يتزايد ضرر الحشرات، رغم انخفاض أعدادها، على النباتات وأوراق الأشجار، حيث جعل التغيّر المناخي بعض الحشرات أكثر شراسة وفتكًا على النباتات.
وقارن علماء من جامعة وايومنغ الأميركية الضرر الذي أصاب نباتات العصر الحديث نتيجة لتغذية الحشرات العاشبة، مع الأضرار التي تسبّبت بها للأوراق المتحجّرة التي تعود إلى أواخر العصر الطباشيري أي منذ حوالي 67 مليون سنة.
وأظهرت الدراسة التفصيلية أنواعًا مختلفة من الأضرار التي تسبّبها الحشرات، ووجدت زيادة ملحوظة في جميع الأضرار الحديثة مقارنة بالسجل الأحفوري.
ولاحظ الباحثون أن نباتات العصر الحديث تعاني من مستويات غير مسبوقة من الضرر الذي تسبّبه الحشرات، على الرغم من انخفاض انتشار الحشرات حول العالم، مضيفين أن هذا التفاوت الكبير يُمكن تفسيره من خلال النشاط البشري.
ما دور النشاط البشري؟
وافترضت الدراسة أن البشر قد أثروا في تذبذبات ضرر الحشرات، والتنوّع داخل الغابات الحديثة، مع حدوث أكبر تأثير بشري بعد الثورة الصناعية.
وتماشيًا مع هذه الفرضية، كانت العينات العشبية من أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عرضة بنسبة 23% لتلف الحشرات من العينات التي تمّ جمعها من أوائل القرن العشرين، وهو نمط ارتبط بارتفاع درة حرارة المناخ.
وخلص البحث إلى أن قوة التأثير البشري على التفاعلات بين الحشرات والنباتات "لا يتحكّم فيها تغيّر المناخ وحده، بل الطريقة التي يتفاعل فيها البشر مع الطبيعة، الأمر الذي يستلزم مراجعة شاملة للتعامل معها.
وأوضح الدكتور عبد التواب بركات، الخبير في الشؤون الزراعية، أن التغيّرات المناخية تسارعت خلال العقد الأخير بشكل أكبر مما كانت عليه قبل قرن، ما أثر على تغيّر سلوك الآفات الزراعية، بشكل أكثر حدّة وفتكًا بالمحاصيل.
وقال بركات في حديث إلى "العربي"، من الدوحة: إن انتشار الآفات الزراعية لم يعد ينحصر في بلد دون آخر، إذ إن الحشرات الزراعية قادرة على السفر إلى مسافات كبيرة بين دولة وأخرى بسرعة هائلة، ما يستوجب مكافحة جماعية وتوطيد التعاون الدولي لمكافحة هذه الآفات الزراعية، وفي رصد واكتشاف السلوك العدائي لهذه الحشرات.
وأشار إلى أن التعاون الدولي الحالي في هذا المجال "ضعيف، حيث أن بعض الدول تمنع التكنولوجيات المتطوّرة في هذا المجال، وحتى المبيدات الحشرية من أجل الفائدة المادية"، مؤكدًا أن الأمن الغذائي العالمي هو الضحية الأكبر لهذه الممارسات والسياسات.