الإثنين 25 مارس / مارس 2024

باسيل لـ"العربي": لست مرشحًا للرئاسة.. ماذا قال عن العلاقة بحزب الله؟

باسيل لـ"العربي": لست مرشحًا للرئاسة.. ماذا قال عن العلاقة بحزب الله؟

Changed

تطرق باسيل في حديث حصري إلى "العربي" إلى سلسلة ملفات، من تحديات الحكومة وواقع الانهيار، إلى العلاقة مع حزب الله، مرورًا بالعقوبات عليه.

نفى رئيس "التيار الوطني الحر" في لبنان وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل أن يكون الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي هو الذي فرض تشكيل الحكومة في لبنان.

ولفت باسيل في حديث خاص إلى "العربي" إلى حالة "نضوج سياسي" حصلت أخيرًا أفضت إلى حصول التشكيل، محمّلًا رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري مسؤولية التأخير، لأنّه "لم يُرِد أنّ يُكلَّف غيره".

وفيما وصف باسيل حاكم المصرف المركزي رياض سلامة بأنّه "الحاكم الفعلي للبنان"، شدّد على عدم جواز أن يستمرّ مع المنظومة السياسية والمالية "التي استبدّت بالناس"، باتباع السياسات نفسها بعد اليوم.

وإذ شدّد باسيل على أنّ "الأوان قد حان" لمراجعة وثيقة التفاهم مع "حزب الله"، ولا سيما على مستوى الاستراتيجية الدفاعية، أكّد الحرص على إبعاد لبنان عن "مشاكل هو في غنى عنها" في علاقاته العربية والدولية، على حدّ تعبيره.

وأكد باسيل من جهة ثانية حرصه على إجراء الانتخابات البرلمانية وتنظيمها في وقتها المحدد وفي ظلّ القانون الانتخابي القائم.

أما الانتخابات الرئاسية فرفض تناولها "طالما الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري"، نافيًا في الوقت نفسه أن يكون مرشحًا لرئاسة الجمهورية.

لماذا تأخّرت ولادة الحكومة؟

من ملفّ الحكومة اللبنانية انطلق باسيل في حديثه إلى "العربي"، مفنّدًا أسباب تأخّر ولادتها لزهاء 13 شهرًا، منذ استقالة حكومة حسان دياب في اعقاب انفجار مرفأ بيروت المروع في أغسطس/ آب 2020. 

واعتبر باسيل أنّ السبب الأساسيّ في التأخير الذي حصل يكمن في الدستور اللبناني، الذي لا ينصّ على أيّ مهلة محدّدة للرئيس المكلّف لتأليف الحكومة، ما يتيح "التمادي" في عملية التشكيل.

أما السبب الثاني فرأى باسيل أنّه يكمن في رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، "الذي لم يستطع تأليف حكومة، ولم يقبل أن يكلَّف آخر غيره لتشكيلها".

وخلص باسيل إلى أنّ الحكومة تشكلت بفضل وجود "إرادة وقدرة من الشخصية المكلفة (نجيب ميقاتي) على التأليف واحترام الدستور والشراكة مع رئيس الجمهورية".

وأشار إلى أن ميقاتي تمكن من التشكيل بعدما "استطاع فك أو كسر القيود التي وُضِعت أمامه، حيث أصبحت مهلة التأليف معقولة".

واعتبر أن "هناك حالة نضوج سياسي نتيجة للوقت الضائع منذ 13 شهرًا"، سمحت للرئيس ميقاتي بالوصول إلى "تفاهم" حول ولادة حكومة جديدة.

وقال باسيل في حديثه لـ"العربي": "الأكيد ليس الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي هو الذي فرض تأليف الحكومة".

هل يمكن "تدارك" الانهيار في لبنان؟

وردًا على سؤال عن واقع "الانهيار" في لبنان وإمكانيّة تداركه، أشار رئيس "التيار الوطني الحر" إلى أن "النظام السياسي اللبناني يعطل نفسه لأنه قائم على التوافق الذي يمنح أي طرف الحق في استخدام الفيتو لتعطيل ما لم ينسجم معه".

