فتح العدوان الإسرائيلي على إيران الأبواب لجبهة جديدة في الصراع بين الجانبين يتمثّل في الهجمات السيبرانية، التي تستهدف بنى كل طرف، رغم أنّ كلا الجانبين اعتاد منذ عقود على التنافس الإلكتروني بصمت أحيانًا وعلى الملأ أحيانًا أخرى.
ففي إسرائيل، نقلت تقارير عن إحدى شركات الأمن السيبراني، أنّها رصدت زيادة بنسبة 700% في الهجمات، وخاصة خلال الأيام الأولى من العدوان على إيران.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، شملت الهجمات السيبرانية المواقع الإلكترونية الحكومية، بالإضافة إلى الخدمات الإلكترونية للمؤسسات المالية والمصرفية، وأنظمة شركات الاتصالات، فضلًا عن بنى تحتية وخدمية حيوية.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "أكسيوس"، شملت الهجمات الالكترونية على إسرائيل حملات تضليل في الأيام التي تلت الضربات على إيران وتضمّنت إحداها إرسال رسالة نصية إلى آلاف الإسرائيليين تُحذّر من توقّف إمدادات الوقود في محطات التوزيع لمدة 24 ساعة. بينما حثّت أخرى المتلقين على تجنّب منطقة بعينها في محاولة لبثّ الذعر.
حرب إلكترونية بين إيران وإسرائيل
وصيغت الرسالتان لتبدوا كأنّهما صادرتان عن الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
أما وكالة "بلومبرغ"، فأشارت إلى أنّ إيران أبلغت عن 6700 هجوم حجب خدمة موزّعة على ثلاثة أيام.
والثلاثاء الماضي، تعرّض "بنك سبه" الإيراني لهجوم سيبراني ما أدى إلى تعطّل مؤقت لخدماته الالكترونية.
وزعمت مجموعة قرصنة إلكترونية تُسمّى "العصفور المفترس"، مسؤوليتها عن الهجوم مشيرة إلى أنّها دمّرت بيانات البنك المملوك للدولة.
وترتبط مجموعة "العصفور المفترس" بعلاقات محتملة مع إسرائيل، ولديها تاريخ من الهجمات الإلكترونية على إيران.
كما أعلنت المجموعة ذاتها هجومها على واحدة من كبرى بورصات العملات الرقمية في إيران، ودمّرت 90 مليون دولار، وهدّدت بكشف "شفرة المصدر" للمنصة.
وفي هذا الإطار، أعلنت منصّة "نوبيتكس" إحدى أكبر منصّات تبادل العملات الرقمية في إيران، في منشور على "إكس"، إنّها أوقفت الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص بها عن العمل أثناء مراجعتها ما وصفته بـ"الوصول غير المصرّح به" إلى أنظمتها.