الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

"بابا أنا هون".. لحظة انتشال طفلة سورية بعد يوم كامل تحت الأنقاض

"بابا أنا هون".. لحظة انتشال طفلة سورية بعد يوم كامل تحت الأنقاض

Changed

"العربي" يواكب مستجدات عمليات البحث والإنقاذ في الشمال السوري مع نائب مدير الدفاع المدني السوري
تتواصل عمليات البحث عن الناجين بين الأنقاض في سوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، كاشفة عن مآسٍ عديدة ولحظات صعبة عاشها الناجون.

نشر الدفاع المدني السوري، اليوم الثلاثاء، مقطع فيديو مصور للحظة انتشال طفلة من تحت ركام منزلها شمالي مدينة حلب، بعد أن قضت يومًا كاملًا تحت الأنقاض، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب شمال البلاد وجنوبي تركيا أمس. 

وظهر في المقطع المصور، رجل إنقاذ من الدفاع المدني يحفر بيديه بين التراب والركام، فوق أحد أنقاض المنازل في ناحية جنديرس بريف بلدة عفرين، الواقعة تحت سيطرة المعارضة شمال حلب. 

وخلال عملية الحفر، هتف المنقذ التابع للدفاع المدني، "لقد حركت يديها"، قبل أن يضيف، متوجهًا بالكلام إلى الطفلة: "بابا هنا، لا تخافي"، ويتابع:"نور، إنظري إلينا هنا". ليتدخل والدها: "بابا نور، أنا هنا"، فيما نظرت الطفلة إليه، وقد غمر الغبار وجهها، قبل أن يتم نقلها إلى سيارة الإسعاف، وسط التكبيرات. 

وتتكرر تلك المآسي، منذ أن وقع الزلزال المدمر صباح أمس الإثنين، والذي قدرت قوته بـ7.8 درجة في قياس ريختر، فيما تتواصل حتى الساعة عمليات الإنقاذ، والبحث عن ناجين بين أنقاض آلاف المباني التي انهارت. 

ووصلت الحصيلة الإجمالية المؤكدة لعدد القتلى في البلدين إلى أكثر من 5000 فيما توالت الهزات الارتدادية بشكل متكرر.

وكان الدفاع المدني السوري أعلن أن شمال غربي سوريا بات منطقة "منكوبة"، مناشدًا العالم المسارعة لتقديم المساعدات الضرورية، ومشيرًا إلى أن مئات العائلات لا تزال تحت الأنقاض وأن فرقه تواجه صعوبات في عمليات البحث والإنقاذ بسبب نقص المعدات.

وشهدت مدينة أعزاز، حالة إنقاذ مشابهة، لطفلة تبلغ من العمر 18 شهرًا، تم إخراجها من بين الأنقاض، من دون أن تصاب بأذى، لكن قريبًا لها يتولى رعايتها أكد أن شقيقها وشقيقتها ووالدتها الحبلى لقوا حتفهم.

الأطفال في خطر

وقال مسؤولون كبار من منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إن الاحتياجات الإنسانية لسوريا وصلت إلى أعلى مستوياتها بعد الزلزال.

وذكرت كبيرة مسؤولي الطوارئ في المنظمة أديلهيد مارشانج أن تركيا لديها قدرة قوية على التعامل مع الأزمة لكن الاحتياجات الأساسية التي لن تُلبى على المدى القريب والمتوسط، ستكون في سوريا التي تعاني بالفعل من أزمة إنسانية منذ سنوات بسبب الحرب وتفشي الكوليرا.

وأضافت في اجتماع مجلس إدارة المنظمة: "هذه أزمة تأتي على رأس أزمات متعددة في المنطقة المنكوبة، الاحتياجات بلغت أعلى مستوى لها في جميع أنحاء سوريا بعد أزمة معقدة، وممتدة استمرت 12 عامًا تقريبًا بينما يستمر التمويل الإنساني في الانخفاض".

وقالت إن نحو 23 مليون شخص، من بينهم 1.4 مليون طفل، من المرجح أن يتعرضوا للخطر في كلا البلدين بعد الزلزال وتوابعه التي حولت آلاف المباني إلى أنقاض.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close