واعتبر أن "كل مكون أساسي في لبنان لديه قدرة على التعطيل والتخريب" نتيجة للنظام السياسي القائم.

وأعطى رئيس التيار الوطني الحر مثالًا على التعطيل بالقول: "عندما يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري إنه لن يترك الرئيس ميشال عون يحكم، فهذا يعني أنّ لديه قدرة على ذلك، والجميع لديه القدرة على فعل ذلك".

ورأى باسيل أن النموذج الاقتصادي والمالي في لبنان "لا يمكن أن يستمر" في وضعه الحالي.

وقال: إنّه لا يمكن أن يستمرّ النظام السابق ورجالاته ومنظومته المالية التي استبدّت بالناس، بالإضافة إلى حاكم مصرف لبنان الذي وصفه بأنّه "الحاكم الفعلي للبنان"، باتباع السياسات نفسها التي أوصلت البلاد إلى الواقع الحالي.

عون "هزّ" المنظومة الحاكمة الفاسدة

وبشأن قدرة الحكومة التي يقودها نجيب ميقاتي على إحداث تغييرات في النظام القائم، قال باسيل: "لا أعرف ماذا يمكن أن تقوم به الحكومة على هذا الصعيد، لكن في حال فعلت ذلك فسنؤيدها وندعمها".

وأكد أن الوضع اللبناني اليوم بحاجة إلى تغيير فعلي وحقيقي على مستوى السياسات الخاطئة والمتبعة منذ 30 عامًا.

ومن وجهة نظر باسيل فإذا كان هناك "حسنة فعلها الرئيس عون، فهي هزّه للمنظومة الفاسدة" الحاكمة.

وحول حديثه عن وجود جهات تعمل على إسقاط وإفشال العهد، جدد جبران باسيل موقفه حول وجود جهات ترفض "فكرة رئيس قوي للبنان"، مشيرًا إلى أن المنظومة الحاكمة منذ تسعينيات القرن الماضي هي نفسها التي ترفض فكرة الرئيس القوي "لأنه لا يناسبهم ويضرب مصالحهم".

وأوضح باسيل أن هذه المنظومة السياسية الباقية منذ التسعينيات "هي نفسها وقوامها بري والحريري"، معتبرًا أن تلك المنظومة تبحث دائمًا عن "غطاء مسيحي لاستخدامه واجهة للتغطية وخنق فكرة رئيس قوي" للبنان.

"شروط" نجاح الحكومة الجديدة

أما بالنسبة إلى موقفه من الحكومة وتوقعاته بشأن خططها لوضع حد للانهيار في لبنان، فقد اعتبر باسيل أن "الحكومة المشكلة من قبل ميقاتي أنصفت الدستور واحترمت التوازنات القائمة في البلد".

وأعرب عن اعتقاده بأن "هناك وعيًا لدى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة حول الإصلاحات الضرورية" المطلوبة لوضع حد لحالة الانهيار.

ولفت إلى أن الحكومة ستنجح في حال لمس اللبنانيون وجود إرادة حقيقية للإصلاحات ورأوا نتائجها على أرض الواقع، بالإضافة إلى رؤيتهم "من أفسد وأهدر الأموال يدفع الثمن".

المفاوضات مع صندوق النقد الدولي

وفيما يخص تعامل الحكومة مع صندوق النقد الدولي ومدى ثقته بوزير المالية الحالي يوسف الخليل لقيادة المفاوضات، أكد باسيل أن الحكومة "مُلزَمة" بوضع خطة تعافٍ مالي مع صندوق النقد الدولي، والتفاوض على أساسها والقبول بالشروط التي تتوافق مع مصلحة لبنان.

وإذ اعتبر باسيل أنّ اللبنانيين تلقّوا الصدمة المالية، قال: "الآن نريد أن نؤمّن للبنانيين الحماية الاجتماعية ليتمكنوا من تحمل الأوضاع ولكن من الضروري بدء مرحلة الصعود والتحسن".

