الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"انهضي يا قدس".. "انتفاضة" ثقافية تتحدى الظروف السياسية وتضييق الاحتلال

"انهضي يا قدس".. "انتفاضة" ثقافية تتحدى الظروف السياسية وتضييق الاحتلال

Changed

"العربي" يلقي الضوء على فعاليات مهرجان القدس (الصورة: فيسبوك)
يضم مهرجان القدس في دورته الـ19، عروضًا مختلفة منها الغناء، والمسرح، والدبكة، والأوركسترا، إلى جانب معرض صور بمشاركة فنانين من كل أنحاء فلسطين.

افتتح مركز "يبوس" الثقافي مهرجان القدس في دورته التاسعة عشر تحت شعار "انهضي يا قدس"، الذي يعده القائمون عليه مناسبة لاستنهاض الهمم والنشاطات الثقافية في قلب مدينة القدس من أجل تأكيد الوجود والحفاظ على الهوية الفلسطينية.

فقد استهلت الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة دورة هذا العام، حيث سعت من خلال فنها الملتزم إلى إنارة ليالي المدينة الداكنة بسبب استمرار احتلالها، وللغناء في القدس وقع خاص كما تقول.

وأكدت أبو آمنة في حديث مع "العربي" أن هذه المدينة "تشكل لنا الأمل والألم في الوقت نفسه، نحن نرى فيها كيف تخرج الحياة من قلب الموت ومن قلب التضييقات والاحتلال".

إعلاء صوت القدس

وبعد 27 عامًا، ما زال المهرجان المقدسي مستمرًا لإعلاء صوت المدينة من خلال الثقافة، رغم الظروف السياسية وشحّ التمويل وشروطه.

فتقول رانيا إلياس مديرة مركز "يبوس" والمشرفة على المهرجان، إنهم يوجهون رسالة واضحة حول دور القطاع الثقافي في التأكيد على الوجود، على ضوء التضييقات على الحيز العام والقطاع الثقافي في الفترة الأخيرة.

وتفاعلت الشابة المقدسية عايدة قنبر إلى جانب الجمهور المتعطش للفرح في يومياته، فلصغر سنها لم تعش كثيرًا من الأحداث التاريخية في مدينتها كالنكسة مثلًا، لكنها تدرك لب الصراع.

فتشدد قنبر على أن هذا المهرجان هو "دعم للفلسطينيين ونوع من الثبات والقوة ودلالة على صمودنا ووجودنا على الرغم هذا البؤس".

برنامج المهرجان

ويضم المهرجان بأيامه الـ7، عروضًا مختلفة منها الغناء، والمسرح، والدبكة، والأوركسترا، إلى جانب معرض صور بمشاركة فنانين من كل أنحاء فلسطين بلا تقسيم.

ومن القدس، تشرح رانيا إلياس مديرة مركز "يبوس" لـ"العربي" أن ميزة هذا المهرجان هي أنه يحمل اسم المدينة رغم كل التنغيصات والاعتماد على الإيمان بالمشروع الثقافي.

ويسعى القائمون على مهرجان القدس، إلى تقديم كل ما هو جديد لدعم الفرق الفلسطينية وإعطائهم منصة لعرض أعمالهم الغنية والمنوعة، ويطمحون إلى تحسين الإمكانيات المالية و"الحريات" وإلى استضافة فرق عالمية لتقديم هذه الثقافة للجمهور الفلسطيني، على حد قول إلياس.

تضييقات إسرائيلية

وعن المضايقات الإسرائيلية التي تعرض لها منظمو هذا الحدث الفني، فتكشف مديرة مركز "يبوس" أن العاملين في المركز والقائمين على المهرجان تعرضوا للاعتقال، كما تمت مداهمة المركز عام 2020 من قبل قوات الاحتلال ومصادرة جميع ممتلكاته وملفاته.

وتكمل إلياس: "ما زلنا لغاية هذه اللحظة نعاني من هذه التضييقات بصفتنا مؤسسات ثقافية، وبصفتنا ناشطين في القطاع الثقافي، وفنانين، بسبب الرسالة التي نحملها كفلسطينيين في هذه المدينة".

شح في التمويل

كذلك، تلفت المديرة المشرفة على مهرجان القدس، إلى غنى برنامج هذا العام بتفاصيله، فبالإضافة إلى الأمسيات الأساسية، نظمت ورشات "ستاند أب كوميدي" في جمعية الثقافة العربية في حيفا ومؤسسة "إبداع"، إلى جانب تخصيص برنامج للأطفال.

في المقابل، توضح إلياس أن تكلفة هذا المهرجان عالية مقابل التمويل الشحيح، مشددة على أن هناك غيابًا للدعم المالي لمدينة القدس نفسها، بالإضافة إلى وضع شروط سياسية وصفتها بالـ"مهينة" على مؤسسات المجتمع الأهلي وهذا ما رفضه مركز "يبوس" الثقافي.

وتردف إلياس: "هذا المهرجان ما زال ينقصه نحو 40 ألف دولار كي يتمكن من تغطية التكاليف بشكل كامل، لذلك نعتمد على الأصدقاء والممولين المؤمنين بفكرتنا، إلى جانب دخل التذاكر".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close