لها الحق في عرقلة التحقيقات المحلية والدولية. واعتبر أن اللبنانيين أمام جريمتين، جريمة انفجار لمرفأ، وجريمة تجميد التحقيق، معتبرًا أن التجميد هو فعل متعمد، وإرادي وصل حد زرع الفتنة بين أهالي الضحايا.

وبعد مرور عامين، لم تتم محاسبة أي مسؤول كبير. ويثير التحقيق في انفجار المرفأ انقسامًا سياسيًا مع اعتراض قوى رئيسة أبرزها حزب الله على عمل المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الذي يقود التحقيق، واتهامه بـ"تسييس" الملف.

وقال الراعي: "طالبنا منذ اليوم الأول لتفجير المرفأ بتحقيق دولي، إذ إن الجريمة قد تكون ضد الإنسانية في حال تبين أنها عمل مدبر، فلا يحق للدولة أن تمتنع عن اجراء تحقيق محلي، وتعرقل في المقابل إجراء تحقيق دولي". 

وأضاف: "لا تستطيع السلطات الحاكمة والمهيمنة التبرؤَ مما حصل: فمنها من تسبب بالتفجير، ومنها من علِم بوجود المواد المتفجّرة وبخطورتها، وأهمل، ومنها من تلكأ، ومنها من سكت، ومنها من غطى، ومنها من جبن، ومنها من عطل التحقيق، ومنها من وجد في تجميد عملِ القاضي المسؤول الحلّ المريح لكي يتهرب من مسؤولية حسم مرجعية التحقيق".

جانب من الحضور خلال قداس تفجير مرفأ بيروت في ذكرى السنتين - بكركي
جانب من الحضور خلال قداس تفجير مرفأ بيروت في ذكرى السنتين - بكركي

الانتخابات الرئاسية

واعتبر الراعي أن ذلك يندرج في إطار لعبة توزيع الأدوار بين عدد من المسؤولين على مختلف المستويات، الدستورية، والسياسية، والأمنية، والقضائية.

كذلك طالب الراعي بالمحافظة على الإهراءات بدل تدميرها المتعمد، إذ تلتهم النيران مخزون الحبوب في الصوامع المتصدعة منذ أسابيع، الأمر الذي أدى إلى انهيار في الجزء الشمالي منها. ويحذر خبراء من خطر انهيار وشيك لأجزاء إضافية في الساعات المقبلة.

وتطرق الراعي إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد شهرين، فأكد أنها ستجري في موعدها، وقال: "أصدقاء لبنان في العالم لن يتركوه، وعلى رأسهم الفاتيكان والدول الكبرى". 

مفتي الجمهورية: أشد العقاب للمجرم

بدوره، شدد مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان على أن "من تسبب في وقوع هذه الجريمة المروعة ضد مدينة آمنة مطمئنة هو مجرم، ويستحق اشد العقاب والقصاص لأنه تسبب بكارثة وطنية وإنسانية ما زالت آثارها مستمرة حتى الآن". 

وفي تصريح نقلته الوكالة الوطنية الرسمية، طالب دريان القضاء بأن يبقى بعيدًا من التجاذبات السياسية، والإسراع بإظهار الحقيقة وتطبيق العدالة على من تتأكد إدانته ومسؤوليته. 

وقال دريان: "لا يمكن أن نستهين ونستكين أو نتهاون في مطالبة المسؤولين المعنيين بالإسراع في كشف أسباب هذه الجريمة، ومن يقف وراءها والمتسبب بها ومن قام بهذا العمل الشنيع بتدمير بيروت، وليس فقط مرفئها الذي ذهب ضحيته المئات من الأبرار والجرحى".

وينظم أهالي الضحايا، الذين يخوضون رحلة شاقة من أجل تحقيق العدالة، في بلد تسود فيه ثقافة الإفلات من العقاب منذ عقود، ثلاث مسيرات تنطلق عصر اليوم من ثلاثة مواقع ذات رمزية في بيروت وصولًا إلى المرفأ. 

وتوجه المفتي لأهالي الضحايا والجرحى بالقول: "نحن معكم وإلى جانبكم، ونقدر ألمكم، وفداحة خسارتكم، وندعوكم الى المزيد من الصبر والله مع الصابرين وهو سيؤتيكم حقوقكم بظهور الحقيقة التي لن تغيب مهما طال الانتظار وإن غدًا لناظره لقريب".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close