وأضاف: "بالنسبة إلى وزير المالية، إذا أراد أن يبقى رجل رياض سلامة في المالية، فالأكيد أنه سيفُشل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي مثلما عمل الحاكم في السابق".

وتابع قائلًا: "في حال تعامل وزير المال على أساس أنه يمثّل سلطة دستورية قائمة بحد ذاتها في وزارة المالية وليس موظفًا لدى أحد، واستطاع استخدام كفاءته وقدرته من أجل مصلحة لبنان، فالأكيد أنه سينجح ويقود عملية التفاوض".

"على الدولة تحمل مسؤولياتها"

وتعليقًا على حديث أمين عام حزب الله حسن نصر الله بشأن النفط الإيراني وقرب وصوله إلى لبنان وموقفه من أن يكون رئيس حزب هو من يؤمّن حاجيات الشعب اللبناني، اعتبر باسيل أنه لا يمكن لأي شخص أو حزب أو فريق سياسي أن يحل مكان الدولة، لكن على الدولة تحمّل مسؤولياتها.

وقال: "نحن ننظر إلى هذا الموضوع من باب المصلحة. أظنّ أننا خارج معادلة العقوبات والخسائر في مسألة النفط الإيراني، لأن المعادلة المطروحة في المقابل هي أن نحرم اللبنانيين من توفير احتياجاتهم من المحروقات".

ورأى أن المطلوب من الدولة اللبنانية أن تقوم بسياسة الدعم عبر الحكومة وليس المصرف المركزي، مشيرًا إلى أن رفع سياسة الدعم يتمّ فقط مقابل توفير الحماية الاجتماعية للبنانيين عبر البطاقة التمويلية.

كما أشار إلى ضرورة وقف عمليات تهريب المحروقات إلى سوريا وتخزين الوقود، مؤكدًا أن "الدولة قادرة على وقف عمليات التهريب".

إعادة مراجعة ورقة التفاهم مع حزب الله

من جهة ثانية تطرّق باسيل إلى ملف العلاقة مع "حزب الله" والاستراتيجية الدفاعية، حيث شدّد على أنّ "الأوان قد حان" لإعادة النظر بوثيقة التفاهم التي أبرمها "التيار الوطني الحر" معه، بعد مرور 15 عامًا عليها. وأكد أنّ موضوع الاستراتيجية الدفاعية لا يجب أن يكون بعيدًا عن البحث.

وقال: "نستطيع القول إنها لم تنجح في بناء الدولة أو مكافحة الفساد أو إصلاح أسس الدولة اللبنانية بنظامها السياسي والاقتصادي والمالي، لكن من الضروري مراجعة الورقة وتحديثها".

وأكد رئيس "التيار الوطني الحر" الحرص على إبعاد لبنان عن "مشاكل هو في غنى عنها" في علاقاته العربية والدولية، على حدّ تعبيره.

هل يؤيّد "التيار" نظرية "حياد لبنان"؟

وفيما يخص دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى "الحياد" في السياسة الخارجية اللبنانية، رفض باسيل تلك التسمية. وقال: "نحن نسميه التحييد، لأنه لا يمكن أن نكون محايدين في قضية فلسطين وإسرائيل أو في قضية النزوح السوري". وأضاف: "هناك قضايا تمسنا ولا يمكن أن نكون محايدين فيها".

ورأى باسيل أن موضوع "تحييد" لبنان وتموضعه في علاقاته مثل الاستراتيجية الدفاعية "يجب أن يكون بمراجعة دائمة مع حزب الله وكل اللبنانيين".

وقال في هذا السياق إنه: لا يمكن أن يكون لبنان خارج التضامن العربي، مذكّرًا بموقفه من إعادة سوريا إلى "الحضن العربي" حين كان وزيرًا للخارجية.

وأضاف: "لا يعني البقاء في الحضن العربي خسارة وحدتنا الوطنية، هناك خلط للمفاهيم وتضييع في الأولويات".

وأكد رئيس التيار الوطني الحر أن العلاقات اللبنانية العربية بحاجة إلى مراجعة من لبنان وبعض البلدان العربية.

