الإثنين 7 أكتوبر / October 2024

باع سيارته ليهاجر مع أطفاله.. "العربي" في منزل عائلة فقدت أفرادها بـ"قارب موت"

باع سيارته ليهاجر مع أطفاله.. "العربي" في منزل عائلة فقدت أفرادها بـ"قارب موت"

شارك القصة

حديث خاص لـ"العربي" مع أحد أفراد عائلة المانع التي فقدت 4 من أفرادها في فاجعة غرق مركب مهاجرين قرب السواحل السورية (الصورة: غيتي)
روى أحد أفراد عائلة المانع اللبنانية التي فقدت أفرادا منها في فاجعة غرق مركب المهاجرين قبالة سوريا، لـ"العربي" ظروف وملابسات الحادثة.

ارتفعت حصيلة القتلى إثر غرق "مركب الموت" إلى أكثر من 70 حتى الساعة، بينما تم انتشال نحو 21 ناجيًا من البحر حيث يتلقون العلاج في المستشفيات السورية، وفق ما نقل مراسل "العربي" في شمال لبنان محمد شبارو.

وكان قارب المهاجرين غير النظاميين، قد غرق قبالة الساحل السوري بعد الإبحار من شمال لبنان في وقت سابق من الأسبوع، وبدأ العثور على جثث في البحر قبالة ساحل طرطوس بعد ظهر أمس الخميس.

توسيع دائرة البحث

وعلى صعيد عمليات البحث المستمرة، أشار شبارو إلى وجود مخاوف من تكرار السيناريو الذي حصل مع القارب الذي غرق قبالة شاطئ طرابلس شمالي لبنان سابقًا حيث لم يتم العثور على كل الجثث، لذلك وسع الجانب السوري دائرة البحث وسط استعدادات لبنانية للبحث في المناطق المشتركة بحريًا.

كما علم "العربي" أن لبنان قد يطلب من بعض دول الجوار وتحديدًا قبرص، المشاركة في عملية البحث عن الضحايا في المياه الإقليمية. كذلك هناك تنسيق من الجانب اللبناني تتولاه قوى الأمن العام مع الجانب السوري لاستعادة جثامين الضحايا ونقل الناجين بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة اللبنانية.

وانتقل قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إلى أحد المعابر الحدودية صباح اليوم الجمعة، للإشراف على عمليات البحث والإغاثة والتنسيق مع الجانب السوري.

فاجعة عائلة المانع

وتوجه شبارو إلى منطقة المنية في طرابلس اللبنانية، حيث زار منزل عائلة المانع المفجوعة بفقدان 4 من أفرادها كانوا على متن قارب المهاجرين، حيث اتهمت العائلة الحكومة بالتقصير في متابعة الموضوع.

وصرح مانع المانع لـ "العربي" أن الأسرة تأكدت من وفاة الابنة البكر التي كانت على متن القارب، بينما لم يتم العثور حتى الساعة على والدها وشقيقها وشقيقتها الأخرى.

وتابع: "توجه صهري إلى سوريا وتعرف على جثة الابنة وما زلنا نتابع الموضوع لمعرفة أي معلومات عن أفراد العائلة الآخرين، حيث نقل لنا شهود عيان أن جثث ضحايا المركب وصلت إلى حدود اللاذقية".

أما عن إدارة الدولة اللبنانية لهذه الكارثة، فيقول المانع: "لا دولة في لبنان.. لقد اتصلنا برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ونواب المنطقة لكن أحدًا لم يساعدنا".

 لكنه شكر في الوقت عينه رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الأشغال العامة علي حمية والسلطات السورية، مردفًا: "محافظ طرطوس اتصل بنا بينما نوابنا لم يتواصلوا معنا".

صورة يظهر فيها أفراد عائلة المانع التي كانت على متن قارب المهاجرين - غيتي
صورة يظهر فيها أفراد عائلة المانع التي كانت على متن قارب المهاجرين - غيتي

كذلك، تطرق المانع إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي دفعت بأفراد أسرته للجوء إلى "مركب الموت"، مشددًا على أن رب الأسرة الذي توجه برفقة أولاده إلى القارب كان يريد أن يؤمن لهم مستقبلًا أفضل.

وكشف المانع أن الوالد باع سيارته ومجوهرات والدته، كما اقترض مبلغًا ماليًا من جيرانه لتأمين تكاليف الرحلة  له ولأطفاله، "لأنهم لا مستقبل لهم هنا في لبنان".

ظروف غرق القارب

أما عن ظروف غرق القارب، فلفت المانع لـ"العربي" إلى أن المعلومات الأولية تدل على أنه كان محملًا أكثر من سعته الإجمالية، بحيث قيل إنه كان ينقل قرابة 150 شخصًا بينما لا يتسع لأكثر من 30 فقط، كما تداول البعض أخبارًا بأن المركب تعطل في عرض البحر.

وكانت وجهة المركب المنكوب إلى إيطاليا، إذ تنطلق معظم مراكب الهجرة غير النظامية من الشمال اللبناني إما نحو قبرص أو اليونان، أو إيطاليا، بينما تكثر عمليات الإبحار بمثل هذه القوارب بمعدل 3 رحلات أسبوعية بسبب استقرار الأحوال الجوية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي