الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

انقسام شديد وفقدان للثقة.. ما هو حجم الأزمة الداخلية في إسرائيل؟

انقسام شديد وفقدان للثقة.. ما هو حجم الأزمة الداخلية في إسرائيل؟

Changed

ناقش برنامج "للخبر بقية" الأزمة الداخلية الاسرائيلية والكراهية المتزايدة بين اليهود (الصورة: أناضول)
فقدت إسرائيل ما كانت تظنّه "تسليمًا فلسطينيًا بالاحتلال" في ظل غياب الثقة الداخلية بالمؤسسات السياسية والقضائية، ما دفع تل أبيب إلى اعتماد خيار التصعيد بشكل دائم.

"اسرائيل مهددة من الداخل". مخاوف لافتة كشفتها تصريحات مسؤولين اسرائيليين خلال الفترة الماضية، محذرين من الأزمة الداخلية في كيان يُكمل اليوم 55 عامًا على احتلاله الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان.

وكانت آخر هذه التصريحات، ما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت عن أن اسرائيل "تقف أمام اختبار حقيقي، وتشهد حالة غير مسبوقة تقترب من الانهيار، وتواجه مفترق طرق تاريخي".

وكتب رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، في مقال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه يخشى من أن تنزل باسرائيل لعنة العقد الثامن التي أصابت دولًا يهودية سابقة"، محذرًا من "التحريض المنفلت دون أي كوابح، والانقسامات الداخلية المتعاظمة من سنة لأخرى".

أما وزير الدفاع الاسرائيلي بني غانتس، فقال إن المخاوف من سيطرة الفلسطينيين على اسرائيل في المستقبل ليست بعيدة، وإن اسرائيل ستتقلّص خلال السنوات المقبلة".

وسبق أن وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، عام 2017، بأنه "سيجتهد لتعمّر اسرائيل 100 عام، وأن هذا ليس بديهيًا لأنه لم يسبق لدولة يهودية بلوغ الـ80".

فما هي خلفية التصريحات الإسرائيلية؟ وحجم الأزمة الداخلية؟ وصورة اسرائيل في الخارج مع صدور تقارير منظمات دولية تتحدث فيها عن ممارسات فصل عنصري بحق الفلسطينيين؟

"اسرائيل منقسمة بشكل كبير"

أوضح خلدون البرغوثي، الباحث السياسي المختص في الشؤون الإسرائيلية، أن التصريحات الإسرائيلية تأتي في إطار الانقسام الشديد في اسرائيل بين اليمين الذي يقوده نتنياهو واليسار الذي تمثّله حكومة بينيت، والذي يشكّل نقطة ضعف كبيرة.

وقال البرغوثي، في حديث إلى "العربي" من رام الله، إن اسرائيل قلقة من التوزّع الديموغرافي للشعب الفلسطيني، حيث تجاوز عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية عدد اليهود، وهو ما يتجلّى في وضعها عدة سيناريوهات خلال تدريباتها العسكرية، منها سيناريو حرب في الشمال مع "حزب الله"، وحرب مع المقاومة في قطاع غزة، ومواجهات في القدس والضفة، إضافة إلى مواجهات مع فلسطينيي الداخل.

وأكد أن اسرائيل تنظر إلى عرب الداخل على أنهم "مواطنون" يحملون الجنسية الاسرائيلية، لكنّهم يبقون أعداء لها.

وأشار إلى أن اسرائيل حريصة على صورتها في الخارج، ولذلك باتت تطوّر استراتيجيتها الإعلامية بحيث أن أي اتهام لها بأنها "دولة ابرتهايد" يُعتبر معاداة للسامية أو عنصرية ضد اليهود. ولكن لا يهمها ما توصف به بقدر ما يهمها الفعل الذي قد يؤثر عليها.

وأكد أن صورة اسرائيل "مهتزة" في العالم، لكنها تعتمد على الفيتو الأميركي في مجلس الأمن لحمايتها من أي إجراء.

ثقة الإسرائيليين مهتزة

من جهته، أكد نضال وتد، محرر الشؤون الإسرائيلية في صحيفة "العربي الجديد"، أن الجيش الاسرائيلي، كمؤسسة، لا يزال يحظى بأعلى نسبة ثقة في الشارع الإسرائيلي، وأن المشكلة الرئيسية هي في ثقة الإسرائيليين بالدولة ومؤسساتها السياسية والقضائية.

وقال وتد، في حديث إلى "العربي"، من أم الفحم، إن هذا الضعف في الثقة بالمنظومة الحزبية الإسرائيلية هو نتاج لعملية التحريض المتواصل التي أطلقها نتنياهو في العقد الأخير، لمصالح سياسية له وللتهرّب من قضايا الفساد التي طالته، متحدثًا عن مؤامرة لما أسماها "الدولة العميقة"؛ إضافة إلى فشل الأحزاب السياسية، خلال السنوات الماضية، في الوصول إلى ائتلاف سياسي مستقرّ يحكم الدولة كما كان سابقًا، وتصاعد الخطاب الديني العنصري في اسرائيل.

وأشار وتد إلى أن اليمين الاسرائيلي المسيطر الآن على المجتمع الاسرائيلي لم يعد يأبه بأن تكون اسرائيل "دولة أبرتهايد"، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية الاسرائيلية الحالية لا تتعلّق بالعددية فقط، بل أيضًا بالانتشار اليهودي والسيطرة على الأراضي.

واعتبر أن النكسة والنكبة لا تزال مستمرة، حيث تجد اسرائيل أنها فقدت ما راكمته من "انجازات" على مدار العقود الخمسة الماضية، وفقدت ما كانت تظنّه "تسليمًا فلسطينيًا بالاحتلال"، ولذلك نشهد هذه الحرب المسعورة في الداخل.

اتفاقات التطبيع تنقذ إسرائيل من العزلة

بدوره، أوضح كينيث كاتزمان، الباحث في مركز بحوث الكونغرس، أن المشهد الاستراتيجي الذي تواجهه إسرائيل ليس سلبيًا إلى درجة كبيرة، رغم أنها تنظر إلى إيران على أنها تهديد له، وكذلك بالنسبة لـ"حزب الله".

وقال كاتزمان، في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إن اسرائيل ليست في عزلة، بدليل اتفاقات ابراهام، والاتفاقات التجارية مع الإمارات، والاتفاقات الاستراتيجية مع البحرين، واتفاقات التطبيع مع المغرب والسودان.

وأشار إلى أن اسرائيل أصبحت تعترض الصواريخ التي كانت تحصل عليها حركة "حماس" من إيران، وبالتالي لم تعد الحركات الفلسطينية تشكّل تهديدًا لوجود اسرائيل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close