وأوضح أن تلك المراجعة تتعلق بمراجعة السياسات و"كف الأذى" إذا كان لبنان يفعل ذلك مع بعض البلدان، مشيرًا إلى أنّ على تلك الدول في الوقت نفسه ألا تتعاطى مع شؤونه الداخلية.

وقال: "ضياع لبنان هو أذى للعالم العربي، وهذه حقيقة تحتاج إلى مراجعة لإعادة وصل ما انقطع".

"لست مرشحًا لرئاسة الجمهورية"

وأكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في حديثه إلى "العربي" حرصه على إجراء وتنظيم الانتخابات البرلمانية في وقتها المحدد وفي ظلّ القانون الانتخابي القائم.

وأوضح أن التحالفات الحزبية والسياسية في تلك الانتخابات ستحدد حينها "من لدينا مصلحة انتخابية في التعاون معهم".

أما عن مسألة إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية، فجدّد التأكيد على أنّه "ليس مرشّحًا"، مضيفًا: "طالما الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري، فهذا الموضوع لا أتناوله".

وإذ شدّد على أنّ "الأهم هو إنقاذ لبنان من الانهيار"، اعتبر أن مسألة رئاسة الجمهورية مجرد "تفصيل صغير" أمام حالة الوجع الذي يعيشه اللبنانيون.

ورأى أنه من الضروري إجراء مراجعة لـ"الثغرات" الموجودة في النظام السياسي اللبناني، لتطويره ليبقى البلد "أنموذجًا للتعايش".

"حملة كونية" ضدّ عون

ونفى رئيس "التيار الوطني الحر" أن يكون لدى رئيس الجمهورية ميشال عون نية لتجديد ولايته الرئاسية.

وإذ أكد أنّ هذا الموضوع غير مطروح اعتبر أنّ من الإنصاف القول إنّه كان لدى الرئيس عون "شرف المحاولة" لخير بلده وشعبه، حيث قدّر أن "مرحلة الإصلاح ستكون أصعب من مرحلة التحرير".

وأشار إلى حملة كونية إعلامية داخلية وخارجية تعرض لها رئيس الجمهورية. وأوضح أنه من الطبيعي أن يكون هناك مرحلة "غشاء وضبابية"، لكنها ستنجلي.

عقوبات "جائرة وظالمة"

وعن العقوبات الأميركية المفروضة عليه وإمكانية رفعها بعد تسهيل تشكيل الحكومة واستغلال علاقته مع الجانب الفرنسي لأجل هذا الغرض، أوضح باسيل أنه لم يطرح موضوع رفع العقوبات مع أي جهة سياسية داخلية أو خارجية.

وقال باسيل: "العقوبات وضعت لأسباب سياسية وجائرة. حين تزول الأسباب السياسية تذهب العقوبات".

وأضاف: "الأسباب الجائرة يتم التعاطي معها وعلاجها بشكل إداري وقانوني باعتبار أنها ظالمة وتستند على أشياء غير قائمة على دلائل".

وتابع أن هذه العقوبات ستزول لأنها قائمة على اتهامات بالفساد غير حقيقية وجائرة.

عودة العلاقات مع سوريا

وبالنسبة إلى موقفه من عودة العلاقات اللبنانية السورية فقد رأى باسيل أنه من الطبيعي أن تعود تلك العلاقات "بحكم الطبيعة والجغرافيا"، مشدّدًا على أن "لدى لبنان مصلحة في ذلك".

واعتبر أن لبنان دفع الثمن من قطع العلاقات طوال الوقت عبر إغلاق الحدود والنازحين والإرهاب.

وتساءل عن سبب منع إعادة لبنان إلى علاقاته مع سوريا على الرغم من وجود فرصة تتمثل في إعادة الإعمار في سوريا والمنطقة.

وقال: إن عودة العلاقات بين البلدين، ولو تدريجيًا، فيها مصلحة لسوريا ومصلحة للبنان.

وأضاف: من الطبيعي التعلم من كل التجارب لإنجاز علاقات سوية بحكم الندية وسيادة واستقلال كل بلد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close